قال تقرير بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) ان أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي تراجعت يوم الجمعة الماضي قريبا من مستوى 66 دولارا للبرميل إذ عززت بيانات البطالة المخاوف أن يتسبب ضعف الاقتصاد في مزيد من التراجع للطلب على منتجات الطاقة، وأن تسارع ارتفاع الأسعار كان مبالغا فيه. وذكر التقرير ان سعر الخام الأميركي تسليم أغسطس 2009 أنهى تعاملاته في بورصة نايمكس على انخفاض بمقدار 2.58 دولار، أو بنسبة 3.72%، عند سعر 66.73 دولارا للبرميل، أما على صعيد الأسبوع فقد انخفضت الأسعار بمقدار 2.43 دولار للبرميل، أو بنسبة 3.51%، عن سعر إغلاق الأسبوع الذي سبق. إلى ذلك، تراجعت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي تسليم أغسطس 2009 بمقدار 19.50 سنتا، أو بنسبة 5.14% لتغلق عند سعر 3.6 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وأشار التقرير الى أن وكالة الطاقة الدولية خفضت بشدة يوم الاثنين الماضي توقعاتها متوسطة المدى للطلب على النفط حيث ذكرت أن هناك احتمالا لامتداد فترة الانكماش، وان شبح نقص المعروض قد تراجع فقط ولم يرحل كليا، وبناء على سيناريو يفترض ارتفاع النمو الاقتصادي تكهنت الوكالة بنمو الطلب على المنتجات النفطية بنسبة 0.6% أو ما يوازي 540 ألف برميل يوميا في المتوسط في الفترة بين عامي 2008 و2014 ليرتفع الطلب بذلك من 85.9 مليون برميل يوميا إلى 89 مليون برميل يوميا.
وأشار التقرير الى أن مسح أجرته وكالة رويترز الإخبارية أظهر أن إمدادات منظمة أوپيك النفطية ارتفعت في يونيو بعد أن عوض ارتفاع إنتاج عدة أعضاء في المنظمة تراجع إنتاج نيجيريا بسبب هجمات الجماعات المسلحة.
ووفقا للمسح الذي شمل شركات نفط ومسؤولين في أوپيك ومحللين فقد زادت إمدادات الدول الـ 11 الأعضاء في أوپيك الذين يخضعون لنظام حصص من 25.91 مليون برميل يوميا في مايو إلى 26.02 مليون برميل يوميا.
أما على صعيد المخزون النفطي، فقد أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء الماضي صعودا حادا لمخزون المنتجات النفطية الأسبوع الماضي في حين تراجع مخزون النفط الخام أكثر من المتوقع. حيث ارتفع مخزون البنزين بمقدار 2.3 مليون برميل ليصل إلى 211.2 مليون برميل قبيل عطلة الرابع من يوليو مقارنة مع توقعات المحللين التي كانت تشير إلى زيادة وقدرها 1.9 مليون برميل.
في المقابل تراجع مخزون النفط الخام بمقدار 3.7 ملايين برميل ليصل إلى 350.2 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 26 يونيو. وتوقع محللون كانت قد استطلعت وكالة رويترز الإخبارية آراءهم تراجع المخزون بمقدار 2 مليون برميل. إلى ذلك، ارتفع مخزون المنتجات المكررة، الذي يشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 2.9 مليون برميل ليصل إلى 155 مليون برميل في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى ارتفاع وقدره 1.5 مليون برميل.
من ناحية أخرى، انخفض الدولار مقابل اليورو نتيجة لتعثر الانتعاش الاقتصادي مما عزز الطلب على العملة الأميركية كملاذ آمن. حيث أغلق الدولار على ارتفاع بنسبة 0.52 % هذا الأسبوع عند 1.3977 دولار لليورو من 1.4050 دولار لليورو، في حين انخفض الين بنسبة 0.87% مقابل الدولار ليغلق هذا الأسبوع عند 96.05 ينا للدولار من 95.22 ينا للدولار.
وأظهر تقرير صناعي انكماش القطاع الصناعي الأميركي في يونيو لكن بوتيرة أبطأ من الشهر الذي سبق، حيث ذكر معهد إدارة التوريدات أن مؤشره لنشاط المصانع الأميركية ارتفع إلى 44.80 في يونيو من 42.8 في مايو، فيما كان متوسط توقعات 73 خبيرا اقتصاديا كانت وكالة رويترز الإخبارية قد استطلعت آراءهم لقراءة تبلغ 44.5.
وذكرت بيانات حكومية ان أرباب الأعمال الأميركيين سرحوا 467 ألف عامل في يونيو، وهو ما يزيد كثيرا عما كان متوقعا، بينما قفز معدل البطالة ليصل الى نسبة 9.5 %، وذلك في تقرير يظهر أن سوق العمل مازال يصارع بشدة الكساد العميق الذي ضرب البلاد. وجاءت هذه القراءة اعلى بمقدار 100 الف من توقعات المحللين في وول ستريت الذين تنبأوا في الاستطلاع الذي اجرته وكالة رويترز الاخبارية بان تبلغ تسريحات العمال في المتوسط 363 ألفا.
هذا ويأتي ارتفاع معدل البطالة الى نسبة 9.5% مقارنة بنسبة 9.4% المسجلة في مايو، الأعلى منذ أغسطس عام 1983. وكان محللون قد تنبأوا بارتفاع المعدل الى نسبة 9.6%.
في حين أشارت بيانات وزارة التجارة إلى انخفاض الإنفاق على البناء بنسبة 0.9% في مايو، والذي يعتبر الانخفاض السابع خلال الأشهر الثمانية الماضية. من جهة أخرى، تراجع الإنفاق الحكومي على الإنشاءات بنسبة 0.6% ليصل إلى معدل سنوي وقدره 316 مليار دولار.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )