نستكمل أعزاءنا القراء موضوع الأسبوع الماضي باستعراض أساليب التعامل مع إدارة الأزمات، وإن تعددت الأساليب إلا أن المبادئ الرئيسية للتعاطي مع أي أزمة سواء كانت شخصية أو مهنية تبقى ثابتة وترتكز على 4 محاور هي:
أولا: التماسك والهدوء وضبط النفس في مواجهة الصدمة الأولى الناتجة عن الأزمة.
ثانيا: قراءة الموقف بتأن ومحاولة الإدراك بأن ما يواجهك هو في الغالب نقطة تحول لا يجب التهاون في التعاطي معها.
ثالثا: قياس أبعاد الأزمة وذلك بالتعرف على الأطراف ذات الصلة بها ومعرفة موقفهم منها.
رابعا: راجع نفسك وكن صادقا في الإجابة عما إذا كان بمقدرتك التعامل مع هذه الأزمة «هل أنت قدها؟» أو على الأقل هل أنت مستعد للمحاولة؟
تعتبر هذه المحاور الركائز الأساسية للتعامل الإيجابي مع أي أزمة، ولكنها ليست حلولا.
ويجب علينا أن نشير الى أن النتيجة النهائية لأي أزمة لا يمكن البت فيها أو التحكم بها، فإن كان باستطاعتنا ذلك لما أصبحت أزمة، ويجب علينا أن نعي اننا مسؤولون عن بذل الأسباب والتوكل على الله في احتساب نتيجة أفعالنا سواء كانت لنا أو علينا، فمن منا لم يسمع الحكمة المشهورة «وما كل ما يتمنى المرء يدركه.. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن»!
ولا يبقى لنا إلا أن نستعرض معا الطرق الرئيسية المتوافرة في سياق التعامل مع الأزمات ونترك لكم حرية الاختيار:
1- إنكار الأزمة: «ادفن راسك في الرمل» تستخدم هذه الطريقة غالبا في ظل الأنظمة الدكتاتورية التي ترفض الاعتراف بوجود أي خلل أو حتى بوجود الأزمة في الدرجة الأولى، وتعتمد على ممارسة التعتيم الإعلامي على الأزمة واستخدام سياسة الإنكار وإظهار صلابة موقفها وإن كانت الحقيقة عكس ذلك.
2- كبت وإخماد الأزمة: سياسة تصعيد بالغة العنف تقوم على أساس الهيمنة والصدام العلني العنيف مع الجهات المسببة للأزمة بقصد تدميرها، غالبا ما تؤدي هذه السياسة الى تعظيم الأزمة والمساهمة في نشوب صراع عنيف بين الطرفين.
3- بخس الأزمة: وهو أسلوب سلبي يهدف الى التقليل من شأن الأزمة وإصباغها صورة الحدث البسيط وغير المهم «سياسة... زنقا زنقا».
4- تفريغ الأزمة: ويقصد بها تفريغ الأزمة من مضمونها وذلك عن طريق التصدي للمحفز الرئيسي للأزمة وإفقاده أهميته وذلك بإيجاد بدائل عملية ترضي الأطراف الأخرى المتداخلة في الأزمة، وتصلح هذه الطريقة في حال كانت الأزمة نتيجة لعنصر رئيسي واحد من الممكن التعرف عليه وإيجاد البدائل الفعالة له.
5- المشاركة الديموقراطية للتعامل مع الأزمة: وهي من أكثر الطرق تأثيرا ونجاحا وتستخدم عندما تتعلق الأزمة بالأفراد أو يكون محورها عنصرا بشريا، وهي تعتمد على أسلوب التعاون مع المجموعة والمشاركة في المسؤولية في سياق التعاطي مع الأزمة وذلك بشكل شفاف وديموقراطي.
6- الاحتياط التعبوي للأزمة: تعتمد هذه الطريقة على استخدام أسلوب التنبؤ الوقائي، حيث يتم دراسة وتحديد مواطن الضعف ومصادر الأزمات المحتملة، فيتم تكوين احتياطي تعبوي وقائي يمكن استخدامه إذا نشبت أزمة. وتستخدم هذه الطريقة غالبا في عالم المال والأعمال، كمثال على ذلك عندما تقوم شركة صناعية بتخزين مواد خام إضافية كمخزون للطوارئ في حال حدوث أزمة أو نقص في السيولة.
7- احتواء الأزمة: أي محاصرة الأزمة في نطاق ضيق ومحدود والتعاطي السريع معها بشكل مباشر، ومن الأمثلة على ذلك الإضرابات العمالية حين يتم استخدام طريقة الحوار والمساومة للوصول الى حلول مشتركة للأزمة.
وفي النهاية..
دعوة من آيديليتي إلى التعامل مع الأزمات.
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
follow us on twitter:@idealiti
زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق الكويتية والخليجية والسعي لتطويرها.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان «إدارة الأزمات (الجزء الأول) »
مقالة سابقة بعنوان «افهم علشان تقدر اتفهم البشر»
مقالة سابقة بعنوان «بين الحانة والمانة »
مقالة سابقة بعنوان «كوب من القهوة»
مقالة سابقة بعنوان «التفاوض... بين الشدة واللين !»
مقالة سابقة بعنوان «تحديد الأهداف مفتاح النجاح! »
مقالة سابقة بعنوان «أزمة 2011!!»
مقالة سابقة بعنوان «إنا لله وإنا إليه راجعون»
مقالة سابقة بعنوان «أهمية الشفافية بالشركات التجارية..»
مقالة سابقة بعنوان «القائد.. يولد أم يصنع؟ »
مقالة سابقة بعنوان «متى نكون بحاجة لإعادة هيكلة إدارية؟؟؟»
مقالة سابقة بعنوان «العوائد والمخاطر وجهان لعملة واحدة»
مقالة سابقة بعنوان «قهوة على الحائط!!! »
مقالة سابقة بعنوان «عجبي... »
مقالة سابقة بعنوان «إدارة الخلافات في بيئة العمل»
مقالة سابقة بعنوان «أساسيات الاتصال في العمل... »
مقالة سابقة بعنوان «الاستثمار.. ومراحل الحياة »
مقالة سابقة بعنوان «مفهوم الاستثمار طويل الأجل»
مقالة سابقة بعنوان «الحافز الإداري... واقع أم خيال »
مقالة سابقة بعنوان «تحديات المستقبل للشركات العائلية »