حذر عدد من الاقتصاديين من ان الارتفاع المتواصل لاسعار النفط العالمية قد يؤثر سلبا على فرص النمو الاقتصادى العالمي.
واوضحوا ان الدول النامية هي اكبر المتضررين من ارتفاع اسعار النفط في حين انه مازال لدى الدول المتقدمة القدرة على تحمل الارتفاع في الاسعار.
وقال وزير المالية السابق بدر الحميضي ان أي ارتفاع في اسعار النفط لابد ان يؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي لان النفط يدخل في كل شيء من الماء للكهرباء للمواصلات لانتاج الغذاء وغيرها.
واضاف ان ارتفاع اسعار النفط بشكل كبير لن يكون في مصلحة المنتجين على المدى الطويل لانه اذا وصلت الاسعار الى مرحلة التأثير السلبي على النمو الاقتصادي العالمي فسيؤدي ذلك الى الاستغناء نسبيا عن هذه السلعة المهمة والتوجه الى بدائل اخرى.
واشار الى ان اسعار النفط تتأثر بشكل كبير بالتطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة.
واضاف انه في حال تراجع النمو الاقتصادي العالمي فستتأثر كل الدول بشكل سلبي المتقدمة منها والنامية لأن انخفاض النمو سيؤثر على المستوى المعيشي لمواطني وشعوب الدول المتقدمة ويرفع من مستوى البطالة فيها.
واضاف ان هذه التطورات ستدفع الى التقليل من انتاج السلع والخدمات أي تقليل استيراد المواد الخام من الدول النامية وكذلك ستؤثر على الدول المنتجة للنفط لان الطلب على هذه السلعة سيقل.
واعتبر عضو المجلس الاعلى للبترول د.عماد العتيقي الارتفاع الحالي للأسعار غير مبرر من الناحية التسويقية وهو ارتفاع مزعج لان السوق لايعاني من أي ازمة في العرض او الطلب.
واضاف العتيقي ان ارتفاع اسعار النفط ادخلنا في مرحلة جديدة اثرت سلبا على الكثير من السلع واهمها السلع الغذائية التي اتجهت الدول المتقدمة الى استغلالها في توليد الطاقة الحيوية وهو ما اثر على كثير من الشعوب النامية والفقيرة.
واشار الى ان كل السلع العالمية الرئيسية ارتفعت خلال الفترة الماضية وبنسب ربما تزيد على نسبة ارتفاع البترول، مبينا انه لايوجد حاليا ما يشير الى اتخاذ خطوات باتجاه اصلاح منظومة الاسعار في العالم.
وقال «مازلنا في بداية الدورة التضخمية للاسعار ومع ذلك يوجد هناك مظاهرات وتوترات بسبب الغلاء في العديد من دول العالم في مصر والهند وهذا وضع خطير على المستوى الاستراتيجي ويحتاج الى تدخل عاجل».
واضاف اننا نحتاج الى اعادة الانضباط الى منظومة السلع العالمية فليس منطقيا ان تستمر الدول الكبرى في تصنيع الوقود الحيوي بينما تعاني شعوب من ازمة في الغذاء.
وقال عضو المجلس الاعلى للبترول موسى معرفي ان الدول النامية متأثرة سلبا بارتفاع اسعار النفط لكن الدول المتقدمة ربما لن تتأثر به الا بعد ان يتخطى حاجز الـ 200 دولار للبرميل.
واشار الى ان ارتفاع اسعار النفط لمستويات عليا سيجعل هناك جدوى اقتصادية من بعض البدائل مثل الوقود الحيوي الذي تستخدم بعض الحبوب مثل القمح والذرة في صناعته.
واكد ان الوقود الحيوي سلاح ذو حدين فكثير من الدول النامية تعاني من ازمات شح في الغذاء بسبب استخدام الحبوب في انتاج هذا النوع من الوقود.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )