عممت شركة نفط الكويت تجربة الحقل الرقمي المتكامل (الذكي) في كل حقول انتاج النفط في الكويت وذلك بعد ان اثبتت كفاءتها في حقل الصابرية مشيرة الى ان افتتاح غرفة القرارات والعمليات المركزية لهذه الحقول في شهر مارس المقبل.
وقال مدير مجموعة الابحاث والتكنولوجيا في الشركة د.عادل العباسي في بيان صحافي ان غرفة القرارات المركزية ستدير جميع العمليات بالحقول الذكية بعد ان يتم ربط الحقول آليا بغرفة القرارات.
وأوضح العباسي ان تعميم تجربة الحقل الذكي على جميع الحقول يهدف الى تنفيذ الخطة الاستراتيجية للشركة والوصول بالانتاج الى ما يعادل اربعة ملايين برميل يوميا.
وأشار الى ان حقول الغاز في الكويت تم تحويلها جميعا الى حقول رقمية متكاملة ذكية في حين ان حقل الصابرية هو الحقل النفطي الوحيد الذي تم تحويله في الوقت الراهن الى حقل متكامل ذكي بالإضافة الى مجمع «جي.سي.1» في جنوب الكويت. وبين ان تجربة تطبيق نظام الحقل الذكي في الكويت بدأت في شهر ابريل الماضي بعد دراسات وبحوث استمرت عاما ونصف العام، مشيرا الى ان تحويل جميع الحقول الى ذكية سيستغرق ثلاث سنوات وستصبح كلها متصلة بغرفة القرارات المركزية.
وأشار الى ان تطبيق هذه التجربة له فاعلية وفوائد حيث يوفر هذا النظام الوقت والجهد والمال ويزيد من اعمار المكامن البترولية كما يزيد من إنتاج النفط وأيضا يحد من الحوادث النفطية، وفيما يتعلق بتعريف الحقل الرقمي الذكي قال ان المقصود من هذا المصطلح هو تحكم الأجهزة آليا في طريقة عمل الحقل واتخاذ القرارات المباشرة دون العودة الى العنصر البشري في حالات الخطر او اذا تباطأ العنصر البشري في اتخاذ القرار.
وأوضح العباسي ان الحقل العادي يتحول الى حقل ذكي بتركيب أجهزة خاصة وفقا لأحدث ما وصلت اليه التكنولوجيا وتقوم هذه الاجهزة بقراءة كل تفاصيل عمل الحقل ومن ثم تعمل على تحليل القراءات وإمداد غرفة القرارات والعمليات بها.
وذكر انه في حالة الحقل العادي «كان الانسان هو الذي يقوم بهذه التحليلات مما يستغرق وقتا اطول وبالتالي يتأخر اتخاذ القرار المناسب وقد يصل ذلك الى اسبوع كامل في حين ان القرار الآن أصبح من الممكن اتخاذه في لحظات».
وأشار الى ان «هناك ثلاثة مستويات لطبيعة عمل الحقل الرقمي الذكي فالأول يكون بين الآلة والآلة حيث تقوم الأجهزة في الحقل بالقياس وجمع المعلومات ومن ثم ترسل النتائج الى جهاز الحاسوب الذي يتخذ القرارات في حالات معينة».
وأضاف «اما المستوى الثاني فيكون بين الآلة والعنصر البشري حيث يقدم الحاسوب للإنسان النتائج وينتظر القرارات بينما المستوى الثالث يكون بين الإنسان والإنسان وفي حالة الخطر تحدد الأجهزة فترة زمنية لاتخاذ القرار من الإنسان فان لم يفعل فإنها تقوم هي باتخاذه».