رغم ارباح الشركات التي تنهال على لوحات الاعلانات في سوق الكويت للاوراق المالية (البورصة) فان تفاعل المتعاملين مع هذه الاخبار مازال «مكانك راوح» ما يشير الى أن تداولات الاسبوع ستستمر على حالها المتباينة بفعل عوامل عدة في مقدمتها عزوف المجموعات القيادية عن الدخول في أوامر الشراء.
واللافت للنظر على مدار الجلسات الماضية وتحديدا منذ انتهاء أعمال الفصل الثاني هو شفط جزء من السيولة المتوافرة في السوق من أجل استيفاء اكتتابات زيادات رؤوس اموال تبلغ 3.3 مليارات دينار لاسيما ان الفترة الحالية والمتبقية حتى انتهاء الربع الثالث ستشهد مزيدا من تذبذبات قوية.
وكما هي العادة تأتي الدقيقة الاخيرة لتحول المؤشر السعري من اللون الاحمر الى اللون الاخضر بسبب عمليات وهمية تقودها كبرى المحافظ الاستثمارية الامر الذي يعطي للمتعاملين والمتابعين صورة غير واقعية لمنوال أداء السوق على مدار ساعات التداولات.
وقال محللون ومتابعون لمجريات البورصة لـ «كونا» ان هناك ضغوطا كبيرة تتعرض لها البورصة متوقعين استمرار تلك الضغوط هذا الاسبوع من أجل تأسيس مستويات سعرية جديدة.
وذكر المحلل المالي في شركة بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) ميثم الشخص ان هناك تداولات غريبة أصابت أداء السوق امس على الرغم من أن بداية التداولات كانت جيدة ولكن الضغط على المؤشر الوزني كان واضحا أما السعري فظل متماسكا حتى الاغلاق فيما اثرت الاكتتابات في زيادات رؤوس الاموال على الحركة.
وعزا الشخص انخفاض نسبة القيمة النقدية الى عدة متغيرات ابرزها ارتفاع نسبة الودائع لدى البنوك المحلية ما يعطي اشارة الى انخفاض قيمة التداولات في السوق مبينا ان هناك علاقة طردية بين الودائع لدى البنوك وقيم التداولات في سوق الاوراق المالية.
وقال أحمد القمر وهو مدير محفظة في شركة المال للاستثمار ان الفترة التي يمر بها السوق الكويتي حاليا هي فترة شراء وليست فترة بيع شريطة الا تكون هناك متغيرات سياسية في المنطقة تؤثر على منوال الاداء العام.
وذكر ان السوق حاليا في فترة جيدة اعتمادا على الاخبار التي ترد من الشركات المدرجة والتي تساهم في ارتفاعاته.
واضاف القمر أن انخفاض القيمة النقدية للأسهم المتداولة لا يعود فقط الى الزيادات في رؤوس الاموال واستحقاقاتها بل الى فترة الاجازات، الامر الذي سيلقي بظلاله على حركة السوق خلال الشهر المقبل أيضا معربا عن التفاؤل بالوضع العام للسوق.
وقال المتعامل بندر الفهيد ان أسهم القطاع غير الكويتي مازالت على حالها المتصاعد لاسيما سهم بيت التمويل الخليجي الذي يعلن دائما الدخول في بعض المشروعات التي تنعكس ايجابا على أداء الاسهم في كل الاسواق المدرجة فيها علاوة على الاداء الجيد لبعض الاسهم الأخرى المدرجة في بعض القطاعات مثل يوباك والكيبل التلفزيوني.
واعرب الفهيد عن أمله في ان تتدخل بعض قوى السوق على بعض الاوامر الشرائية من اجل اعادة القوة للسوق ولالقاء مزيد من التفاؤل في مزاج المتداولين الذين حبسوا أنفاسهم طوال جلسة امس حتى الدقيقة الاخيرة الأمر الذي جعل المؤشر السعري يلامس مستوى الـ14900 نقطة.
وعزا المتعامل حسين جمعة انخفاض قيمة التداولات الى عزوف المحافظ والصناديق الاستثمارية عن الدخول على التداولات وتفضيلهم الترقب للانتهاء من موجة هدوء الاوضاع الفنية في السوق.
وقال جمعة ان السوق سيظل على حاله حتى انتهاء المدة الممنوحة للشركات للافصاح عن بيانتها المالية عن الربع الثاني ما يعني أن الحركات التصحيحية على مدار الجلسة الواحدة ستكون حاضرة بغية غربلة الاسهم المتضخمة وهذا الامر في صالح السوق.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )