فواز كرامي
تعاملت شركات السياحة والسفر العاملة في الكويت مع تحديات واختيارات صعبة للموسم السياحي 2008، وتجلت هذه التحديات في ارتفاع اسعار التذاكر وما سببته من زيادة في التكلفة، اضافة الى الواجهات السياحة التي تغيرت بشكل تدريجي او بشكل سريع حيث ان العديد من السياح بدأوا التوجه الى القارة الاميركية عوضا عن اوروبا بشكل تدريجي، واما اتفاقية الدوحة فأدت الى تغير سريع في وجهة معظم السائحين بالذهاب الى لبنان، مما ادى الى ضغوط كبيرة وهائلة على هذه المكاتب التي لم تتوقع هذه الانفراجة، وهذا ما حدث مع الخطوط الجوية اللبنانية «الميدل ايست» التي لاقت صعوبة كبيرة في التعامل مع الطلب العالي على الحجوزات الى لبنان والتي وصلت الى 200%.
كما ساهم تأخير الفصل الدراسي الى اعادة جداول عمل معظم شركات السياحة ورغم هذا كله استطاعت هذه الشركات والوكالات التعامل مع هذه التغيرات بمرونة عالية وخطط مرحلية واستراتيجية استوعبت فيها هذه التغيرات لتجعل الموسم السياحي لـ 2008 كغيره من المواسم التي ينتظرها السياح بفارغ الصبر دون ان يشعر السائح بهذه التغيرات الضخمة وفي الحديث عن هذا الموضوع.
كشف مساعد المدير العام في شركة المستقبل للسياحة والسفر منصور البلوم عن التقلبات العديدة التي شهدها موسم السياحة الحالي ابتداء من تأخر وضع الامتحانات مرورا بالارتفاع الكبير على اسعار المحروقات الذي انعكس بشكل او بآخر على اسعار التذاكر، اضافة الى اتفاقية الدوحة التي ساهمت في تغير الوجهة السياحية للعديد من المواطنين والتي دفعت الى اضطرابات في مكاتب السياحة والسفر العاملة في الكويت وشكلت مفاجأة كبيرة مما دفعها للتعامل مع هذه المسائل كل واحدة على حدة، وفي لقائه مع «الأنباء» في مكتب الشركة اوضح البلوم ان الحجوزات اكدت وجهة النظر القائلة ان الموسم السياحي قصير بسبب شهر رمضان المبارك وحلوله في وقت مبكر، الا ان اتفاقية الدوحة الاخيرة والاستقرار الأمني والسياحي في لبنان دفع العديد من السائحين الى تغيير واجهتهم الى لبنان وقضاء معظم الشهر المبارك هناك لتكون حجوزاتهم وعودتهم قبل عيد الفطر.
وبين البلوم ان جميع شركات السياحة والسفر العاملة في الكويت وضعت خططا مسبقة للتعامل مع الارتفاع في اسعار الوقود، خاصة ان اسعار النفط كانت لابد ان تنعكس على اسعار التذاكر بصورة او بأخرى مما سيؤثر على موسم السياحة فتم وضع العديد من السيناريوهات للتعامل معها، وتم بالفعل تجاوز مشكلة الزيادة الكبيرة التي حصلت بأسعار التذاكر والفنادق وذلك من خلال خطة متكاملة تتضمن تقديم خدمات ومنتجات وعروض مبتكرة كتسيير رحلات جماعية الى مناطق مختلفة من العالم، ومنها الى ماليزيا التي تبدأ بسعر 525 دينارا لمدة 15 يوما او 21 يوما وفتح محطات سياحية جديدة امام السائح الكويتي كافتتاح منطقة coldcost في مدينة سيدني الاسترالية لتجعل الخيارات امام السائح متعددة وكبيرة.
واشار البلوم الى تراجع نسبة السائحين المتوجهين الى اوروبا بسبب ارتفاع قيمة اليورو ولو بنسبة قليلة معتبرا ان الواجهة الاوروبية من الواجهات الرئيسية للسائحين الكويتيين الذين يمتلكون فيها منــازل خاصة لقضاء فترة الصيف.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )