عكست الأوضاع المتباينة في البورصة الضوء على العاملين في مهنة التحليل المالي ومدى تأثير تحليلاته على قرارات المستثمرين لاسيما الصغار منهم بعد اشارة البعض الي أن شريحة منهم تضلل المتداولين.
وطالب مسؤولو شركات في لقاءات اجرتها «كونا» معهم بضرورة تحديد معالم واضحة للعاملين في مهنة التحليل المالي حيث أكدوا اهمية توافر الخبرات وعدم الاعتماد فقط على المؤهلات العلمية خاصة من حديثي التخرج الذين تسعى الشركات الاستثمارية الى الاستعجال بدفعهم الى «الافتاء» في تطورات البورصة.
وأجمعوا على أن أسواق المال من الأماكن الحساسة التي تتأثر بسرعة من أية أنباء تتعلق بالشركات المدرجة ان كانت صادرة من المحللين الماليين ما يستدعي اعادة النظر من جانب هذه الشركات في عدم الدفع بهم الا بعد اكتساب الخبرات اللازمة حتى لا يكون هناك تضليل للمتداولين.
كما دعوا الى الحاق المحللين الماليين المشتغلين في البورصة بدورات تدريببة متخصصة لاكسابهم المهارات المتعلقة بالسوق المحلي حيث ان لدى معظمهم خبرات في اسواق عالمية وليس المحلية وهو ما يوقعهم في أخطاء عند التطبيق لأن لكل سوق ظروفه الخاصة.
وأعرب المستشار الاقتصادي ناصر المصري عن أسفه لوجود شريحة من المحللين الماليين الذين يقومون «بالافتاء» في تحديد مسار الاسهم المدرجة في البورصة دون سند اقتصادي ما يعني وجود مدعين للمهنة لاسيما ان السوق يساعدهم على ذلك لأنه غير منظم. وطالب المصري بضرورة تأسيس جهة رقابية صارمة وفعالة تشترط على المشتغلين في هذه المهنة ان يكونوا مؤهلين علميا وان يمتلكوا القدرات الشخصية لتقديم أي تحليل عن البورصة بدلا مما هو حاصل الآن حيث ان البعض «يضرب الودع» ان جاز التعبير في مستقبل تداولات البورصة.
واشار المصري الى قلة الوعي وعدم الالمام بمتغيرات اسواق المال كأسباب تدفع صغار المستثمرين الى التأثر بما يقال من هذه الفئة. واكد ان هناك فئة من المحللين الماليين على مستوى احترافي كبير ومشهود لهم عالميا ولكنهم قلة في سوق كبير مثل السوق الكويتية ثاني أنشط الاسواق في المنطقة ما يستدعي تخريج كوادر جديدة على نفس المستوى حماية للمستثمرين في البورصة.
وألقى رئيس مجموعة الزمردة القابضة محمود حيدر باللائمة على بعض المحللين الماليين الذين يقومون «بالافتاء» دون سند اقتصادي في أوضاع البورصة.
ودعا حيدر وزارة التجارة والصناعة وادارة البورصة الى الاتفاق على آليات مقننة تتيح المجال للتحليلات الجيدة لان تدلي بدلوها وأن تغربل من يقوم بالافتاء دون علم مع الاحترام لجميع وجهات النظر حماية للمستثمرين لاسيما شريحة الصغار.
وعزا حيدر نزول المؤشر السعري للسوق الى هذا المستوى لبعض «الفتاوى» التي تخرج من جانب بعض المحللين الذين تنقصهم الخبرات جراء تصريحاتهم غير المسؤولة التي كبدت المستثمرين خسائر مالية كبيرة خاصة في العقود الآجلة.
يذكر ان بعض المتداولين لاسيما الصغار منهم أعلنوا عن تذمرهم من بعض التحليلات الفنية لشريحة من المحللين ضللتهم في اتخاذ قرارات استثمارية خاصة مع موجات الهبوط التي تطال البورصة هذه الأيام.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )