- استفادة صغار المساهمين بنحو250 مليون دينار وانتعاشة قوية للسوق
- مصرفيون: قيمة الصفقة ستولد سيولة مباشرة وغير مباشرة في مختلف القطاعات تقدر بـ 35 مليار دولار
هشام أبوشادي
استحوذت صفقتا زين على اهتمام الأوساط الاقتصادية والاستثمارية على النطاق العالمي نظرا لقيمتهما الضخمة التي تقدر بنحو 22 مليار دولار.
وقد بذلت مجموعة الخرافي جهودا مضنية لإتمام صفقة بيع «زين - أفريقيا»، والتي حققت فوائد ضخمة للمساهمين في الشركة وفي الوقت نفسه حققت تخفيفا كبيرا لحجم الالتزامات المالية التي كانت تثقل كاهل شركة زين إلا أن الاستفادة الكبيرة تمثلت في ان هذه الصفقة لعبت دورا كبيرا في التعافي السريع لسوق الكويت للأوراق المالية من تداعيات الأزمة العالمية في الوقت الذي انحصرت فيه جهود الحكومة في قانون الاستقرار المالي الذي لم يقر من قبل مجلس الأمة حتى الآن كما انه لم يحقق أهدافه، بالاضافة الى المحفظة الوطنية التي حدد لها مجلس الوزراء رأسمال قدره 1.5 مليار دينار فيما ان ما تم تجميعه من قبل المؤسسات والهيئات الحكومية نحو 860 مليون دينار، الذي ضخ منه نحو 475 مليون دينار فقط، وعقب الانتهاء من صفقة «زين - أفريقيا» قادت نائبة الرئيس التنفيذي في بنك الكويت الوطني شيخة البحر مفاوضات استمرت حوالي 3 أشهر في سرية تامة لبيع 46% من أسهم زين الى اتصالات الإماراتية، ومع الإعلان رسميا عن هذه الصفقة، انتُشل السوق من حالة التدهور التي شهدها في الربع الثاني من العام الحالي، حيث وصل المؤشر العام لأدنى مستوى له على الإطلاق منذ بداية الأزمة الى 6280 نقطة الأمر الذي أدى الى تكبيد العديد من الشركات خسائر ضخمة في الربع الثاني من العام الحالي، ولكن مع تعافي السوق في منتصف الربع الثالث مدعوما بالكشف عن صفقة «زين – اتصالات» شهد السوق نشاطا ملحوظا ليصل الى 7175 نقطة قبل إجازة عيد الأضحى لينعكس هذا الارتفاع على النتائج المالية للشركات في الربع الثالث والتي حقق أغلبها نموا جيدا في الأرباح بالاضافة الى تعويض البعض من الشركات الخسائر التي تكبدتها في الربع الثاني.
ولكن مع بدء بروز خلافات بين بعض كبار الملاك في الشركة حول آليات تنفيذها، شهد السوق تراجعا ملحوظا وخروجا واضحا للسيولة المالية خاصة بعد اعلان شركة الفوارس عن رفع قضية لوقف عمليات الفحص النافي للجهالة والتي ستنظر يوم الاربعاء المقبل.
وترى اوساط استثمارية تحدثت معهم «الأنباء» انه رغم احقية كل مساهم في «زين» في ان يدافع عن مصالحه الا ان المكاسب والفوائد التي ستحققها صفقة «زين ـ اتصالات» لمختلف القطاعات الاقتصادية بشكل مباشر او غير مباشر تدعو الى التوصل الى حلول ودية لهذه الخلافات.
فوائد الصفقة
وتتركز فوائد اتمام الصفقة في التالي:
اولا: دخول سيولة مالية الى القطاع المصرفي قدرتها مصادر مطلعة بما يتراوح بين 800 و900 مليون دينار مقابل اسهم زين المرهونة التي يتراوح عددها بين 500 و600 مليون سهم.
ثانيا: الاستفادة الاخرى للقطاع المصرفي والمتمثلة في ان الكثير من المساهمين في «زين» والذين دخلوا في الصفقة واسهمهم ليست مرهونة الا ان عليهم مديونية للبنوك واتمام الصفقة سيمكنهم من توفير سيولة لسداد هذه المديونية.
ثالثا: يمتلك صغار المساهمين في زين الذين تتراوح ملكيتهم بين الف و300 الف سهم نحو 280 الى 300 مليون سهم، والغالبية العظمى منهم قاموا بفتح محافظ لدى الاستثمارات الوطنية لدخول الصفقة، ما يعني انهم يحصلون على سيولة مالية تقدر بما بين 200 و250 مليون دينار.
رابعا: ادخال 12 مليار دولار المقدرة لقيمة الصفقة سيعمل على توفير سيولة مالية ضخمة سيتم استغلالها للدخول في فرص استثمارية اخرى خاصة من منظور استحواذات متوقعة على بعض الشركات والبنوك الامر الذي سيعمل على زيادة معدل دورات السيولة داخل السوق وبالتالي زيادة معدل دوران الاسهم.
خامسا: انتعاش حركة السوق سيؤدي الى انتعاش السيولة المالية لاكثر من 12 ألف متداول في البورصة.
سلبيات فشل الصفقة
وقالت المصادر لـ «الأنباء» ان فشل الصفقة سيؤدي باختصار شديد الى تدهور حاد في البورصة وخسائر ضخمة للمتداولين خاصة الصغار، الامر الذي سينعكس سلبا وبقوة على النتائج المالية للشركات نهاية العام الحالي، بالاضافة الى اليأس والاحباط لدى اوساط المتداولين وزيادة سوء المناخ الاستثماري في الكويت.
ووفقا لمصادر مصرفية فإن قيمة صفقة «زين - اتصالات» البالغة 12 مليار دولار ستولد عند اتمامها سيولة في مختلف القطاعات الاقتصادية بما يعادل 35 مليار دولار، وذلك عبر اعادة دوران هذه السيولة سواء من خلال الاقراض مرة اخرى من البنوك او عبر الاستغلال المباشر للسيولة في القطاعات الاستهلاكية، مشيرة الى ان الاموال التي ستتولد البالغة 35 مليار دولار تعادل حجم انفاق القطاع الخاص في مشاريع التنمية.