عمر راشد
ظهرت التداولات النسائية في البورصات الخليجية، وخاصة الكويتية منها، تدريجيا منذ مطلع 2003، وجذبت تلك البورصة المزيد من الأموال بحسب نائب المدير العام في شركة «كفيك» للوساطة المالية ناصر الخليفة الذي أشار إلى أن البورصة النسائية تخطت حدود النظرة «المحافظة» التي كانت تحول دون دخول المرأة بوابة التداول والمضاربات، مضيفا أن التوقعات بزيادة أحجام التداول في الفترة القادمة إلى أربعة أضعاف أصبح واردا مع تزويد غرف التداول الخاصة بهم بالشاشات والهواتف. وعلى الرغم من أن تجربة البورصة النسائية في الكويت التي بدأت في 2003 لا يتعدى عمرها الزمني 7 سنوات، إلا أن التوقعات تشير الى أنها تتجه لتخطي حاجز المليار دينار بعد أن اقتربت من هذا الرقم في نهاية 2009. ويأتي تنامي التجربة رغم الظروف والأزمات الاقتصادية العديدة وآخرها تداعيات الأزمة المالية العالمية دليل واضح على زيادة الاهتمام النسائي بهذا النوع من الاستثمار، حيث تشير الأرقام إلى تنامي حجم التداول في البورصة عام 2003 إلى 41 مليون دينار مقابل 4 وسيطات و4 شركات وساطة مالية، ثم تضاعف حجم التداول خلال سنة واحدة بمعدل أربعة أضعاف في 2004 واقترب من 160 مليون دينار بعدد 11 وسيطة، كما بلغ حجم التداول 610 ملايين دينار بعدد 19 وسيطة.
وأوضح عدد من المتداولات في البورصة أن السر في القفزة السريعة لأسعار الأسهم وارتفاع عدد المتداولات في السوق يعود إلى ارتفاع أسعار النفط وموجة الخصخصة التي جذبت الكثير من رؤوس أموال نسائية كانت تهتم بالدرجة الأولى بالاستثمارات الطويلة الأجل وتتفادى خوض مخاطر المضاربة. وأشرن إلى أن الاهتمام بهذا النوع من الاستثمار يأتي في ظل اهتمام المرأة بالعمل على تحقيق أرباح سريعة ومن خلال الدخول في مضاربات سريعة على بعض الأسهم ذات الأداء التشغيلي الذي يحقق الأهداف السريعة دون جهد أو مشقة.
شفافية المعلومات
وعلى الرغم من أهمية حجم التداولات النسائية الذي قدرته مصادر بورصوية في إحدى شركات الوساطة بأنه يتراوح بين 10 و20% من حجم التداولات اليومية إلا أن المتداولات يعانين من غياب المعلومة التي تعد وقود عمل السوق والتي تجعل حجم المخاطرة على المرأة المتعاملة في السوق يفوق حجمها بالنسبة للرجل. وطالبت المتداولات بضرورة وجود آلية تعزز من وتيرة الشفافية لديهن ويعطيهن بالتالي القدرة على تحديد الأسهم التي تفضل الدخول فيها أو الخروج منها والمساعدة في تشكيل محافظهن الاستثمارية بشكل يقلل درجة المخاطرة ويعزز من وتيرة العائد لديهم. وبجانب غياب المعلومة عن المتداولات في السوق، هناك غياب للوعي بثقافة التداول لدى عدد كبير منهن وذلك بسبب زيادة عدد المتداولات من المتقاعدات عن العمل واللائي يفتقدن إلى الخبرة الضرورية في مجال الاستثمار بالأسهم، وطالبت المتداولات إدارة السوق بضرورة عمل دورات توعية للنساء حفاظا عليهن مما أسمته «حيتان السوق» وقيام المؤسسات المالية بعمل ورش عمل تثقيفية لحماية صغار المتعاملين والمبتدئين في السوق.
مقترحات التطوير
ومن بين المطالب الملحة لعدد كبير من المتداولين مشاركة المتداولات في الأخذ بمطالبهن في تحديث نظام التداول الآلي الجديد الذي بدأت إدارة السوق في تطبيقه من خلال «ناسداك أوماكس» حيث تشكو العديد منهن من أن إدارة السوق تتجاهل التعرف على مطالب المتداولات في النظام الجديد وكذلك مقترحات التطوير التي يردن تطبيقها والتي من أهمها منع التلاعبات الوهمية التي تقودها تداولات الثواني الأخيرة والتي باتت حسب وصفهن لعبة مكشوفة من الصعوبة بمكان تجاهلها وتؤدي إلى خداع المتداولات بأن السوق سليم وقوي وهو في واقع الأمر يفتقر لأبسط قواعد التعامل.