تخطت مبادرة بيت التمويل الكويتي (بيتك) المتمثلة في حملة الوقاية من مرض السكري، أطر التوجه التقليدي المعتاد للدور الاجتماعي لمؤسسات القطاع الخاص لتنقلها من دور المتبرع والراعي الى المستثمر الفعلي والحقيقي طويل الأجل في المشروعات ذات البعد الاجتماعي في موازاة نشاطها الاقتصادي، تحقق ذلك حينما أقدم «بيتك» على ابتعاث فريق طبي وطني متخصص في مجال التغذية والوقاية من أمراض السكري الى مركز جوسلن العالمي للسكر التابع لجامعة هارفارد، ليقف الفريق على ثقافة التعامل مع أحد أمراض العصر الحديث ويعود لتفعيل ما اكتسبه من علوم على الواقع الكويتي ما يرسخ اولويات «بيتك» في المسؤولية الاجتماعية حيث تاتى الصحة والتعليم في المقدمة. وكانت بوادر الفريق الطبي المبتعث الى معهد جوسلن العالمي للسكر قد بدأت في العودة للكويت بعد قضاء فترة كافية هناك.اخصائية تغذية في المستشفى الأميري جمانة علي الكندري، كانت أول مبتعثة تنهي البرنامج بنجاح وتعود الى الكويت، تحدثت عن تجربتها تلك قائلة: «فترة البعثة التي امتدت لثلاثة أسابيع كانت مرحلة مهمة للغاية في حياتي المهنية والعملية بعد إتاحة الفرصة لتلقي معلومات مكثفة ومركزة عن كيفية التعامل مع مرض السكري والاطلاع على أحدث الأبحاث العالمية المتعلقة بالتعامل مع المرض والمصابين به»، مؤكدة أن «بيتك» قدم مبادرة فريدة يجب أن تحتذى على مستوى نهوض المؤسسات المالية ببرامج المسؤولية الاجتماعية، خصوصا أن هذه التجربة من شأنها أن تحدث تحولا نوعيا في حياتنا العملية وفي التعامل مع مرض السكري عموما في الكويت، حيث يعد معهد جوسلن الأميركي الأول على مستوى العالم في أبحاث السكر.
وأضافت: «أفضل ما تعلمته خلال هذه المرحلة هو طريقة القائمين على معهد جوسلن في التعامل مع مرضى السكري والتي تقوم على التعامل الجماعي مع المرضى لجهة التوعية والتثقيف جماعيا بدلا من تعامل الطبيب مع كل مريض على حدة، وهي الطريقة التي أسعى جاهدة لتطبيقها في الكويت لتعظيم الفائدة». وتابعت: «هناك اهتمام غير عادي بتفاصيل التوعية بالمرض حتى في كيفية وطريقة ممارسة الرياضة اليومية التي لا تتوقف فقط على رياضة المشي كما هو شائع، كما نجحوا في تطويع التكنولوجيا الحديثة في حملات التوعية عبر الانترنت، ومن جانبي سأحاول نقل نتائج هذه التجربة المهمة الى الواقع المحلي من خلال نشر التوعية لأكبر شريحة ممكنة باعتباري عضوا في رابطة السكري المحلية».وأشارت: «سجل (بيتك) نقطة مهمة لصالحه بتجاوزه الأطر النمطية لتعاطي المؤسسات المالية مع برامج المسؤولية الاجتماعية والتي عادة لا تكاد تخرج عن رعاية المؤتمرات والمعارض، الى الاستثمار في التنمية البشرية، حيث ستساهم هذه التجربة في تكوين خبرات جديدة وتطبيقها محليا لاسيما أن كل مبتعث يتعامل مع عشرات المرضى أسبوعيا».
وكان «بيتك» قد تبنى ارسال فريق من اخصائيي التغذية في المستشفى الأميري في بعثات الى معهد جوسلن، يتألف من أربع اخصائيات.