- انعكاس الأزمة المالية العالمية على السوق المحلي أقل من دول الجوار على الصعيد الإعلاني
- القارئ يدفع 100 فلس ثمناً للجريدة وطباعتها تُكلف أكثر من ربع دينار
اتفق خبراء في مجال التسويق والإعلان في بعض الصحف المحلية على اهمية التحرير في اي جريدة، موضحين انه الدافع الأول لجذب الإعلانات وارتفاع حصة الإعلان ومساحته.
وأكدوا خلال مقابلة إعلامية على قناة الوطن ضمن برنامج «صباح الوطن» بحضور كل من مدير إدارة الإعلان في دار الوطن عبدالقادر الجاسم ومدير تطوير الإعلان في دار الوطن مازن عرب ورئيس قطاع التكنولوجيا في دار الوطن احمد الردعان، ومدير التسويق والمبيعات في «الأنباء» الزميل فريد سلوم ان انتشار مواقع الإنترنت وخدمات الإعلام عبر مواقع التواصل الاجتماعية سيظل عنصرا مكملا لعمل الصحف المحلية وليس منافسا لها كما يتصور البعض.
وقد أوضح الزميل فريد سلوم ان المورد الرئيسي لأي صحيفة يتمثل في الإعلان ومن ثم في بيع الجريدة من خلال نقاط البيع أو من خلال الاشتراكات، وهناك صحف أخرى لها مورد ثالث يتمثل في عملية الإنتاج التجاري كالمطبوعات التجارية وغيرها إلا أنه في النهاية يبقى المورد الرئيسي للصحيفة هو نشر الإعلانات، فعلى سبيل المثال يشكل الإعلان في جريدة «الأنباء» نسبة تتراوح بين 89 و90% من الايرادات، أما عمليات بيع الجريدة من خلال نقاط البيع والاشتراكات فتمثل من 10 إلى 11%.
رصد الإعلانات
وأضاف سلوم ان عملية رصد الإعلانات تتم في جريدة «الأنباء» بشكل دوري ويومي سواء الإعلانات المطبوعة أو التي على الموقع الإلكتروني من خلال نظام احصائي علمي دقيق تتم بموجبه عملية الرصد الإعلاني، مبينا ان الإعلانات تختلف طبيعتها من حيث المساحة ومن حيث مكان نشر الإعلان فكل صفحة من الجريدة تختلف عن غيرها في السعر، فإعلانات الصفحة الأولى تختلف عن إعلانات الصفحة الأخيرة أو الثانية أو الثالثة..إلخ، علما بأن الصفحة الأولى تعتبر الأغلى سعرا مقارنة بالصفحات الأخرى.
وحول مدى تأثر السوق الكويتي بالأزمة الاقتصادية العالمية على الصعيد الإعلاني أكد ان التأثر موجود ولكن بشكل اقل مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة وخاصة المجاورة، معللا ذلك بأن الاقتصاد الكويتي اقل ارتباطا بظروف الدول الاخرى من الدول المجاورة التي تأثرت بشكل اكبر بالازمة العالمية الاقتصادية خاصة اعلانيا.
إدارة التحرير
وعقّب سلوم على مدى تأثر حصة الصحف من الإعلانات في ظل تزايد عدد الصحف الجديدة حيث أوضح ان العنصر الرئيسي لاستمرار تقدم الصحيفة يكمن في إدارة تحرير الجريدة وطاقم عملها، وقوة التحرير الموجودة في الصحف هي التي تعطيها قوة دفع مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك ارتباطا كبيرا بين إدارة التحرير وإدارة التسويق فهما كيان واحد لا يمكن الفصل بينهما.
وأكد سلوم ان الموقع الإلكتروني يعتبر مكمّلا للجريدة، فعلى الرغم من التوقعات التي تشير الى ان تصفح الجرائد عبر الموقع الإلكتروني ستكون بديلا عن التصفح الورقي خلال الأعوام المقبلة إلا أن ذلك سيكون في العالم الغربي وليس في العالم العربي والمنطقة لأن الصحافة الورقية فيها تواصل نموها، موضحا انه على الرغم من التطورات التكنولوجية إلا أن الموقع الإلكتروني في المستقبل القريب سيستمر مكملا للجريدة المطبوعة وليس عاملا رئيسيا للتصفح.
وأشار الى ان مشاهدة الجرائد عبر الموقع الالكتروني تعتبر مجانا بينما الجرائد التي توزع في نقاط البيع يدفع مقابل شرائها 100 فلس علما بأن تلك القيمة ليست القيمة الحقيقية لتكلفة النسخة الواحدة التي تصل الى أكثر من ربع دينار، وجزء منها يدفعه القارئ حتى يتسنى له رؤية وقراءة المطبوعة والإعلان.
إعلانات الصفحة الأولى
وحول مساحة الإعلانات على الصفحة الأولى للجريدة التي تغطي احيانا اغلب مساحتها رد سلوم بأن ذلك يعود الى تزايد الإعلانات على هذه الصفحة، وعندما تزيد عن نصف مساحتها فإن ذلك يستدعي عملية ترتيب الأمور التحريرية الخاصة بها، وهذا يخضع لمدير التحرير الذي يحرص دائما على تناول الأخبار المميزة على الصفحة الأولى، وينقل بهذه الحالة باقي أخبار الصفحة الأولى على الصفحة الثالثة، وبالتالي تكون هذه الصفحة بديلا عنها أو بالأحرى مكملة لها.
وحول وكالات الإعلان ومدى تأثيرها على الجريدة قال سلوم يجب أولا التمييز في المسميات، حيث يطلق على كل مؤسسة تعمل في مجال الإعلانات أنها وكالة إعلان وهي في تزايد مستمر وهذا ما يدعونا للتفرقة بين وكالات الإعلان التي تحتك بالعميل بشكل مباشر وتقدم له الأفكار المميزة للإعلانات والخدمة الكاملة ووكالات الإعلان الأخرى التي يتمثل دورها في الحجوزات مع وسائل الإعلان دون الاحتكاك بالعميل بشكل مباشر. وان أغلب وكالات الإعلان في الوقت الحاضر تعتمد على شركات حجز الإعلانات في اتصالها مع وسائل الإعلام والإعلان والتي تتميز بعلاقات جيدة مع هذه الوسائل.
المنافسة المحلية
وحول المنافسة بين الصحف المحلية ذكر سلوم ان علاقتنا كجريدة «الأنباء» جيدة مع جميع الصحف وذلك في ظل توجيهات رئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق، مبينا ان المنافسة تعتبر شريفة والهدف منها يتمثل في الإنتاج مع الأخذ في الاعتبار ان انتشار الجريدة يكمن في تحريرها الذي يعتبر الأساس والعمود الفقري لأي جريدة. وقد حرص بدوره الزميل فريد سلوم على ان تكون المنافسة بين الصحف شريفة حتى لو كانت شرسة ففي النهاية النجاح يعود الى اجتهاد العناصر العاملة في هذا المجال ومن خلال الخدمات والدراسات التسويقية المرافقة لهذا العمل.
من جانبه، قال مدير إدارة الإعلان في دار الوطن عبدالقادر الجاسم ان حجز الإعلانات في الصحف يتم من خلال وكالات الدعاية والإعلان وذلك قبل 24 ساعة من صدور العدد الجديد وذلك حسب المساحات المتوافرة في الصفحات، مبينا ان لكل صفحة سعرا خاصا، ضاربا المثال على ذلك بأن أعلى أسعار الإعلانات يكون على الصفحة الأولى ثم الصفحة الأخيرة ثم الصفحات اليسار. وقال إن قسم الإعلان في كل جريدة يقوم بحجز الإعلانات من خلال التنسيق مع قسم التحرير الذي يحدد متطلباته من الصفحات حسب متطلبات العمل.
ثورة تكنولوجية
بدوره، قال رئيس قطاع التكنولوجيا في دار الوطن احمد الردعان: ان العالم العربي يعيش الآن في ثورة تكنولوجية كبيرة فرضت الكثير من المتغيرات والتي منها كيفية توصيل الخبر بأسرع وقت ممكن، مبينا ان هذا الأمر يستهوي فئة الشباب بشكل عام، الباحثة عن تلك الخدمة التي بدأت تنتشر من خلال المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعية مثل «فيس بوك» و«تويتر» و«آي فون». وذكر ان تلك الوسائل قد مكنت الصحف ووسائل النشر من الوقوف على العديد من المعلومات حول اعداد المتصفحين للأخبار وأعمارهم السنية فضلا عن طبيعة المواضيع المقروءة وأيضا نوعية الاعلانات.
هذا، وقال مدير تطوير الإعلان في دار الوطن مازن عرب: ان الصحف المحلية تلعب دورا هاما في تثقيف المجتمع من خلال نوعية المواضيع التي يتم نشرها وتناولها بشكل يومي، وأوضح ان الإعلان بشكل عام له تأثير خاص على فئات عديدة من المجتمع وهو ما يدفع المعلن لتحديد الصفحات التي ينشر بها الإعلان حتى يضمن توصيل رسالته الإعلانية للفئة المستهدفة.