- تراكم الأمراض وتجاهل الحكومة والمجلس يرفعان فاتورة العلاج
- البيع الواضح على «بيتك» و«زين» يزيد من موجة الإحباط لدى المتداولين
هشام أبوشادي
سيطرت عمليات البيع على حركة التداول في سوق الكويت للأوراق المالية في بداية تعاملات الاسبوع امس الأمر الذي دفع اسعار العديد من الأسهم للتراجع الى ان ما أثار الهلع لدى أوساط المتداولين عمليات البيع على بعض الأسهم القيادية خاصة سهمي «زين» و«بيتك» رغم عمليات الشراء على السهمين ولكن عمليات البيع تعطي اشارات غير مريحة في ظل الأوضاع السياسية الساخنة محليا أو اقليميا، بالاضافة الى الأوضاع الصعبة التي تمر بها العديد من الشركات فضلا عن الغياب الواضح للحكومة والمجلس عن التداعيات المترتبة على التدهور المتواصل للسوق ونزيف الأموال المتواصل لأوساط المتداولين.
وعلى الرغم من ان القاعدة الأساسية في أسواق المال تقول ان أفضل أوقات الشراء عندما يكون الإحباط السمة السائدة تجاه السوق، وأفضل أوقات البيع عندما يكون التفاؤل السمة السائدة تجاه السوق الا ان هذه القاعدة تنطبق على الأسواق المالية الناشئة والرشيدة، اما السوق الكويتي فإنه لا يعد من هذه الأسواق لأسباب عدة أبرزها القاعدة الاقتصادية في البلاد والتي تعتمد على النفط وسيطرة الحكومة على القطاعات الاقتصادية الأساسية الأمر الذي جعل القطــــــاع الخاص الكويتي لا يلعــــب دورا أساسيا في البنية الاقتصادية للبلاد، وبالتالي فإنـــــه قطـــــاع هش باستثناء قطاع البنــــوك وبعض الشركات الخدماتية، فيما عدا ذلك فإن القطاع الخاص قطاع استهلاكي غير منتج الأمر الذي جعله يتأثر بشدة بتداعيات الأزمة العالمية والتي زاد من تداعياتها ضعف الإجراءات الحكومية لمعالجة تداعيات الأزمة والتي لم تخرج عن بعض التشريعات التي زادت من الضغوط السلبية على الشركات خاصة المدرجة.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر العام للبورصة 17.9 نقطة ليغلق على 6356.2 نقطة بانخفاض نسبته 0.28%، كذلك انخفض المؤشر الوزني 3.41 نقاط ليغلق على 438.83 نقطة بانخفاض نسبته 0.77%.
وبلغ اجمالي الأسهم المتداولة 96.1 مليون سهم نفذت من خلال 1618 صفقة قيمتها 19.8 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 92 شركة من اصل 217 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 22 شركة وتراجـــــعت اســـــعار اسهم 37 شـــركة وحافظت اسهم 33 شركة على اسعارها و125 شركة لم يشملها النشاط.
وتصدر قطاع الشركات الخدماتية النشاط من حيث القيمة، اذ تم تداول 41.1 مليون سهم نفذت من خلال 597 صفقة قيمتها 7.7 ملايين دينار.
وجاء قطاع البنوك في المركز الثاني من حيث القيمة، اذ تم تداول 8.7 ملايين سهم نفذت من خلال 235 صفقة قيمتها 7.6 ملايين دينار.
واحتل قطاع الشركات الاستثمارية المركز الثالث من حيث القيمة، اذ تم تداول 28.3 مليون سهم نفذت من خلال 385 صفقة قيمتها 2.3 مليون دينار.
وحصل قطاع الشركات العقارية على المركز الرابع من حيث القيمة، اذ تم تداول 11.7 مليون سهم نفذت من خلال 244 صفقة قيمتها 1.3 مليون دينار.
وجاء قطاع الشركات الصناعية في المركز الخامس من حيث القيـــــمة، اذ تم تداول 3 ملايين سهم نفذت من خلال 95 صفقة قيمتها 400 ألف دينار.
شلل في عصب السوق
تمثل السيولة المالية العصب الرئيسي لأسواق المال، وبالنسبة للسوق الكويتي، فإن هناك شللا في هذا العصب، الأمر الذي يدفع السوق للدخول في غرفة الإنعاش، وللأسف، فإن هذه الغرفة لا يوجد فيها اي مقومات لوقف الحالة المتردية للسوق، فالأوكسجين الذي يجب ان يتوافر في غرفة الإنعاش ـ والذي نعني به السيولة ـ متوافر لدى الحكومة التي تبخل على السوق. كذلك الطبيب المعالج، والمقصود به الحكومة أيضا غير متواجد بسبب انشغاله المتواصل بالخلافات مع مجلس الأمة المتفرغ للاستجوابات وطرح الأسئلة دون ان يعير الحالة المستعصية للسوق اي اهتمام، كما انه في الأصل ليس هناك مستشفى خاص لمعالجة الأمراض المستعصية في السوق، بل كل ما هناك عيادات متفرقة كل منها يعمل بشكل منفرد سواء عيادات وزارة التجارة او عيادات البنك المركزي او هيئة أسواق المال او إدارة البورصة، وكل منها يعمل وفقا لتخصصه حتى وصل الأمر بأن العيادة الخاصة بالبنك المركزي طلبت من شركات الاستثمار المريضة أن تختار بين ان تعالج في عيادته او عيادة هيئة أسواق المال، وللأسف كلتا العيادتين يعانيان من نقص الأطباء المتخصصين وعدم القدرة على معالجة الأمراض المنتشرة في شركات الاستثمار والسوق بشكل عام.
آلية التداول
تراجعت أسعار أسهم 4 بنوك وحافظت باقي أسهم القطاع على أسعارها في تداولات ضعيفة باستثناء التداولات المرتفعة على سهم «بيتك» والتي سيطرت عليها عمليات البيع، إلا ان عمليات شراء أسهم خزانة منعت السهم من الهبوط.
واستقر سعر سهم بنك برقان على مستوى الـ 500 فلس في تداولات متواضعة، فيما سجل سهم البنك الدولي انخفاضا محدودا.
وازدادت حركة التداول ضعفا على أسهم الشركات الاستثمارية مع تباين في أسعارها، فعقب الهبوط الحاد لسهم الدولية للتمويل الأسبوع الماضي واستمرار هذا الهبوط في تداولات امس أيضا ليصل الى 132 فلسا شهد السهم عمليات شراء قوية دفعته للارتفاع بالحد الأعلى ليغلق على 162 فلسا.
وتراجعت أسعار أغلب أسهم الشركات العقارية في تداولات ضعيفة سيطرت عليها عمليات البيع، خاصة على سهم رمال العقارية الذي انخفض بالحد الأدنى.
الصناعة والخدمات
اتسمت حركة التداول على أسهم الشركات الصناعية بالضعف الشديد مع تباين في أسعار أسهم القطاع، فيما تراجعت أغلب أسهم الشركات العقارية في تداولات ضعيفة باستثناء بعض الأسهم التي شهدت تداولات مرتفعة غلب عليها عمليات البيع كسهم زين الذي تراجع دون حاجز الدينار خلال التداول الا انه شهد عمليات شراء دفعته للاستقرار على سعر الدينار، كما انخفض سهم صفوان بالحد الأدنى، فيما ارتفع سهم ياكو بالحد الأعلى.
وقد استحوذت قيمة تداول أسهم 5 شركات على 61.1% من القيمة الإجمالية للشركات التي شملها النشاط والبالغ عددها 92 شركة.
أرقام ومؤشرات
5
شركات استحوذت قيمة تداولها البالغة 12 مليون دينار على 61.1% من القيمة الاجمالية.
96.1
مليون سهم تم تداولها بقيمة 19.8 مليون دينار.
5.7
ملايين دينار قيمة تداول سهم «بيتك» والتي تمثل 28.7% من القيمة الاجمالية.
4
قطاعات حققت مؤشراتها ارتفاعا اعلاها الاغذية بمقدار 5.4 نقاط تلاه قطاع الشركات غير الكويتية بمقدار 3.4 نقاط، فيما تراجعت مؤشرات 3 قطاعات اعلاها البنوك بمقدار 83.4 نقطة، تلاه الخدمات بمقدار 51 نقطة.