شهدت العاصمة النمساوية اول من امس وحتى ساعات متأخرة عرسا كويتيا عكس تاريخها وتراثها وفنها وتطورها بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوپيك) وسط حضور عربي وأجنبي كبير.
وشارك في هذا اليوم الكويتي نخبة من ممثلي وزارتي النفط والإعلام الكويتيين حيث استمتع الزوار بأنشطة مختلفة بينها الموسيقى والأغاني القديمة التي قدمتها فرقة الفنون الشعبية (فرقة القصر الأحمر) اضافة الى عرض للأزياء الشعبية قدمته السيدة رجاء البدوي حيث ابرز اللباس الكويتي الشعبي والاحتفالات بالأعراس. ويصادف شهر سبتمبر الحالي احتفالات منظمة الدول المصدرة للنفط (أوپيك) بمرور خمسين عاما على تأسيسها بعد ان وقعت خمس دول منتجة رئيسية للنفط اتفاقا في سبتمبر من عام 1960 في بغداد اذ عرفت هذه الدول (بالدول المؤسسة الخمس الرئيسة) وهي دولة الكويت والمملكة العربية السعودية وفنزويلا والعراق وإيران. وفي هذا الخصوص أعربت الوكيلة المساعدة للشؤون الاقتصادية في وزارة النفط والممثلة الوطنية للكويت في احتفالات المنظمة بذكرى مرور خمسين عاما على تأسيسها نوال الفزيع عن سعادتها بما حققه احتفال الكويت في فيينا من نجاح، مشيرة الى ان الكويت من خلال وزارتي النفط والاعلام ومؤسسة النفط الكويتية كانت قد شرعت في التحضير لهذه المناسبة منذ ثلاثة اشهر. وذكرت الفزيع ان وزارة النفط الكويتية ستنظم احتفالا خاصا ومعرضا بهذه المناسبة خلال شهر نوفمبر المقبل وسيفتتح المعرض رسميا وزير النفط ووزير الاعلام الشيخ احمد العبدالله. وأشارت الى انه ستتم اقامة حفل تكريمي لوزراء النفط السابقين والمحافظين والممثلين الوطنيين للكويت في أوپيك وتكريم عدد من العاملين في القطاع النفطي من ذوي الاسهامات في منظمة أوپيك. وأثنت الفزيع على ما قدمته السفارة الكويتية بفيينا من جهود لانجاح هذا الاحتفال من خلال ترتيب كافة الاجراءات الخاصة بهذا الاحتفال من استقبال وفود الكويت والقيام بمختلف الاجراءات الخاصة بالاحتفال. وحول دلالات هذه الفعالية للكويت قالت الفزيع ان الكويت تفتخر كونها كانت من ضمن الدول الرئيسة المؤسسة لمنظمة «أوپيك»، معربة عن اعتزازها بصمود هذه المنظمة ازاء التحديات التي واجهتها طيلة الفترة الماضية التي راهن فيها البعض على سقوط المنظمة واتهامها بعدم الوحدة وتخريب السوق النفطية العالمية. وحول آفاق المرحلة المقبلة توقعت الفزيع ان تشهد «أوپيك» مرحلة صعبة للغاية تواجه فيها جملة من التحديات أهمها السياسات الضريبية البيئية التي تفرضها الدول الصناعية بهدف الابتعاد عن النفط والاستغناء عنه وبالتحديد نفط «أوپيك». وردا على سؤال حول تقييمها لمستويات اسعار النفط الحالية وموقف الكويت بهذا الخصوص قالت الفزيع ان معدل الاسعار الحالية التي تتراوح بين 70 و80 دولارا للبرميل يعتبرا مناسبا ويحقق مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء. وأرجعت الفزيع ما وصفته بالانجاز الجيد لمنظمة أوپيك الى القرارات التي اتخذتها المنظمة في اجتماع وهران بالجزائر في ديسمبر 2008 عندما قررت خفض الانتاج للمحافظة على السوق النفطية واسعار النفط الخام. وأشارت الفزيع الى ان الكويت تنظر الى الاسعار الحالية بانها مناسبة جدا ومن شأنها ان تحقق عائدا جيدا لتوسيع الاستثمارات النفطية في البلاد، لافتة الى ان الكويت تسعى الى توسيع طاقاتها الانتاجية في انتاج النفط الخام وكذلك في الصناعات النفطية وفي مرافئ الانتاج وبالتالي تأمل ان يكون هناك تأمين على الطلب الخام حتى تستطيع الكويت والدول المنتجة توسيع طاقاتها الانتاجية وصرف المبالغ الكبيرة من اجل القيام بهذه الاستثمارات. وحول التنسيق القائم بين وزراء النفط في الدول الخليجية قالت الفزيع ان وزراء نفط دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون اجتماعا لهم في التاسع والعاشر من شهر أكتوبر المقبل بالكويت لبحث جملة من المسائل المتصلة بالسوق النفطية. وفيما يتصل بمؤتمر أوپيك المزمع عقده في 14 أكتوبر المقبل وفيما اذا كانت المنظمة تعتزم تغيير مستويات انتاجها الحالية البالغة 24.500 مليون برميل في اليوم، قالت انه في ظل حالة عدم اليقين بشأن الآفاق المستقبلية للاقتصاد العالمي والارتفاع العالي لمخزون النفط وبالتحديد في الدول الصناعية وفي ظل عدم اليقين لما سيكون عليه الطلب العالمي على النفط الخام فانها لا تستبعد ان تدفع هذه العوامل مجتمعة بمنظمة البلدان المصدرة أوپيك الى اتخاذ قرار بالابقاء على سقف الانتاج دون تعديل. الا انها أشارت الى ان وزراء نفط المنظمة سيدرسون عندما يجتمعون في فيينا تطورات السوق النفطية ومدى الحاجة لاتخاذ أي اجراءات جديدة بهدف اتخاذ القرار المناسب بذلك. وحول الحوار القائم بين منظمة أوپيك والدول من خارج المنظمة أكدت الفزيع اهمية مثل هذا التنسيق القائم بين المنتجين من داخل وخارج المنظمة الا انها أعربت عن أسفها كون مثل هذه الحوارات مع الدول من خارج المنظمة لم تسفر حتى الآن عن النتائج المرجوة منها داعية بهذا الخصوص الدول من خارج المنظمة الى ابداء مزيد من التعاون نظرا لان ذلك يخدم مصالح جميع الدول المنتجة من داخل وخارج المنظمة ويحقق أسعارا عادلة يتطلع اليها الجميع. وردا على سؤال حول توقعاتها للربع الأخير من العام الحالي قالت الفزيع انه على الرغم من ان الربع الأخير من العام يشهد تزايدا على الطلب على الخام الا انها توقعت ان يشهد الربع الأخير من هذا العام استقرارا في مستويات الانتاج.