- سعاد عبدالله في طريقها إلى تحقيق «انتصار» جديد في مسيرتها كفنانة قديرة
- هبة الدري تؤدي أجمل أدوارها وعبدالله الطراروة في حالة تألق
بقلم: محمد بسام الحسيني
تعد كثرة الأعمال الدرامية الخلـــيجية في الموسم الرمضاني ظاهرة صحية تؤكد أن هذا القطاع آخذٌ في التعافي ومستمر في النمو والانتشار رغم القيود الرقابية والظروف الاقتصادية التي أشاعت التشاؤم في أوساط شركات الإنتاج والتلفزيونات والمعنيين جراء الأزمة الاقتصادية في السنوات الأخيرة.
وفي وقت لاتزال فيه الكويت عاصمة الدراما الخليجية، الكل يتطلع اليوم إلى أجواء النهضة والانفتاح الفني في المملكة العربية السعودية ما يُبشِّر بإطلاق منافسة كبيرة في المواسم المقبلة.. مع تسجيل عودة ناجحة للإنتاج البحريني خليجياً ايضا من خلال «الخطايا العشر».
وإذا كان العدد الكبير من المسلسلات المُنتَجة مؤشرا جيدا لعودة الثقة والتمويل، إلا أن الأمر ليس بالضرورة كذلك من الناحية الفنية.
فمن بين أكثر من 15 مسلسلا تحتل الشاشات بالكاد يمكن اختيار 5 تتوافر فيها عناصر التكامل بعد مشاهدة الثلث الأول منها.
وفي صدارة الأعمال مسلسل «عبرة شارع» للكاتب د.حمد الرومي والمخرج منير الزعبي وبطولة الفنانة القديرة سعاد عبدالله ونخبة من فناني الكويت. أسباب كثيرة تعطي هذا المسلسل الأفضلية إلى الآن.
بداية على مستوى النص، تمكن الكاتب من تلافي كل المشكلات الرئيسية التي واجهها مسلسله العام الماضي «إقبال يوم أقبلت» وخاصة تمحوره حول شخصية مركزية واحدة هيمنت على الغالبية الساحقة من المشاهد. ففي هذا الموسم، نحن أمام سيناريو متوازن ومختلف وسليم تماما حد الإحكام.
البطــــلة الرئيســـية الفنانة سعاد عبدالله تطل بشخصية مثيرة للاهتمام «شكلا ومضمونا»، حيث أتاح لها قالب «انتصار» التألق بأناقتها واستنهاض طاقاتها التمثيلية لتؤدي دورا تذوب فيه وتشخّصه بأدق تفاصيله، المرأة القوية العنيدة المتمردة المحبة للحياة والمال والتي ترفض المعايرة بالسن وترى أن العمر لم يسرق جمالها.
تحيلنا سعاد عبدالله وهي تجسد دور «انتصار» إلى حضور وكاريزما النجمة العالمية «ميريل ستريپ» التي تشبهها في كثير من الملامح في الحقيقة والانصهار في الشخصية مهما بلغت صعوبتها.
وإلى جانب «انتصار» عدد لا يستهان به من الشخصيات «النفسية» المرسومة بدقة ومنطقية تثريها حوارات واقعية وبعيدة عن البلاغـــــة الزائدة والسطحية والنمطية التي نشاهدها في عدد كبير من الأعمال الأخرى.
وعبر تجســـــيد هذه الشخصيات يخوض ٥ ممثلين ما يشبه المباراة التمثيلية داخل المسلسل. عبدالله الطراروة يقدم شخصية «سيف» الشاب المدمن الذي يجاهد للتقرب من أمه والتعافي «بهدوء» بعيدا عن صورة العنف النمطي التي نراها لدى من يؤدون هذا الدور عادة، والطراروة هو أفضل الممثلين الشباب هذا الموسم حتى الآن.
أما هبة الدري الممثلة التي راكمت خبرتها فتجسد واحدا من أفضل أدوار مسيرتها، والمتابع لشخصية (الدكتورة منيرة) في «عبرة شارع» يدرك حجم الجهد الذي تبذله الدري والتضحية بمظهرها وشكلها (وهو أمر ليس بالشائع لدى ممثلات الدراما الخليجية) لتكون بجدارة نجمة الموسم إلى الآن أيضا.
تلي هبة الممثلة لولوة الملا بدور «مريم» وهي تنسج بدورها أجمل إطلالاتها الدرامية.
ويبدو أن تألق النجم الكوميدي حسن البلام الموسم الماضي قد حفز كلا من الممثلين المخضرمين داود حسين وجمال الردهان على العودة الى الأدوار الجادة والتراجيدية وكلاهما أصاب النجاح حتى الآن.
في المقابل، تقدم كل من النجمتين فاطمة الصفي وليلى عبدالله ظهوريــن «عادييـــــــن» إلى الآن لا يحملان أي جديد لمسيرتيهما، وهما بكونهما من نجمات الصف الأول شبابيا مدعوتان لمراجعـــــة الأدوار التي تعرض عليهما مستقبلا إذا أرادتا نتائج مختلفة، الأمر كذلك بالنسبة إلى الفنانة باسمة حمادة التي أصبحت أسيرة شخصية نمطية ينبغي أن تخرج منها على الأقل من باب التغيير كما فعلت زميلتها مرام في العمل نفسه.
«عبـــــرة شــــارع» مسلسل اجتماعي واقعي وهادف وعمل فني يقوده مخرج متمكن عبر حلول درامية مناسبة وصورة جميلة وتوجيه واضح للممثلين، ويرسخ مكانة كاتبه وهو في تجربته الثانية كواحد من الأسماء ذات التقدير والاعتبار في مجالي التأليف وكتابة السيناريو، أما الفنانة سعاد عبدالله ففي طريقها لتحقيق «انتصار»!
غدا «عطر الروح»
إقرا أيضاً
«عوالم خفية».. هادف وممتع ..و«الزعيم» في القمة