بيروت - بولين فاضل
إليسا دائمة الجدل حتى في ظرف مرضها والطريقة التي اختارتها للعودة إلى الحياة والناس وحتى أيضا في ظرف تكريمها، وهي لا تسلم مهما تنوعت الظروف واختلفت من المشككين والمنتقدين وممن تصفهم بـ«السخيفين».
وإذا كانت اليسا ما بعد كليب «إلى كل اللي بيحبوني» ومرحلة المرض والشفاء هي غير اليسا ما قبلهما، فإن رواد مواقع التواصل الاجتماعي من غير محبي النجمة اللبنانية هم دوما على جهوزيتهم لتقويض أي لحظة فرح لها ولمحبيها، وهذا ما حاولوا فعله أخيرا لدى تكريمها رسميا في وزارة الإعلام اللبنانية بصفتها رمزا للمرأة المحبة للحياة والتي تجيد التواصل والحوار.
بدت اليسا، القوية والعائدة أقوى من تجربة المرض، في يوم تكريمها الرسمي وسط أهل السياسة والصحافة على كثير من الهدوء والمصالحة مع الذات ولم ترد أي طلب من الحاضرين من أجل صورة أو سؤال، وقالت إن ما قاسته وآلمها أخيرا ما عادت تتذكره إذ يكفي أن تنظر إلى ما هي عليه اليوم ومن يقوم بتكريمها كي لا يعود ما حصل يؤثر فيها، لافتة إلى انها لا تتذكر آلامها وإنما فقط ان الوقت كان عصيبا، مؤكدة أنها تعافت بالكامل والشكر الأكبر لربها الذي كان إلى جانبها واستجاب طلبها.
وعن موقفها الأخير بالطلب إلى كل من لا يؤمن بالله أن يكف عن متابعتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت انها إنسانة مؤمنة ومن يذم بها على خلفية ديانتها يكون بعيدا كل البعد عن الدين الإسلامي والقرآن الكريم. ورداً على الذين شككوا بمرضها وأدرجوا الأمر في خانة الأساليب الترويجية، قالت اليسا إن البعض يمضي الحياة في تكذيب الآخرين لأن ليس لديه ما يفعله.
اما ردا على من حاول تسييس تكريمها، معتبرا أن ثمة خلفية سياسية لهذه اللفتة، فقالت إنها لا تميل إلى التعليق على كلام لا معنى له، وأضافت: «هناك من لا يريد للآخرين أن ينجحوا ولا أدري كيف يفكر هؤلاء، لذا سأكتفي بالرد على التعليقات الإيجابية وعلى كل من فرح لتكريمي وأحاطني بمحبة عارمة من لحظة إصدار كليبي وصولا إلى تكريمي، الشكر الكبير لهم ولربي قبل كل شيء لكوني سليمة ومتعافية بالكامل».
وحول كسبها المزيد من القلوب المحبة بعد هذه المحنة، رأت أن لا تجزئة في الحب وفي النهاية أقصى ما تريده هو الوصول إلى أكبر عدد من الناس، مؤكدة انها لم تتصور أن يكون ظرفها الصحي مصدر تكريم لها، وما لمسته من محبة جعل سعادتها مضاعفة بهذا التقدير، مشيرة إلى أنها عرفت وقتا عصيبا لكن مجرد التفكير بأنها حفزت سيدات في لبنان والعالم العربي وحتى في العالم على إجراء الفحوصات اللازمة للكشف المبكر على سرطان الثدي يجعلها تشعر بأنها نالت حقها وأكثر، خصوصا ان الكشف المبكر يساهم في شفاء المرأة المصابة ليس من أجلها فقط وإنما أيضا من أجل كل الذين يحبونها.