استرعى انتباهنا برنامج حواري في احدى القنوات الانجليزية، وبالأخص ما ذكره أحد المحاورين عن توجه الحكومة السنغافورية نحو التعرف على واستهداف أفضل الطلبة في المدارس الثانوية الذين يجتهدون ويتنافسون فيما بينهم للحصول على أفضل الدرجات، وذلك لاستقطابهم في برنامج حكومي يتكفل بسداد كامل مصاريفهم الدراسية وابتعاثهم من بعد التخرج في الثانوية الى أفضل الجامعات العالمية للدراسة في كل المجالات، ويبقى على هذا الطالب التعهد بأنه عند الانتهاء من دراسته سيعود الى سنغافورة للعمل في إحدى دوائرها الحكومية أو الشركات الحكومية المختلفة لفترة معينة.
«شتان بيننا وبين أهل سنغافورة!»
في المقابل يواجه طلبة الثانوية في الكويت (سواء كانت العامة أو المقررات أو أي نظام آخر) بشلالات من عدم الاهتمام واللامبالاة، التي تبدأ من مدرسيهم الذين يهتمون بأمر واحد فقط وهو الانتهاء من المقرر الدراسي في أسرع وقت ممكن، وذلك لكي «يفتك من التدريس»، وعلى سبيل المثال نذكر (نقلا عن أحد الطلبة) ما قامت به إحدى المدرسات من دمج أربعة مواضيع دراسية في حصة واحدة بهدف الانتهاء من المقرر الدراسي، «بالذمة» هل تستحق هذه المدرسة الكادر المخصص لها؟ «في حين ان معاشها مو قادرة تحلله»!
وفي حال «فلح الولد أو البنت وتخرج» يبدأ مسلسل القبول من عدمه في الجامعة، ويلي هذا طبعا حشد مجاميع الخريجين الى كواليس ديوان الموظفين لكي ينتظروا دورهم في الفرز العشوائي على الوظائف الحكومية، سواء كانت هذه الوظائف حقيقية أو مجرد كرسي في مكتب أو كارت دخول وخروج، ويبقى الموظف حبيس هذا الكرسي أو الكارت الى أن يأتيه الفرج ويتقاعد، ومن ثم يذهب للعمل في القطاع الخاص على بند المكافأة، وذلك لأن المعاش التقاعدي ما يكفي.
نحن نرى ان المجتمع الكويتي فقد أمرا مهما جدا كان في السابق يتميز به، ألا وهو الدافع لتحقيق الذات والسعي لإطلاق كامل قدرات الفرد وطموحه من غير تقييد أو تعد على الغير.
لاشك أن بلدنا العزيز يوفر لنا ما لم يحلم به أجدادنا من رعاية صحية وتعليم ورعاية سكنية ودعم مالي عيني (بشكل العلاوات والبدلات)... الخ من مميزات، ولكن سعر أو بالأحرى التكلفة الفعلية لهذه المميزات لا تدرج في ميزانيات الدولة، بل هي حالة الإفساد المفرط التي يعاني منها مجتمعنا، نعم عزيزي القارئ نحن في الكويت نعاني!
«ما عندنا سالفة.. وايد ضهولنا الموضوع...» الكويت لاتزال بخير، نعم الكويت بخير والحمد لله، ولكن الكويتيين ليسوا بخير، فعلينا الإسراع للعمل على تطوير كوادرنا الوطنية، فإن كانوا في سنغافورة يستهدفون طلاب الثانوية فإننا نقترح استهداف طلاب المرحلة المتوسطة، وتكثيف الجهود لبناء الأجيال القادمة على مبدأ الإفادة وليس الاستفادة.
وفي النهاية...
دعوة من ايديليتي لإصلاح الفرد.
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
follow us on twitter:@idealiti
زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان «الإدارة الذكية... »
مقالة سابقة بعنوان مفاهيم «معكوسة...»
مقالة سابقة بعنوان «طَموح محمد البسيط»
مقالة سابقة بعنوان «معقولة..؟! »
مقالة سابقة بعنوان «لا تطق طاسة وبالبيت أقرع!»
مقالة سابقة بعنوان «العبرة في النهاية»
مقالة سابقة بعنوان «خير اللهم اجعله خير...»
مقالة سابقة بعنوان «البيض والسلة»
مقالة سابقة بعنوان «نظرة مختلفة....!!»
مقالة سابقة بعنوان «حالة... وليست أزمة!»