- قصـة المسلسل وتطوراتها واضحـة من الحلقة الأولى أكثـر من اللازم
- علي كاكولي مُقنع ويغرد خارج السرب.. هيا عبدالسلام تكرر نفسها.. والحربي ومرام أقرب لشريرين في «قصص الساحرات» من الدراما الواقعية
بقلم محمد بسام الحسيني
«الخافي أعظم» عمل تتوافر له الإمكانات الإنتاجية ويشارك فيه عدد مهم من نجوم الشاشة الصغيرة بقيادة المخرج المخضرم أحمد المقلة، لكنه يفتقد البريق والإثارة، والسبب الرئيسي قصته الغارقة في التقليدية للكاتب عبدالله السعد.
تدور أحداث المسلسل حول قصة أُشبعت سردا ومعالجة، وهي قصة التاجر «منصور» (إبراهيم الحربي) وزوجته غنيمة «مرام» اللذين يربيان ابنتهما حصة (هيا عبدالسلام) وابنهما سالم (ناصر الدوسري) ومعهما ولدان آخران جاسم (علي كاكولي) ونورة (ليلى عبدالله)، في الحلقة الأولى نكتشف أن الزوجين كانا عاملين في بيت التاجر جاسم الذي مات بظروف غامضة، وأن منصور استولى بالحيلة على ثروته عندما كان ولداه قاصرين بحجة حماية حقوقهما.
ولا يعرف هذا السر إلا قلة قليلة من أصدقاء منصور وأبوجاسم، منهم أبوسعد (عبدالإمام عبدالله) الذي يدافع عن حق الأولاد ويضغط على منصور ليلتزم بحسن معاملتهما، وعندما يقترب جاسم من اكتشاف حقيقته يفقد أبوسعد النطق بعد عملية تبديل متعمدة لدوائه من قبل صديقه بواحمد (محمد العجيمي) المتآمر مع منصور.
وكما كان واضحا ومتوقعا تقع حصة في حب جاسم وتصطدم بقرار والدتها تزويجها بشاب من مستوى العائلة ماليا، بينما يسود النفور بين حبيبها جاسم وشقيقها سالم.
وعلى غرار المسلسلات المكسيكية والمصرية القديمة يؤدي كل من علي كاكولي وليلى عبدالله دورين (الابن والأب / والابنة والأم)، فيظهران في مشاهد الفلاشباك التي تعود بنا إلى الماضي.
لا تعاني القصة من التكرار واستعادة أجواء بعض الأعمال العالمية والمحلية مثل «جرح الزمن» للكاتبة القديرة فجر السعيد وحتى اللبنانية والسورية وغيرها التي عالجت نفس الموضوع فحسب، وإنما في كونها أيضا لا تأتي بأي جديد في عملية تصوير ونقل أجواء الحقبة التي تدور أحداثها فيها منتصف القرن الماضي والعقود التالية له، الى جانب غياب عوامل وأدوات التشويق والربط بسبب نقص الخطوط التشويقية الموازية للقصة الرئيسية.
حتى الرمزية المتعلقة بالطبقة التجارية وتحولاتها التي عادة ما تشير اليها هكذا أعمال فليست واضحة بما يكفي في المسلسل لتسمح برؤيته من زاوية اخرى غير الجريمة والحياة الخاصة لشخصياته.
تمثيلياً، يواجه العمل مشكلة أساسية كذلك، فإبراهيم الحربي ومرام يؤديان شخصيتي منصور وزوجته بشرّانية زائدة تقترب أحيانا من تجسيد شخصية الشرير في «قصص الساحرات» أكثر من كونهما يجسدان قصة واقعية.
ولا يتيح دور «حصة» لهيا عبدالسلام أن تحقق ظهورا جديدا، حيث إنها مازالت تكرر نفسها وتعيد دور ابنة العائلة الغنية التي تحب شابا فقيرا، وربما لو أسند إليها دور «نورة» لكان بإمكانها أن تقدم للمشاهد جديداً يختلف عما قدمته والعكس صحيح بالنسبة لليلى عبدالله.
في المقابل، يبذل علي كاكولي مجهودا خاصا، وكأنه طائر يغرد خارج السرب، ومن البداية فرض نفسه نجما أول للعمل أشعرنا بصدق في عمق علاقته بوالده الذي غاب عن دنياه وتركه مع كثير من الأسئلة المصيرية والمحيرة، ويجيد إظهار لعبة الأمل والإحباط التي تضفي شيئا من الحيوية المطلوبة لإنعاش العمل.
إخراجياً، يقدم المقلة صورة شبيهة في أحداثها بأعمال سبق وشاهدناها، وتغيب في «الخافي أعظم» اللقطات والمواقف الكبرى فالصورة خالية من الأخطاء ولكنها تفتقر للإثارة والروح.
مشكلة «الخافي أعظم» باختصار أنه كان من البداية واضحا أكثر من اللازم.
غداً «المواجهة»
أقرأ أيضاً:
«عوالم خفية».. هادف وممتع ..و«الزعيم» في القمة