زكي عثمان
هل يمكن ان نطلق لقب «المشروع الحلم» يوما ما على احد المشاريع الضخمة؟ تساؤل مهم يفرض نفسه الآن في الكويت بعد ان تحولت معظم المشاريع الى الطابع التجاري بعيدا عن تنفيذ المشاريع التي يمكن ان تحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني ولاسم الكويت اقليميا.
لكن «الحلم» قد يتحول الى حقيقة يوما ما عندما تخرج افكار وطموحات تحالف يضم 26 شركة بقيادة الشركة المتحدة للخدمات الطبية الذي تقدم بمبادرة لاعادة تأهيل وتطوير منطقة الصباح الطبية في مشروع ضخم قد تصل تكلفته الاجمالية الى 500 مليون دينار.
هذا «الحلم» يقف وراءه رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب للشركة المتحدة للخدمات الطبية د.ميثم محمود حيدر الذي تبنى الفكرة منذ فترة، وسعى جاهدا لتكوين تحالف من الشركات المحلية لوضع ملامح هذا المشروع لتحويله مبدئيا من مجرد فكرة الى تصور عام بجميع ما يحتاجه من مخططات هيكلية ودراسة جدوى كاملة ومقترح الشركة التي ستقوم بتنفيذ هذا المشروع.
د.ميثم تناول في حواره مع «الأنباء» ملامح هذا المشروع والجدوى الفنية والاقتصادية منه، اذ اكد ان «المشروع الحلم» سيحقق العديد والعديد من الفوائد المشتركة للقطاعين الخاص والعام معا، فهو سيضمن للقطاع الصحي الانتقال الى مرحلة جديدة تفي بمتطلبات المرحلة المقبلة من تطوير لمستويات الخدمات الطبية وزيادة حجمها في ظل النمو المتسارع لعدد السكان وما يتطلبه من احتياجات جديدة وايضا في تحسين مستوى الخدمة الطبية التي تقف «راوح محل» منذ سنوات.
واضاف د.حيدر ان الميزة النوعية للمشروع تكمن في اشراك القطاع الخاص بهذا المجال تحت مظلة الحكومة، حيث سيكون للتحالف المتقدم بالمبادرة نسبة 26% فقط من رأسمال الشركة المقترحة لتنفيذ المشروع، في حين ستنقسم النسبة المتبقية بين 14% للهيئة العامة للاستثمار و60% تطرح للاكتتاب العام، وهو الامر الذي سيضمن سيطرة الحكومة على الشركة، فضلا عن افساح المجال للمواطنين في تملك اسهم هذه الشركة ومشاركتهم الفعلية في تطوير القطاع الطبي.
د.ميثم اوضح ان المبادرة طرحت بالفعل وتسلمتها وزارة الصحة لدراستها، كما تم ايصالها الى مكتب صاحب السمو الامير وسمو رئيس مجلس الوزراء للاطلاع عليها، بعد ان قامت الشركة باعداد كامل التصورات والمخططات والشكل القانوني للشركة، وهو الامر الذي سيختزل 3 سنوات على الاقل من عمر المشروع ليكون جاهزا للتنفيذ فور الحصول على الموافقة عليه، مشيرا الى ان التحالف المتقدم للمشروع لا يسعى لأي محاولة للسيطرة على هذه الشركة الجديدة وهو ما دفع بالتحالف للاستحواذ على 1% فقط لكل شركة ضمنه، في حين تترك باقي النسبة للحكومة لتتصرف فيها كيفما تشاء لتضمن بذلك عدم سيطرة القطاع الخاص على هذا المشروع، مؤكدا ان هدف التحالف هو تنفيذ مشروع يخدم الكويت ويرتقي بها خاصة ان مثل هذا المشروع لم ينجح في اي دولة فكرت فيه وهو ما يمثل تحديا جديدا لتاريخ وسمعة الكويت وخطوة هامة في تحقيق الفكر الاميري للتحول الى مركز مالي اقليمي
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )