أظهرت دراسة حديثة اجراها موقع «بيت دوت كوم» بالتعاون مع مؤسسة «يو غوف» المختصة بأبحاث الشرق الاوسط انخفاض مستوى رضا السكان في الشرق الاوسط عن رواتبهم، وقالت الدراسة ان 7% فقط من سكان الكويت اعربوا عن رضاهم عن رواتبهم.
الصورة القاتمة ذاتها تقدمها بلدان مجلس التعاون التي كشفت عن درجة مماثلة من عدم الرضا.
واوضحت الدراسة ان صورة مستوى الرواتب تتفاوت بين بلدان مجلس التعاون، وتأتي الامارات العربية المتحدة على رأس قائمة اعلى الرواتب حيث يتقاضى 20% بين 5000 و10000 دولار أميركي شهريا بينما يتقاضى 7% أكثر من 10000 دولار.
وهذه النسب ذاتها تقريبا موجودة في البحرين وقطر، ولكن هنالك تفاوتا اكبر في مستوى الرواتب في الكويت حيث يحصل 21% على ما يصل الى 1000 دولار شهريا، و21% على 1000- 2000 دولار، و16% على 2000- 3000 دولار، و19% على 3001- 5000 دولار.
اما اصحاب الرواتب العالية فهم 12% فقط ممن يتقاضون 5000- 10000 دولار، و4% فقط يتقاضون اكثر من 10000 دولار.
وتعتبر الجزائر ومصر والمغرب من أدنى بلدان المنطقة في مستوى الرواتب، ففي الجزائر يتقاضى 54% من السكان اقل من 500 دولار شهريا، ببينما يتقاضى 4% فقط رواتــــب بين 5 و 10 آلاف دولار، وفــــي مصر والمغرب يحصل 47% من السكان على أقل من 500 دولار فـــي الشهر، ويحصل 2% من سكان البلدين على راتب يتراوح بين 5 و10 الاف دولار، ويتقاضى 1% فقط راتبا يتجاوز 10 آلاف دولار في الشهر.
وترمي الدراسة الى النظر الى المستويات الراهنة للأجور والرواتب في المنطقة، وقياس مستويات رضا الموظفين عن الرواتب التي يتقاضونها وعن مواكبتها لمستوى المعيشة.
ويساعد اجراء مسح شامل للشرق الاوسط لمستويات الأجر الذي يتقاضاه الموظف ودرجة الرضا عنه على التوصل الى صورة واضحة للأوضاع الاقتصادية في بلد معين.
وتتضاعف أهمية مثل هذه المعلومات في ظروف مثل الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة لأنها تقدم مؤشرا آنيا لآراء الموظفين يمكن استخدامه لإجراء مقارنة مع مواقف وآراء الناس خلال دورات مالية اخرى.
وقد قورنت معلومات مسح الرواتب من خلال رؤية ما اذا كان متوسط الزيادات في الرواتب متماشيا مع متوسط الارتفاع في تكاليف المعيشة.
وتكونت صورة واضحة عن ان متوسط الزيادات في الرواتب لم يعكس الزيادات في تكاليف المعيشة في كل البلدان.
ففي الكويت أفاد الذين شملهم الاستطلاع عن ان تكاليف المعيشة ارتفعت بنسبة 32% في حين كان متوسط الزيادة في الرواتب 12% فقط.
وكان اكبر تفاوت بين زيادة تكاليف المعيشة وزيادة الرواتب في الاردن حيث ازدادت الرواتب بنسبة 15% مقابل زيادة 39% في تكاليف المعيشة، وهذا يؤكد أبحاثا سابقة تبين ان منطقة الشرق الأدنى كانت الأشد تأثرا بالفارق بين الرواتب وتكاليف المعيشة.
وسجلت الجزائر وتونس اقل الفوارق من حيث التباين حيث كان متوسط زيادات الرواتب 12% و9% على التوالي ومتوسط زيادة تكاليف المعيشة 26% و23% على التوالي.
وتناول المسح ايضا النسبة التي يوفرها الناس من رواتبهم شهريا.
وتبين ان اغلبية المشاركين يوفرون بين 1% و5%.
ومما له مغزاه ان ربع عدد المشاركين قالوا انهم لا يوفرون شيئا.
وكان اكبر الموفرين سكان عمان وقطر والبحرين حيث ما بين 30 و33% يوفرون اكثر من 21% من راتبهم الشهري. وإجمالا كان سكان البحرين وعمان أفضل الموفرين حيث يوفر 83% من السكان جانبا على الاقل من راتبهم.
اقل الموظفين توفيرا كانوا في الاردن حيث يوفر 54% منهم جزءا من رواتبهم الشهرية. وقال ربع الموظفين في الكويت انهم لا يوفرون شيئا في حين يوفر خمسهم اكثر من 21% من رواتبهم.
وتبين هذه الارقام انه بالرغم من تقاضي موظفي بلد معين لرواتب اعلى بكثير مما يتقاضاه موظفو بلد آخر فان ذلك لا يعني ان اصحاب الرواتب الاعلى يوفرون اكثر، وهذا متوقع ويمكن تفسيره بالتفاوت بين زيادات تكاليف المعيشة وزيادات الرواتب او بحقيقة ان أصحاب الرواتب العالية يعيشون نمط حياة يتناسب مع رواتبهم العالية.
وابرزت الدراسة مستوى الرضا عن الرواتب من حيث الصناعة. فأكثر العاملين رضا كانوا في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات المعروفة بأنها من أكثر القطاعات ربحية في المنطقة خصوصا ان النفط والغاز هما من اكبر صادراتها.
وبالرغم من الهبوط الكبير في اسعار النفط خلال العام الماضي واستقرارها لاحقا فإن رواتب هذه الصناعة على ما يبدو لم تتأثر.
اما الصناعات التي حظيت بأقل قدر من الرضا عن الراتب فكانت التعليم والجامعات والوظائف الحكومية والنقل والسياحة.
وكشفت الدراسة عن ان 77% من موظفي الشرق الاوسط يشعرون بأنهم تضرروا بشدة من الازمة الاقتصادية العالمية، بينما قال ربع الناس في الكويت انهم لم يتأثروا بها.
وكان سكان مصر الاشد تضررا (81%) من بين البلدان التي شملتها الدراسة، في حين كانت عمان الاقل تضررا حيث قال 37% انهم لم يتأثروا بالأزمة.
ولدى السؤال عن مشاعرهم بشأن المناخ الاقتصادي الراهن من حيث سوق العمل قال نحو ربع الذين شملهم الاستطلاع انهم متشائمون جدا، وأعرب 16% عن تفاؤلهم بالنمو الاقتصادي وبتوافر فرص العمل، وأيضا قال 16% ان الوظائف ستكون اكثر تنافسية في المستقبل وان الشركات ستواصل الاستخدام ولكن الرواتب ستواصل تراجعها.
وكانت مصر والإمارات (30% و29%) الأكثر تشاؤما بخصوص المستقبل وجاءت بعدهما الكويت بنسبة 28% في حين كانت عمان والبحرين الاكثر تفاؤلا حيث اعرب 23% و22% على التوالي عن تفاؤلهم بالنمو الاقتصادي وبزيادة توافر فرص العمل.
وقد بلغ عدد الذين استطلعت آراؤهم على الانترنت 13881 شخصا بين ديسمبر 2008 ويناير 2009 من 13 بلدا عربيا ذكورا واناثا ومن مختلف الجنسيات ممن هم في سن الـ 20 وما فوق.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )