مع استمرار جائحة كورونا، وتأثيرها على عودة العمل من المكتب، وصف الرئيس التنفيذي لشركة غولدمان ساكس، ديفيد سولومون، العمل من المنزل بأنه «ليس مثاليا بالنسبة لنا ولن يكون الروتين الجديد»، خلال حديثه في مؤتمر «كريديه سويس».
وقال سولومون في المؤتمر، «إنه انحراف سنقوم بتصحيحه في أسرع وقت ممكن»، مشيرا إلى أن البنك الاستثماري عمل طوال معظم عام 2020 مع وجود 10% فقط من موظفيه البالغ عددهم 34 ألف موظف في المكتب بسبب فيروس كورونا.
وتردد تعليقاته صدى المديرين التنفيذيين الآخرين في وول ستريت الذين أشاروا في الأشهر الأخيرة إلى فقدان التعاون وعدم القدرة على تدريب صغار الموظفين، حيث ظل الموظفون في منازلهم لمدة عام تقريبا، وفقا لما ذكره موقع «Market Watch»، واطلعت عليه «العربية.نت».
جاءت تصريحاته مطابقة لما قاله جيس ستالي، الرئيس التنفيذي لباركليز: «العمل من المنزل يتقدم، والبنك يتطلع إلى إعادة توطين الموظفين في مكاتبه هذا العام».
وأشار كل من سولومون، وستالي إلى التعاون باعتباره سببا رئيسيا لإعادة صانعي الصفقات إلى المكاتب، والتي تلعب دورا في المساعدة في تشكيل ثقافة الشركة، خاصة للموظفين الجدد الذين يكتسبون المهارات من خلال العمل عن كثب مع كبار الزملاء.
وقال سولومون: «أركز بشدة على حقيقة أنني لا أريد أن يصل فصل آخر من الشباب إلى غولدمان ساكس في الصيف عن بُعد».
ويرى الرئيس التنفيذي لجي بي مورغان، جيمي ديمون، أن سلبيات العمل من المنزل تتراكم كلما ابتعد الموظفون عن المكتب، كما أن الإنتاجية انخفضت والإبداع العفوي المكتسب من التواجد في المكتب.
وألقى ديمون، بسؤال جدلي، حول كيفية إكساب المنضمين الجدد لفريق العمل ثقافة وشخصية الشركة، وآليات التعلم بشكل صحيح.
وكشف بنك «فيفث ثيرد» العام الماضي، عزمه تخفيض 20% من مساحاته المكتبية كجزء من خطة لخفض النفقات بمقدار 200 مليون دولار في الربع الأول من عام 2021.
وحذت بعض البنوك الأوروبية حذوها، حيث يعتزم إتش إس بي سي تخفيض مساحاته المكتبية بنسبة 40%، وفقا لما صرح به رئيسه التنفيذي، نويل كوين، قائلا إن الطريقة التي يعمل بها البنك ستبدو «مختلفة جدا» بعد الأزمة.
كما يفكر دويتشه بنك، ومجموعة لويدز المصرفية، وستاندرد تشارترد في تقليص تكاليفهم العقارية.
ويقدم بنك سوسيتيه جنرال، فرصة لموظفيه البالغ عددهم 3600 في المملكة المتحدة لقضاء ما يصل إلى 90% من أسبوع عملهم بعيدا عن المكتب.