أعلنت شركة قطر القابضة الذراع الإستراتيجية والاستثمارية المباشرة لجهاز قطر للاستثمار، ونيويورك يورونكست امس عن توقيعهما لاتفاقية ملزمة لتأسيس شراكة إستراتيجية رئيسية ستؤدي إلى تحويل بورصة قطر (التي تخلف سوق الدوحة للأوراق المالية) لتصبح سوقا عالمية وستوفر لنيويورك يورونكست وجودا مهما في منطقة الشرق الأوسط. ويأتي هذا الاتفاق ثمرة مفاوضات ناجحة تلت الإعلان الأولي في 24 يونيو 2008 أن قطر قد اختارت سوق نيويورك يورونكست شريكة لها.
وتمثل هذه الاتفاقية الملزمة نهاية رسمية ناجحة للمفاوضات المتعلقة بدخول شراكة إستراتيجية بين دولة قطر وسوق نيويورك يورونكست المالية، كما ان سوق نيويورك يورونكست المالية ستحصل على حصة 20% في سوق الدوحة للأوراق المالية بمبلغ 200 مليون دولار. وهو أكبر استثمار تقوم به سوق نيويورك يورونكست في سوق مالية أجنبية في حين سيحتفظ جهاز قطر للاستثمار بـ 80% من بورصة قطر من خلال شركة قطر القابضة الذراع الإستراتيجية والاستثمارية المباشرة التابعة له. سيتم الإشراف على السوق الجديدة من قبل مجلس الإدارة التي يرأسها د.خالد العطية.
هذا وسيتم نقل كل موظفي سوق الدوحة للأوراق المالية لبورصة قطر وسيحتفظون بنفس المزايا الوظيفية ويترتب عليهم نفس الحقوق والواجبات كما سيتم تعيين أندريه وينت وهو مدير تنفيذي يأتي من نيويورك يورونكست بخبرة تزيد على 20 عاما ليصبح الرئيس التنفيذي لبورصة قطر.
بنود الاتفاقية
ووفقا لبنود اتفاقية امس ستبدأ بورصة قطر التداول بالاسم الجديد ووفقا للإدارة الجديدة ابتداء من 21 يونيو 2009. ولن تكون هناك أي تغييرات مباشرة للعمل والممارسات الحالية لسوق الدوحة للأوراق المالية. سيتم الإعلان المسبق عن كل التغييرات المستقبلية لكل المشاركين في السوق كما سيبدأ العمل على تحويل بورصة قطر للعمل بتقنيات التداول للجيل القادم التابعة لأسواق نيويورك يورونكست. وستكون بورصة قطر أول سوق تداول خارج مجموعة أسواق نيويورك يورونكست تستخدم منصة التداول المتكاملة (utp). منصة التداول المتكاملة نفس النظام الذي تعمل من خلاله أسواق نيويورك يورونكست الأوروبية للأوراق المالية والذي يتم طرحه حاليا للاستخدام في كل أسواق نيويورك يورونكست الدولية للأوراق والمشتقات المالية حول العالم.
مركز للتداول بالمنطقة
ويؤهل هذا النظام المتقدم دولة قطر لتصبح مركز التداول المنطقي لمنطقة الخليج العربي كما ستوفر نيويورك يورونكس الخدمات، والتقنية للسوق، كما ستحصل نيويورك يورونكست على 3 من أصل 11 مقعدا مخصصة لأعضاء مجلس إدارة بورصة قطر. سيتم تعيين ستة أعضاء من قبل جهاز قطر للاستثمار بينما سيكون هنالك عضوان مستقلان بالإضافة للتغييرات التقنية، ستعمل بورصة قطر مع السلطات التنظيمية والمشاركين في السوق على تنويع المنتجات المتداولة في السوق والاستمرار في تطبيق أرقى المعايير الدولية.
وتعليقا على إعلان اليوم، صرح رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني بقوله: «يمهد إعلان اليوم الطريق لدولة قطر لتتبوأ دورا مهما ضمن أسواق المال العالمية لما فيه مصلحة شعب قطر ومنطقة الشرق الأوسط. وتكمن رؤيتنا في خلق مركز مالي عالمي يرتكز على سوق دولية للأوراق المالية بنفس المستوى الذي تعمل به أكبر أسواق المال عبر أوروبا، الولايات المتحدة، وآسيا».
وتواجه هذه الأسواق العالمية أوقاتا صعبة هذه الأيام ولكن تركيزنا لايزال على الفرص التي يوفرها المستقبل لشعبنا وبالتأكيد للأجيال القادمة. لذا يسعدني دخولنا في هذه الشراكة مع سوق نيويورك يورونكست مما سيساعد في دفع هذا المشروع الطموح للأمام. وستقوم هذه الاتفاقية بدور مهم في ضمان مستقبل دولة قطر».
البورصة الجديدة
من جانبه قال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة قطر القابضة أحمد السيد: «تستمر بورصة قطر في تنمية مجموعة استثماراتها الإستراتيجية والمباشرة بما فيه مصلحة دولة قطر. ستسمح هذه الصفقة لأسواق قطر المالية باستخدام أحدث التقنيات المتطورة. وإن فرص نقل التكنولوجيا ستساهم في تحسين اقتصادنا المعرفي وستساعد في توفير فرص عمل ذات قيمة أكبر لمواطنينا. إننا متفائلون في أن يؤذن التداول في بورصة قطر يوم الأحد، ببداية عصر جديد».
كما قال المدير التنفيذي لسوق نيويورك يورونكست المالية دنكان نايدراور: «ستفيد شراكتنا الإستراتيجية مع دولة قطر منطقة الخليج وزبائننا على المستوى العالمي. ستكمل تقنياتنا العالمية وخبرتنا، وريادتنا للسوق الأساسية الثابتة والرؤية الثاقبة لشركائنا. بالنيابة عن زملائي، أود أن أعبر عن شكري لسمو الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، حكومة قطر، جهاز قطر للاستثمار، قطر القابضة، هيئة قطر للأسواق المالية والفريق القيادي بأكمله لسوق الدوحة للأوراق المالية على المضي قدما في هذه المبادرة المهمة».
الشراكة الإستراتيجية
يؤكد إعلان اليوم (امس) النظرة الإستراتيجية التي تكمن وراء الشراكة بين قطر ونيويورك يورونكست والتي تم الإفصاح عنها ضمن الإعلان الأولي الصادر من قبل كلا الطرفين في 24 يونيو 2008. وتهدف هذه الشراكة الإستراتيجية إلى تحويل بورصة قطر لتصبح سوقا مالية دولية، وستوفر هذه الشراكة لقطر قدرات البنية التحتية المتكاملة في مجال أسواق المال وفرصة تعزيز موقع الدولة كسوق مالية إقليمية مع طرح منتجات تداول جديدة من قبل سوق الدوحة بالإضافة إلى التقنية وتوفير المستثمرين والمصدرين العالميين.وتتجاوز منافع هذه الشراكة تطوير بورصة قطر لتصبح سوقا دولية إذ تعهدت نيويورك يورونكست بأن تصبح الدوحة مركزا للدعم والتشغيل في منطقة الشرق الأوسط. بالإضافة لذلك، تعهدت كل من قطر ونيويورك يورونكست بالعمل معا في شراكة لتطوير فرص أعمال أخرى في منطقة الشرق الأوسط.
تهدف بنود الاتفاقية إلى تحقيق الانسجام والتناغم لمصالح كلا الشريكين لإنجاح المشروع، ويوفر المشروع لدولة قطر الوسائل اللازمة لتطوير سوق دولية متقدمة توفر للمصدرين والمستثمرين فرصة المشاركة في قصة نجاح اقتصادها الذي يستمر في النمو على الرغم من الركود الاقتصادي الدولي. وبحلول عام 2015، من المتوقع لقطر أن تصبح ثاني أكبر اقتصاد في منطقة الخليج العربي مما يبرز الأساس المنطقي لدور الدولة كسوق مالية إقليمية رئيسية. وهذا يوفر لنيويورك يورونكست تغطية مهمة لواحدة من أسرع المناطق نموا في العالم.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )