بيروت ـ زينة طبارة
رأى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال عضو كتلة «لبنان أولا» النيابية النائب تمام سلام انه من الطبيعي ان يشغل تشكيل الحكومة حيزا من الوقت لإنجازه، كون التشكيل ليس بالعملية السهلة في بلد مثل لبنان يتميز من حيث التركيبتين السياسية والاجتماعية عن سواه من البلدان العربية، معتبرا ان تشكيل الحكومات فيه يخضع لاعتبارات محلية ـ داخلية بالدرجة الاولى، ولتأثيرات خارجية اقليمية ودولية بالدرجة الثانية، معتقدا انه وعلى الرغم مما سبق ليس هناك من تأخير في تشكيل الحكومة حتى الآن، خصوصا انها تتألف بعد انتخابات نيابية عامة نتج عنها معطيات رقمية وسياسية جديدة، الامر الذي يتوجب اخذه بعين الاعتبار وادراجه ضمن آلية التشكيل، هذا من جهة، ومن جهة ثانية لفت الوزير سلام الى ان الوضع المشدود عربيا والمحاولات الدؤوب لتبديد الخلافات بين الدول العربية الواقعة في دائرة التخاصم واعادة جمعها تحت المظلة العربية الواحدة، لابد لها ان ترخي بظلالها سلبا وايجابا على مسار التشكيلة الحكومية المرتقبة.
من جهة اخرى، لفت الوزير سلام في حديث لـ «الأنباء»ان مطالبة البعض «بالثلث المعطل» في الحكومة العتيدة تندرج في اطار المزايدات والمناورات السياسية التي عادة ما تواكب تأليف الحكومات، معتبرا ان ما يطلق من تصاريح اعلامية لن يعول عليه ولن يصار الى اعتماده في تشكيل الحكومة المرتقبة، آملا من كل الفرقاء السياسيين مساعدة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة بدلا من رفع سقف خطابهم السياسي ومطالبهم التي ليس من شأنها سوى اعاقة مساعيه التوفيقية، ومطالبا اياهم بتقديم التنازلات والتضحيات حتى ولو على حساب نفوذهم ومكانتهم من اجل تحقيق المصلحة اللبنانية العامة، لافتا الى ان اعطاء فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الحصة الترجيحية في الحكومة أمر قابل للبحث وللبناء عليه، طالما يمكن ان يكون مخرجا سلميا وسليما من موضوع «الثلث» ويستطيع الانتقال بموضوع التشكيل الى آفاق افضل وأوسع.
وختم الوزير سلام مشيرا الى عدم استعجال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة النائب سعد الحريري وترويه في مهمة التأليف كي تأتي الحكومة العتيدة بالشكل الذي يطمح اليه الجميع للقيام بلبنان واعادة بنائه على اسس ديموقراطية ودستورية في سبيل مواجهة ما يعترض البلاد وتقدمها من ازمات سياسية على المستويين الداخلي والخارجي، وخصوصا الازمات المتعلقة بالملفين المالي والاقتصادي.