إنها مدعاة للفخر أن يشهد تاريخ الكويت التجاري الإنجازات التي حققتها الشركات والمجاميع العائلية، فقد بني هذا البلد على أكتاف عوائله ومنهم استمد كيانه قبل أن يسرقه النفط. فقد كانت و- إن شاء الله لاتزال - أهم ثروة للكويت هي الكويتيين سواء كانوا أفراداً أو عوائل.
ولكن شتان بين الحاضر والماضي...
ففي أيام سوق التجار كانت الكويت مفتوحة على العالم وتعتبر مركزاً إقليمياً مهماً للاستيراد والتصدير وذلك لأن «جون الكويت» يوفر أفضل ميناء بحري طبيعي في شمال الخليج، إلا أن التجارة كانت حكراً على أقلية من العوائل التجارية التي باستطاعتها توفير رأس المال المطلوب في التجارة، وفي المقابل كانت الفرص التجارية المحلية محدودة أو «بالأحرى معدومة» وذلك لمحدودية الاقتصاد المحلي فاعتمد التجار على الاستيراد والتصدير، كما كانت الشطارة تعتمد على احتكار التاجر لسلعة أو خدمة ما.
أما في أيامنا هذه فقد فقدت دولتنا العزيزة طبيعتها التجارية وأصبحت دولة موظفين و«صار هذا ممنوعاً وذاك ممنوعاً» كما انه في ليلة وضحاها «إيقولك الوزير وقف هذه التراخيص وجمد هذه التراخيص...»، ولكن في نفس الوقت فقد تم فتح باب التجارة إلى أكبر درجة «يمكن بعد أكثر من اللازم» فقد أصبح عند خالتي غنيمة مصبغة وبقالة وخياط ودوبي... الخ، كما ان النمو الاجتماعي الهائل التي شهدته الكويت في السنوات العشرين السابقة أوجد مجتمعاً استهلاكياً من الدرجة الأولى متعطشاً لكل ما هو جديد ولمّاعاً، ومع توافر التمويل الاستهلاكي وانتشار «الكينت» والبطاقات الائتمانية «صار في شغل»، وفي هذا العصر «عصر الإنترنت.. ما عاد في احتكار ولا هم يحزنون».
فما حال الشركات العائلية في هذا الحاضر الذي نعيشه؟
«لا اتحاتون ماكو إلا العافية» فهي في أغلب الحالات لاتزال «اتحلب الفلوس من الوكالات التي جابوها الأجداد والآباء وصاروا يوزعون الزايد ما بين العقارات والأسهم (العالمية والمحلية) وعند الجماعة لبيسة البدل (سواء كانوا من أميركا أو لندن أو سويسرا أو البحرين... إلخ)»، إلا أنه بين الحين والآخر تبرز إحدى هذه الشركات العائلية وتفاجئ الجميع بتحقيق إنجاز يعود بنا الى تلك الأيام الخوالي عندما كانت التجارة فناً وليست علماً.
و في النهاية...
دعوة من إيديلتي للعودة الى عبق الماضي الجميل.
www.idealiti.com
[email protected]
زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق الكويتية والخليجية والسعي لتطويرها.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان «الإدارة المنفردة.. (one man show)..»
مقالة سابقة بعنوان «أهمية دور المستشار ...»
مقالة سابقة بعنوان «تعارض المصالح التجارية ...»
مقالة سابقة بعنوان «شركات من ورق!!!»
مقالة سابقة بعنوان «التوظيف.. علم أم فن!»
مقالة سابقة بعنوان «صفّ النية!»
مقالة سابقة بعنوان «الخسارة!»
مقالة سابقة بعنوان «قلب الشركة الناجحة النابض هو...! أكمل العبارة السابقة»
مقالة سابقة بعنوان «ما بعد الاستثمار.. شنسوي الحين؟»
مقالة سابقة بعنوان « التفويض»
مقالة سابقة بعنوان « بين البائع والمشتري يفتح الله»
مقالة سابقة بعنوان « القيمة»
مقالة سابقة بعنوان « المراحل الـ 4 الرئيسية لتطوير المشاريع التجارية (4)»
مقالة سابقة بعنوان « المراحل الـ 4 الرئيسية لتطوير المشاريع التجارية (3)»
مقالة سابقة بعنوان « المراحل الـ 4 الرئيسية لتطوير المشاريع التجارية (2)»
مقالة سابقة بعنوان « المراحل الـ 4 الرئيسية لتطوير المشاريع التجارية (1)»
مقالة سابقة بعنوان « تحديات العمل الحر»
مقالة سابقة بعنوان « بروفيسور وطلبة و10 دولارات»
مقالة سابقة بعنوان « مشكلتي شريكي»
مقالة سابقة بعنوان « مستوى الخدمة بالكويت»
مقالة سابقة بعنوان « ماذا لو؟»