- العريضي: الصيانة أصبحت علماً وأمراً مُلحاً لأي مشروع والملتقى يهدف لتبادل الأفكار والخبرات التي يزخر بها العالم العربي
- السراج: الصيانة تحتل مراكز متقدمة في تكاليف العمليات الإنتاجية
بيروت ـ اتحاد درويش
برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وحضور صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية في المملكة العربية السعودية افتتح وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي صباح امس انشطة الملتقى الدولي التاسع للتشغيل والصيانة في البلدان العربية بعنوان «تحسين أداء الصيانة بالتدريب» الذي ينظمه المعهد العربي للتشغيل والصيانة بحضور وزير الاشغال العامة بالمملكة الاردنية محمد العبيدات وحشد كبير من الوزراء والسفراء والجهات الداعمة والراعية للملتقى وأصحاب الاختصاص من دول عربية وأجنبية.
وقد استهل حفل الافتتاح بكلمة امين عام الملتقى د.زهير محمد السراج الذي اشار فيها إلى أن الصيانة مازالت تحتل مراكز متقدمة في عناصر التكاليف ضمن العمليات الانتاجية في مختلف الصناعات والمنشآت مما يحتم رفع درجة الاهتمام بها واستقطاب الوسائل والطرق التي تقلل من تكاليفها وتضمن جودة ادائها، واذا ما نظرنا بعين تحليلية لتفاصيل عناصر تكاليف الصيانة نجد ان العنصر البشري يأتي في مقدمة مراكز التكلفة التي تتضمنها مصاريف الصيانة بما تحمله هذه المصاريف من تكاليف مباشرة مثل الأجور والبدلات وما تتحمله من تكاليف غير مباشرة جراء تصحيح الاخطاء وتعديل الاوضاع الناتجة عن القرارات الخاطئة وطرق العمل غير المتقنة.
وأشار الى ان الملتقى يشمل برنامجا لعدد من الجلسات وحلقات النقاش التي تتناول اهمية التدريب ووسائل تطويره ويحاضر ويناقش فيها عدد من الخبراء العرب والأجانب كما يتضمن برنامج الملتقى عقد تسع ورش عمل تدريبية في مجال التشغيل والصيانة.
وختم كلمته بالشكر لرئيس مجلس الوزراء سعد الدين الحريري وسمو الأمير منصور بن متعب ووزير الأشغال العامة والنقل والداعمين والمنظمين لما يلقاه هذا الملتقى من دعم ومساندة وتعاون من العديد من الهيئات والمنظمات العربية والدولية التي تساهم في تقديم خبراتها وتجاربها وطرحها خلال الملتقى، لافتا الى ان اعداد هذه الجهات آخذة في الازدياد عاما بعد عام وهي وزارة الاشغال العامة والنقل في لبنان والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية والأشغال العسكرية بوزارة الدفاع والطيران السعودية وجامعة الملك سعود والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالسعودية وجامعة تورنتو بكندا والشركة السعودية للكهرباء وجامعة الدول العربية ـ المنظمة العربية للتنمية الإدارية والمنتدى العالمي للصيانة والشريك الاستراتيجي شركة سعودي روجيه والراعي البلاتيني مجموعة بن لادن السعودية والراعي البلاتيني شركة العراب للمقاولات والراعي الذهبي شركة الراشد للتجارة والمقاولات والراعي الذهبي الشركة السعودية للأعمال الكهربائية والميكانيكية والراعي الفضي مجموعة زهران القابضة والراعي الفضي مجموعة دلة البركة والراعي البرونزي شركة ntcc والراعي البرونزي شركة المشرق. اما الرعاة الاعلاميون فجريدة «الأنباء» الكويتية وقناة cnbc عربية وتلفزيون المستقبل وجريدة المستقبل والوطن القطرية وجريدة الأيام ومشاريع الخليج.
انطلاقة سعودية
ثم ألقى رئيس مجلس ادارة المعهد العربي للتشغيل والصيانة د.محمد الفوزان كلمة أكد فيها ان السعودية شهدت انطلاق شعبة التشغيل والصيانة في الهيئة السعودية للمهندسين للتعريف بمهنة التشغيل والصيانة التي تكتسب بالعمل والممارسة، مشيرا الى اهمية التشغيل والصيانة في جميع القطاعات التي تعد مركز انتاج وليس مركز تكاليف وشدد على اهمية عقد مثل هذه اللقاءات لتبادل الخبرات العلمية والعملية العربية والعالمية لتطوير مهنة المهندسين في التشغيل والصيانة.
إنجازات عملاقة
كما ألقى م.جمال الزين كلمة الشركات الراعية حيث اشار الى ان الدول العربية تشهد في هذا العقد انجازات عملاقة تجلت بمشاريع بنى تحتية ومرافق عامة ومجمعات طبية وسكنية وشبكة مواصلات حديثة اضافة الى الجامعات التعليمية التي تضاهي وتواكب نظيراتها من المؤسسات التعليمية العالمية كنتيجة للطفرة التي تمتعت بها هذه الدول والرؤى الحكيمة لقياداتها لتوفير اعلى مستوى خدماتي وتعليمي لمواطنيها.
واعتبر ان هذه الطفرة من المشاريع العملاقة تواجه تحديات على مستوى جهوزية القطاعين العام والخاص للاضطلاع بأعمال التشغيل والصيانة وادارة هذه المنشآت، وشدد على اهمية التدريب المستمر الذي يشكل ركنا اساسيا في عملية تهيئة الكوادر البشرية لزيادة كفاءتهم لما له من المردود الايجابي تجاه مستوى اداء الخدمات في المنشآت.
واوضح ان قيمة الانفاق على انشاء معاهد تدريبية في الآونة الاخيرة قد تجاوز عدة مليارات من الدولارات في بعض الدول العربية وذلك بهدف تهيئة الكادر البشري وتوطين الوظائف المعنية بأعمال الصيانة والتشغيل.
نهضة تنموية
ثم القى ضيف شرف اللقاء صاحب السمو الملكي الامير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية في المملكة العربية السعودية كلمة اكد فيها ان المنطقة العربية تشهد نهضة تنموية كبيرة شيدت خلالها مدن حديثة ومنشآت عملاقة وبنى تحتية تشكل في مجموعها مكتسبات حقيقية لاوطاننا انفقت عليها ميزانيات ضخمة وبذلت لاجلها جهود كبيرة، لذلك فإن الحفاظ على هذه المكتسبات واستمرارها بحالة تشغيلية فاعلة يعد امرا حتميا لتأمين اسباب الراحة وسبل العيش الكريم للمواطنين والمقيمين.
واشار الى ان القائمين على ادارات التشغيل والصيانة تبنوا في مختلف المنشآت منهجين، احدهما التجارب عند حدوث الخلل والآخر الاجراءات الوقائية لتفادي حدوث الخلل، ملاحظا ان التجارب الناجحة في دول العالم قد تخلت عن الاعتماد على نظام الصيانة العلاجية وطورت برامج الصيانة لتشمل جميع انواع الصيانة الوقائية والتوقعية والرقابية والانتاجية وغيرها من الانواع المختلفة التي تضمن الحفاظ على مكونات المنشأة وزيادة عمرها الافتراضي وجودة وزيادة الانتاج والاقلال من حدوث الاعطال وما تسببه من خسارة اقتصادية.
واكد سموه ان التركيز على التجاوب مع الوضع عند حدوث الخلل على حساب تنفيذ اعمال الصيانة يزيد من تكاليف تصحيح الاوضاع واعادتها الى ما كانت عليه.
واكد سمو الامير منصور بن متعب ان المملكة اولت اهتماما كبيرا بما يخص التشغيل والصيانة للمرافق التي تديرها وتشغلها الدولة، حيث خصصت بابا خاصا في ميزانيتها العامة للتشغيل والصيانة بلغ خلال السنوات العشر الماضية ما نسبته 20 الى 30% من الميزانيات العامة للدولة الى جانب ما ينفقه القطاع الخاص على هذا المجال في مختلف مشاريع الصيانة والاجتماعية والخدمية، كما ان هناك جهودا كبيرة تبذل لتحسين اداء اعمال التشغيل والصيانة والرفع من مستوى ادائها ومن ذلك ما يلي: وضع عقد موحد لتنفيذ اعمال التشغيل والصيانة في مرافق الدولة لانشاء مراكز تميز وكراسي ابحاث في الجامعات السعودية لتطوير البحث العلمي والمهني في مجال التشغيل والصيانة والتوسع في التعليم الهندسي والتدريب التقني والعمل على تطبيق المعايير المهنية والفحص المهني للفنيين والعاملين في مجال التشغيل والصيانة وانشاء مجلس بالجوانب المهنية الهندسية في مجال التشغيل والصيانة ضمن الهيئة السعودية للمهندسين والبدء في التطبيق التجريبي لكود البناء السعودي والذي سيسهم من دون شك في تحسين اعمال الصيانة، وفي مجال العمل البلدي قامت وزارة الشؤون البلدية والقروية بالمملكة باعداد العديد من الدراسات والابحاث والادلة المتعلقة بأعمال الصيانة، وقد تم تعميمها على جميع امانات وبلديات المملكة والاستفادة منها والعمل بموجبها، ومن ذلك على سبيل المثال المواصفات العامة للاعمال المدنية في مشاريع تمديد المرافق العامة ودليل عيوب رصفات الطرق الحضرية ومواصفات صيانة رصفات الطرق الحضرية وتقدير تكاليفها وتنفيذ اعمال صيانتها باستخدام برامج الحاسب الآلي ودليل صيانة المباني البلدية ودليل صيانة الجسور والانفاق.
أهمية الملتقى
ثم تحدث ممثل راعي الملتقى وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي فأكد على اهمية انعقاد الملتقى في لبنان نظرا لموقعه الذي لايزال يستقطب كل المؤتمرات واللقاءات والنشاطات في مجالات مختلفة، مشيرا الى ان تميز الانسان في لبنان بالنجاح والعطاء في كل المجالات ايضا سواء في بناء المؤسسات او في ادارتها او في اعمال الصيانة والتشغيل على كل المستويات لتنفيذ المشاريع الكبرى.
كما لفت العريضي الى المحبة التي تميز بها اخواننا العرب جميعا والتي يكنونها للبنان والتي ميزت علاقتهم بهذا الوطن على مدى عقود من الزمن، آملا ان تكون كل مناسبة تعقد وكل مؤتمر ينظم محطة جديدة لتكريس هذه المحبة وتأكيد التعاون بيننا جميعا في المنطقة العربية.
وتوقف عند عنوان الملتقى «الصيانة والتشغيل»، مشيرا الى ان التشغيل بحاجة الى صيانة، وان الصيانة اصبحت علما تحتاج الى تشغيل في قطاعات عديدة، مؤكدا ان الصيانة اصبحت ملازمة لأي مشروع بدءا من دراسة المشروع مرورا بتنفيذه وصولا الى ما بعد التنفيذ، مشيرا الى ان الملتقى يشكل مناسبة مهمة لانه يلقي الضوء على اهمية التلازم بين عنواني «الصيانة والتشغيل» خصوصا اننا بتنا نشهد نهضة عمرانية تطويرية على مستوى البنى التحتية أو على مستوى البناء لمؤسسات كبرى في دولنا العربية لم نشهد لها مثيلا في السابق.
واعتبر العريضي ان الصيانة ملازمة مباشرة للسلامة العامة وهذا تؤكده الحوادث التي نواجهها على كثير من الطرقات لاسباب عديدة منها احيانا الافتقار الى الصيانة أو الخلل في دراسة او خلل في التنفيذ، مشيرا الى الاخذ بعين الاعتبار عامل الصيانة من الدراسة الى التنفيذ حتى ندرك مدى توفير المبالغ الكثيرة من المال باستخدامها الصحيح في عمليات الصيانة ونوفر الكثير من المشاكل. وتطرق العريضي الى التطورات التقنية والمتغيرات المناخية التي نعيشها اليوم، مشيرا الى ان عمليات الصيانة اساسية منذ البدء بدراسة المشروع الى تنفيذه والى ما بعد تنفيذه ايضا لان هذه المسألة متطورة بشكل دائم مع تطور هذه المتغيرات التي تضعنا احيانا امام مواجهة حالات استثنائية تكون مقلقة.
كما اعتبر العريضي ان الملتقى يشكل ايضا مناسبة لتبادل الافكار والخبرات نظرا لما يجمع من خيرة الطاقات في العالم العربي على مستوى المؤسسات العامة والدول والحكومات والوزارات او على مستوى القطاع الخاص الناشط، مشددا على اهمية هذا التجمع لتبادل الخبرات ولقاء العقول في انتاج واخراج افضل الصيغ التي تقدم لدولنا من اجل ضمان الصيانة الافضل والامتن والاكثر ضمانة لتنفيذ مشاريعنا وحمايتها في مرحلة ما بعد التنفيذ.
ونوه بانعقاد الملتقى داعيا الى تعميمه وتوسيع اطره والاستفادة من انشطته، مؤكدا على الاستفادة على مستوى الوزارات والادارات من النتائج والخلاصة التي سيتوصل اليها في نهاية النقاشات.
وتوجه الوزير العريضي بالتحية الى المشاركين وخص بالشكر صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز ضيف شرف الملتقى، قائلا انت شرف هذا الملتقى لكن لست ضيفا لانك في بلدك وبين اهلك ومحبيك بشخصك الكريم وبما تمثله مملكة الخير والانسانية التي يقودها اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان ولا يزال يكن محبة استثنائية لهذا البلد، مؤكدا ان من خلاله وبتوجيهه كانت المملكة قيادة وحكومة وشعبا ومسؤولين في كل القطاعات الى جانب لبنان لصون وحدته وأمنه واستقراره ولصيانة سلامته وسلامة طرقاته ومؤسساته بعد كل الاحداث الاليمة التي كان يعيشها. وقال هذه هي ميزة مملكة الخير والانسانية التي شرفتنا اليوم بتمثيلها في هذا الملتقى، كما شكر وزير الاشغال العامة في المملكة الاردنية الهاشمية محمد عبيدات التي تربطنا بها علاقات اخوة ومحبة وتعاون وتنسيق في كل المجالات.
افتتاح المعرض المصاحب للملتقى
عقب انتهاء حفل الانطلاق للملتقى افتتح سمو الامير منصور بن متعب بن عبدالعزيز ووزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي ووزير الاشغال العامة بالمملكة الاردنية الهاشمية محمد العبيدات المعرض المصاحب للفعاليات والذي يشارك فيه العديد من الشركات العربية والاقليمية والدولية لعرض احدث الخدمات والمنتجات المتعلقة بقطاع التشغيل والصيانة العربي، كما كان للراعي الاعلامي جناح خاص لاسيما «الأنباء» التي شاركت في جانب من المعرض.
كما بدأت جلسات العمل التي تستمر حتى العاشر من الجاري وتسلط الضوء على القضايا العربية المشتركة في قطاع التشغيل والصيانة العربي والسبل والخطط العملية لمواجهة التحديات الامنية والمستقبلية في ظل الاوضاع الاقتصادية العالمية، كما تسلط الضوء على القضايا العربية المشتركة في قطاع التشغيل والصيانة للمرافق العامة والمباني والطرق ومرافق المياه والكهرباء بمشاركة العديد من الخبراء والعاملين في قطاعات الهندسة والصيانة في عدد من الدول العربية والاجنبية.