محمود فاروق
استمر سوق الكويت للاوراق المالية على حالته التذبذبية غير واضحة المعالم والبعيدة عن الاستقرار النسبي على الرغم من البوادر الايجابية الكثيرة التي لم ينشط السوق من خلالها كاستقرار الاوضاع السياسية بالمنطقة والمناخ السياسي والاقتصادي الجيد للبلاد فالمرحلة التي يمر بها السوق من الممكن ان توصف بأنها مرحلة «التذبذب التأسيسي» المدعوم بعمليات شراء تكتيكية على الاسهم بمختلف القطاعات اضافة الى استمرارية اجواء الحذر والترقب حيث اصبح صعود المؤشر العام ليس دليلا على تحسن اوضاع السوق كما كان يحدث من قبل وانما اصبح مقياس التحسن هو معدل القيمة المتداولة والتي مازالت في مراحلها الأولية التي تتسم بالضعف مع باقي المتغيرات والتي اصبحت ايضا معدلاتها ضعيفة على الرغم من الايجابيات الموجودة.
وشهدت تداولات امس ارتفاعا محددا في المؤشر السعري بـ 24.5 نقطة، بينما انخفض الوزني الى 4.29 نقاط مما يشير إلى استمرارية مسلسل الاغلاقات في الدقائق الاخيرة التي يرتد فيها المؤشر صعودا او هبوطا بسرعة غير منطقية والتي قد يتكبد منها العديد من المتداولين الخسائر اضافة الى عدم الثقة في مقياس المؤشر العام والذي يعتبر مقياس السوق إلا أنه اصبح بعيدا عن الواقع الفعلي لعمليات التداول وهناك العديد من التساؤلات التي يطرحها المتداولون في قاعة التداول ومنها ما يثير الغموض حول الملاك الذين يسمحون لاسهمهم بالتقهقر والتراجع الى الحد الادنى للسهم اضافة الى دخول المحافظ والصناديق لاجراء عمليات مضاربية سريعة يهوي السهم من خلالها ويتدنى سعره مما يكبد ايضا المستثمرين المزيد من الخسائر الفادحة.
فما نشاهده في ساحة التداول ما هو الا تراجعا شمولي وفوضوي للعديد من الاسهم ذات الارباح التشغيلية وعلى الرغم من ارتفاع معدل نموها وعوائدها، الا انها تتراجع حيث شهد سهم الاتصالات المتنقلة «زين» تراجع بمقدار 40 فلسا ليصل سعر السهم الى 1540 فلسا على الرغم من الارباح التي حققها في ظل التوسعات التي قام بها في الفترة الماضية.
فالمحافظ المضاربية لها دور بارز خلال المرحلة الحالية، حيث يجب ان تساعد السوق على عملية البناء الاستراتيجي له لارجاعه الى ما كان عليه من قبل مع المحافظة على ارباحها وابتعادها عن المضاربات السعرية التي لا يأتي من خلالها الا الخسارة لاوساط المتعاملين.
وما يجب التأكيد عليه ان السوق من الممكن ان يشهد عمليات جني ارباح اخرى وان كانت محدودة على بعض الاسهم مع الاستمرار في مرحلة التذبذب وعدم الاستقرار وضبابية الرؤية للمرحلة المقبلة التي يصعب على العديد معرفة او توقع ما سيحدث خلال الجلسات المقبلة.
الا انه يجب التمسك بالأسهم وعدم بيعها خلال المرحلة الحالية الى ان تستقر المؤشرات وتتضح الرؤية العامة للسوق.
مؤشرات التداول
ارتفع المؤشر العام للبورصة 24.5 نقطة ليغلق على 14912.3 نقطة بينما انخفض المؤشر الوزني 4.29 نقاط ليغلق على 750.18 وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 154.7 مليون سهم نفذت من خلال 5145 صفقة بقيمة بلغت 96.1 مليون دينار وجرى التداول على اسهم 97 شركة من أصل 200 شركة ارتفعت اسعار اسهم 48 شركة، بينما تراجعت اسهم 49 شركة وحافظت اسهم 103 شركات على اسعارها و55 شركة لم يشملها النشاط وارتفعت مؤشرات خمسة قطاعات من اصل ثمانية حيث سجل مؤشر قطاع الاستثمار اعلى ارتفاع من بين القطاعات بـ 49.3 نقطة تلاه قطاع الشركات غير الكويتية بـ 38.2 نقطة ثم قطاع العقار بـ 33.1 نقطة.
آلية التداول
تراجع المؤشر العام مع بداية تداولاته امس بمقدار 4.8 نقاط ليصل الى مستوى 14883 نقطة وبلغت كمية الاسهم المتداولة عند تلك النقطة 17.6 مليون سهم بقيمة بلغت 14.4 مليون دينار موزعة على 569 صفقة وواصل تراجعه في منتصف جلسة التداول بمقدار 27 نقطة ليصل الى مستوى 14860.8 نقطة وبلغت كمية الاسهم المتداولة عند تلك النقطة 92.6 مليون سهم بقيمة بلغت 60.6 مليون دينار موزعة على 2996 صفقة الى ان اقفل المؤشر بارتفاع قدره 24.5 نقطة.
ففي قطاع البنوك انخفضت اسهم 7 بنوك وارتفع سهم بنك بوبيان فقط ولم يشهد سهم البنك الاهلي اي تغيير حيث حقق سهم بيتك اكبر قيمة تداول في القطاع حيث بلغت 2.6 مليون دينار موزعة على 97 صفقة.
بينما ارتفع قطاع الاستثمار محتلا المركز الأول بقيادة سهم شركة الكويت والشرق الاوسط للاستثمار المالي «كمفيك» حيث ارتفع بمقدار 20 فلسا ليصل سعر السهم الى 510 فلوس بينما تراجع كل من سهم كامكو ونور وتمدين الاستثمارية بمقدار 10 فلوس حيث شهد القطاع تداولات نشطة من أغلب الشركات.
التأمين والعقار
ولم يشهد قطاع التأمين اي تغيير في اسهم شركاته سوى شركة الاهلية للتأمين والتي ارتفعت بمقدار 10 فلوس ليصل سعر السهم الى 700 فلس ليرتفع القطاع بمقدار 8.7 نقاط، كما ارتفع قطاع العقارات بقيادة سهم المباني الذي شهد تداولات نشطة يرتفع السهم بمقدار 40 فلسا ليصل سعر السهم الى 1680 فلسا، كما ارتفع ايضا سهم شركة مزايا بمقدار 20 فلسا ليصل سعر السهم 970 فلسا بينما انخفض سهم شركة الوطنية العقارية بمقدار 10 فلوس ليصل سعر السهم الى 610 فلس واتسمت تداولات القطاع بالنشاط بالكمية المتداولة والقيمة ايضا، وحقق قطاع الصناعة ارتفاعا بمقدار 61 نقطة على الرغم من التداولات الضعيفة حيث واصل سهم منا القابضة الارتفاع بمقدار 40 فلسا ليصل سعر السهم 1440 فلسا بينما سهم شركة مجموعة الصناعات الوطنية حقق انخفاضا بمقدار 40 فلسا ليصل سعر السهم 1240 فلسا خلال تداولات امس، وجاء قطاع الخدمات على غير المتوقع حيث حقق انخفاضا بمقدار 30.2 نقطة بقيادة سهم زين واجيليتي حيث شهدا تداولات نشطة خلال جلسة التداول بينما صعد سهم شركة مجمعات الاسواق التجارية بمقدار 25 فلسا ليصل سعر السهم 460 فلسا، كما انخفض ايضا قطاع الاغذية بمقدار 15.7 نقطة وذلك بقيادة سهم شركة الكويتية للاغذية «الأميركان» والذي انخفض بمقدار 20 فلسا بينما ارتفع سهم دواجن بمقدار 2 فلس ولم تشهد باقي اسهم القطاع اي تغيير خلال جلسة تداولات امس وارتفع قطاع غير الكويتي بقيادة سهم تمويل خليج حيث ارتفع بمقدار 60 فلسا ليصل سعر السهم 1060 فلسا بينما انخفض سهما فجيرة وخليج المتحد بمقدار 10 فلوس.
وحقق سهم الكويتية للكيبل التلفزيوني اعلى مستوى بين الاسهم المرتفعة اذ بلغت نسبة ارتفاعه 6.7%، فيما سجل سهم مجموعة التعليمية القابضة ادنى مستوى بين الاسهم المتراجعة بنسبة 3.8% واحتل سهم شركة بيت التمويل الخليجي اعلى مستوى بين الاسهم من حيث حجم التداول بـ 10.7 ملايين سهم واستحوذت اسهم 11 شركة على 61.3% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها النشاط والبالغ عددها 97 شركة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )