يحتفي مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بأعمال المطرب القدير الراحل أبو بكر سالم في حفلين غنائيين يومي 22-23 الجاري، وذلك بمصاحبة فرقة مركز جابر الموسيقية، بقيادة د.محمد باقر.
يحيي الحفل الأول كل من الفنانين عبدالله الرويشد ومطرف المطرف وفهد الكبيسي ومساعد البلوشي وبدر نوري، بينما يحيي الحفل الثاني كل من الفنانين عبدالله الرويشد وأحمد فتحي ومطرف المطرف ومساعد البلوشي وبدر نوري.
يأتي احتفاء المركز بالفنان الكبير الذي رحل عن دنيانا في العاشر من ديسمبر ٢٠١٧، لتنوع أعماله ومواهبه.
لم يكن أبو بكر مطربا وحسب، بل كان شاعرا أديبا وملحنا ومثقفا واسع المعرفة، تبقى أعماله محفورة في وجداننا لتنوعها وعمقها، ولأدائه المميز الذي لا يشبه من سبقوه ولا من لحقوه.
فبين تلحين وغناء وكلمات، أبدع أبو أصيل العشرات من الأغنيات الجميلة التي تميزت بالإحساس المرهف والوعي الفني الرفيع.
بدايات أبوبكر
وأبوبكر، الذي ولد لأسرة متدينة في مدينة تريم الحضرمية، وانطلق في بداياته الفنية من إذاعة عدن، لم يتوقف طموحه عند حد، فكان أن آثر مغادرة مسقط رأسه إلى وجهة أكثر صخبا، حاملا فنه العدني معه، مسافرا بالأغنية اليمنية إلى فضاءات جغرافية أوسع، فكانت بيروت وجهته في العام 1958، ليتنقل بعدها بين القاهرة والعواصم الخليجية، وليحط الرحال في جدة، قبل أن يستقر أخيرا في الرياض.
برنامج الحفل
يتضمن برنامج الحفل في الليلة الأولى أغنيات «لو خيروني» و«امتى أنا أشوفك» بصوت بدر نوري، «يا سمار» و«عادك إلا صغير» بصوت مساعد البلوشي، و«شلنا يا بو جناحين» و«ما علينا يا حبيبي»، «غيار» بصوت فهد الكبيسي، و«أقبلت تمشي رويدا» و«دون يا قلم» و«ظبي اليمن» بصوت مطرف المطرف، ليختتم الفنان عبدالله الرويشد الحفل بأغنيات «يا ناسين الحبايب» و«ما في أحد مرتاح»، و«المصلحة» و«سر حبي».
فتحي في الختام
وفي الليلة الثانية يتكرر البرنامج في بدايته مع «لو خيروني» و«امتى أنا أشوفك» بصوت بدر نوري، و«يا سمار» و«عادك إلا صغير» بصوت مساعد البلوشي، ويغني مطرف المطرف «كنت متوقع أشوفك» بالإضافة إلى «أقبلت تمشي رويدا» و«دون يا قلم»، ثم يقدم الفنان الكبير أحمد فتحي فقرت بأغنيات «ظبي اليمن» و«نسم القلب دنياه» و«سلام يا أحباب قلب»، ويختتم الفنان عبدالله الرويشد الحفل مرة أخرى بأغنيات «يا ناسين الحبايب» و«ما في أحد مرتاح»، و«المصلحة» و«سر حبي».
تحدثا عن الأغاني المصرية أثناء حملة نابليون في «حديث الاثنين»
- بشير ود.مارتن: وجدنا الأغاني التسع
- التي قام بتدوينها المستشرق الفرنسي فيلوتو
نظم مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، أمسية ضمن أنشطة «حديث الاثنين»، تحت عنوان «أوكسفورد مقام» مدونات فيلوتو عن الأغاني المصرية أثناء حملة نابليون (1891 - 1798)، وقد حاضر فيها د.مارتن ستروك وم.طارق بشير.
في البداية قال بشير انه لديه اهتمام بالموسيقي المصرية في عصر النهضة في القرن 19، لكن حاليا يعكف مع د.مارتن في العمل على مشروع يركز على إحياء الموسيقى المصرية قبل عصر النهضة، لافتا إلى أن الموسيقي القاهرية، والتي قام باستماع إليها المستشرق الموسيقي الفرنسي«Guillaume Andre Villoteau» غيوم أندريه فيلوتو، والذي كان مع الحملة الفرنسية سنة 1799. وأشار بشير إلى أنه وجد مع د.مارك التسع الأغاني التي قام بتدوينها، هي في الحقيقة أغان اختفت تماما من الموسيقي المصرية، مشيرا إلى أنه لا يوجد على الإطلاق أي تسجيلات لهذه الأغاني.
وأوضح بشير أن المشروع يحتاج إلى جهد كبير، ولكنه بنفس الوقت شيق ويستحق العنان، متمنيا أن يتم تقديم باكورة هذا المجهود عن طريق فرقة «أوكسفورد مقام» كأعمال كاملة في خلال السنة القادمة. وأكد بشير من خلال حديثه أن الهدف من هذا المشروع هو إحياء جزء من تراث الموسيقى المصرية القاهرية المعروفة منذ 220 عاما، والتي تتميز بأصالتها، وأيضا حتى نتعرف ونتعلم من خلالها على الأساليب الدارجة في اختيار الكلمات، والعزف، والغناء. وأضاف بشير أن هذا المشروع سيمكننا من معرفة ورؤية كيف حصل التطور في عصر النهضة وبالتحديد في عصر عبده الحامولي، وقبل عصره.
وعرف بشير الحضور بالحامولي، مشيرا إلى أنه كان يعتبر ملحنا ومغنيا في القرن 19، وأنه اشتهر باستخدام مقامات موسيقية لم تكن متواجدة أو معروفة في مصر، وعرف عنه رقيه في اختيار الكلمات، فكان مطربا شهيرا ومهما ومجددا في مسار الموسيقى العربية وتاريخها. من جانب آخر تحدث د.مارك عن المستشرق فيلوتو ورحلته إلى مصر، والذي صاحب نابليون في حملته على مصر، وكتب عن الموسيقى المصرية. وأشار د.مارتن إلى أن الموسيقى التي قام بتدوينها فيلوتو تتميز بأنها غنية، ومليئة بالكلمات واللحان الجميلة.
وتضمنت الأمسية عزفا فعزف د.مارتن على آلة القانون، أما بشير فعزف على آلة العود ألحان قام بتدوينها فيلوتو ومنها «محبوبي لابس بورنيطه»، و«يا عاذلي خليني»، وغيرها التي نالت على استحسان الحضور.