محمود عيسى
ذكرت وكالة بلومبيرغ الإخبارية أن بناء وتشغيل محطات طاقة شمسية أو طاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة الجديدة واسعة النطاق في نحو نصف دول العالم أصبح أرخص الآن من تشغيل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم أو الغاز.
ونقل موقع انيرجي اند كوموديتيز عن أحدث تحليل من بلومبيرغ BNEF المتخصص بأبحاث الطاقة، قوله أنه حتى مع مخاطر ارتفاع أسعار السلع الأساسية، فان حقول توليد الطاقة الشمسية الجديدة أو مزارع الرياح مازالت قادرة على منافسة المحطات الحالية العاملة على الفحم أو الغاز في دول تمثل 46% من سكان العالم.
واضافت الوكالة ان الألواح الشمسية وتوربينات الرياح الأكبر والأكثر كفاءة ساعدت حتى الآن في منع ارتفاع أسعار المواد الرئيسية والحيلولة دون زيادة التكلفة الإجمالية للمشاريع. لكن ليس من الواضح إلى متى يمكن أن يستمر هذا الاتجاه.
وقال كبير الاقتصاديين في BNEF سيب هينبيست إن ارتفاع أسعار السلع الأساسية لم يؤد إلى زيادة التكلفة العالمية الموحدة لمعايير الطاقة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح حتى الآن، ولكن الطاقة المتجددة الجديدة قد تصبح أكثر تكلفة بصورة مؤقتة وللمرة الأولى تقريبا منذ عدة عقود استمر هذا الارتفاع خلال النصف الثاني من عام 2020.
وقد ارتفع سعر البولي سيليكون، وهو أحد المواد الخام الرئيسية للألواح الشمسية، بثلاثة أمثال في العام الماضي.
ومن المقرر أن يسهم ذلك في زيادة متوسط أسعار الوحدات الشمسية بنسبة 5% على الأقل على مستوى العالم هذا العام مقارنة مع عام 2020 حسب BNEF. وستؤدي التكلفة المرتفعة للصلب إلى زيادة أسعار توربينات الرياح بنسبة تصل إلى 17% هذا العام.
ورغم ذلك، فإن الاتجاه العام لأسعار الطاقة المتجددة يجعلها قادرة على المنافسة بشكل متزايد مع الوقود الأحفوري، لاسيما ان تكلفة الطاقة من الألواح الشمسية التي تتعقب اتجاهات الشمس انخفضت بنسبة 4% عما كانت عليه في النصف الثاني من عام 2020 إلى 38 دولارا لكل ميغاواط/ ساعة.
ووجدت BNEF أن أرخص مشاريع الطاقة الشمسية في تشيلي والهند والإمارات العربية المتحدة والصين والبرازيل وإسبانيا قد تنتج طاقة بسعر يقل عن 22 دولارا للميغاواط/ ساعة.
وقد ظلت أسعار صناعة طاقة الرياح المعتمدة على الفولاذ ثابتة حتى هذا الوقت من العام الحالي مقارنة بالنصف الثاني من عام 2020 في ظل ثبات التكلفة القياسية العالمية حسب تقديرات BNEF لتكاليف مزارع الرياح على الأرض عند 41 دولارا للميغاواط/ ساعة.
وقد ساعد انتاج التوربينات الضخمة والأكثر قوة والتي سجلت ارتفاعا بلغ في المتوسط 10% مقارنة بالعام الماضي على تعويض جزئي لارتفاع تكاليف المواد الخام لهذه الصناعة.
وختمت ميد بالقول انه في دول مثل الصين والهند وألمانيا، أصبح بناء مزرعة شمسية جديدة على نطاق واسع أرخص الآن من تشغيل محطة تعمل بالفحم أو الغاز وبالمثل، فان إنشاء مزرعة رياح جديدة في دول كالبرازيل والمملكة المتحدة وپولندا والمغرب سيكون أرخص من تشغيل مصنع قائم للوقود الأحفوري.