بيروت ـ عمر حبنجر
كدأبه كل يوم، تابع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري اتصالاته ومباحثاته الهادفة الى تشكيل الحكومة وسط استمرار المشاورات الداخلية والاقليمية لتذليل العقبات المستمرة في طريق تشكيل الحكومة.
وتعقيبا على استئخار البعض عملية تشكيل الحكومة واستغراب البعض الآخر، نقل زوار الرئيس المكلف عنه ان مسار عملية التأليف مازالت في اطارها الطبيعي، وهذا ما يوافقه عليه الرئيس نبيه بري ورؤساء الكتل النيابية عدا بعض المعارضين، ذلك ان المهلة المبدئية لتشكيل الحكومة هي شهر، خصوصا ان هذه الحكومة تتسم بالطابع التأسيسي كونها تأتي بعد انتخابات تشريعية، الامر الذي يتطلب المزيد من المشاورات دون ان يعني ذلك ان المسألة بلغت الطريق المسدود.
الشروط لن تكسر مجاذيف الحريري
وقال مصدر اكثري لـ «الأنباء»، ان الحكومة ستشكل حتما ودون ثلث معطل وسيحصل فيها الموالون على النصف زائد واحد او على 15 وزيرا تبعا لحاجات التشكيل، وان الشروط والمطالبات وحتى الشائعات لن تكسر مجاذيف الرئيس المكلف سعد الحريري.
بدوره، قال النائب الشمالي هادي حبيش امام وفود شعبية امس انه ليس ضد ان تمثل كل الكتل النيابية في الحكومة لكنه اعتبر ان منطق النسبية لا يتطابق مع النظام النسبي في لبنان، حسبما يطالب به العماد ميشال عون، مشددا على عدم اعطاء قوى 8 آذار الحق في التعطيل.
وعن زيارة الرئيس المكلف الى دمشق، قال حبيش ان هذه الزيارة تصبح طبيعية بعد تشكيلة الحكومة، وان تشمل زياراته كل الدول العربية.
توحيد السلاح بدل نزعه
وقد ايده في هذا الجانب النائب مروان حمادة الذي طرح في لقاء متلفز امس فكرة «توحيد السلاح» كحل لمشكلة سلاح حزب الله، والقصد توحيده مع سلاح الجيش اللبناني.
باسيل متمسك بالتمثيل النسبي
لكن وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل تمسك بمبدأ التمثيل النسبي في حكومة الوحدة الوطنية، لافتا خلال تدشينه محطة ارسال للخليوي الى انه في حال حصل توافق على حصة وزارية لرئيس الجمهورية فيجب ان تعطى من الجميع وبالنسب نفسها وليس من فريق دون آخر.
من جهته، اكد وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال تمام سلام، بعد لقائه الرئيس سليمان، ان رئيس الجمهورية يبذل اقصى الجهد في سبيل تذليل العقبات وتمهيد الطريق امام صيغ وحلول ايجابية وبناءة على مستوى تشكيل وتكوين حكومة الوحدة الوطنية المرتجاة، آملا ان يتم تشكيل حكومة قادرة على المواجهة بقيادة واعية ومدركة للتحديات من خلال اداء طموح وواعد بشخص الرئيس المكلف سعد الحريري.
في غضون ذلك، شدد نواب طرابلس، في اجتماعهم الاسبوعي، على ضرورة ان يسهلوا عملية التأليف، خصوصا اولئك الذين شاركوا بالاستشارات الملزمة.
حزب الله: لسنا لاهثين على الوزارة
من جهته، اعترض حزب الله على وصف وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير الثلث المعطل والطائفية بأنهما عائقان امام تأليف الحكومة وهو ما يجرد كوشنير من حياديته.
بيد ان نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قال ان المعارضة ليست لاهثة وراء الحقائب وهي مرتاحة الى وضعها، ولاتزال تنتظر اجوبة نهائية من الرئيس المكلف سعد الحريري.
وقال، في خطاب له امس، المعارضة تريد التوافق والموالاة تقول تريد التوافق، ما يعني ان هناك اجماعا على التوافق.
واضاف: لكن الاختلاف هو على شكل التوافق، وكيف يكون، البعض يريد ان يتذاكى، يريد توافقا لا توافق فيه، اما نحن في حزب الله فنريد توافقا فعليا يمكن تطبيقه على الارض، ولا نريد كلمات معسولة، نريد وقائع وتطبيقا.
رعد: نمنح وقتاً للحل الديبلوماسي
بدوره، رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد انه لا مبررات لتأخير تشكيل الحكومة مادامت النيات منفتحة على بعضها، مؤكدا ان للصبر تجاه التحدي الاسرائيلي حدودا.
وقال اننا نمنح المراهنين على الحلول الديبلوماسية وقتا حتى نجد ماذا سينتج عن جهودهم مع اسرائيل، وقد طالبنا بعض الديبلوماسيين الغربيين بان نصبر عليهم قليلا، وسنصبر عليهم لنرى.
السفير السعودي: لا نتدخل
الى ذلك، اكد السفير السعودي في لبنان عوض العسيري ان انفتاح المملكة على جميع الاطراف اللبنانية ليس جديدا، بل هو تكريس لدور المملكة الهادف الى التواصل مع كل القوى السياسية من اجل المساعدة على توحيد الصف اللبناني.
واضاف العسيري، في حديث لجريدة «عكاظ» السعودية: ليس للسعودية اي اجندة في لبنان سوى وحدة لبنان واستقراره، ولديها رغبة صادقة في ان ترى لبنان موحدا ومزدهرا، مؤكدا على بقاء المملكة على مساحة واحدة من جميع الفرقاء في لبنان، وانها تحرص على دعم استقرار لبنان ولا نتدخل بشأنه الداخلي.
وبعيدا عن الاجواء السياسية، احيا لبنان امس الذكرى الثالثة للعدوان الاسرائيلي على لبنان في يوليو 2006، واقام حزب الله احتفالا جماهيريا في بعلبك احياء للانتصار في يوليو 2006.
بدوره، لفت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى ان اسرائيل لاتزال تخرق القرار 1701 منذ اقراره بعد عدوانها في 12 يوليو 2006.
واكد الرئيس سليمان ان الادارة اللبنانية موحدة حيال حفظ لبنان حقه في مواجهة اي عدوان.
وبالمناسبة عينها وتكريما لارواح العسكريين الذين استشهدوا في مواجهة هذا العدوان، قام وزير الدفاع الياس المر امس بوضع اكليل من الزهر باسم رئيس الجمهورية ميشال سليمان امام النصب التذكاري في باحة وزارة الدفاع في اليرزة. كما وضع قائد الجيش العماد جان قهوجي اكليلا آخر امام النصب بحضور رئيس الاركان اللواء شوقي المصري وعدد من اركان القيادة ووحدات تمثل وحدات الجيش.
رئيس مجلس النواب نبيه بري قال بالمناسبة عينها ان قوة لبنان كانت في تماسك عناصر جبهته الداخلية وفي وحدته الوطنية السياسية.
وتوجه بتحية اكبار الى شهداء العدوان في الجيش والمقاومة الذين سجلوا مآثر رائعة تشكل تاريخا مجيدا لشعبنا.
وتمنى بري على الحكومة المقبلة ان ترتب اولوياتها من ملف التعويضات ومشروع الليطاني.
وبالمناسبة عينها، حيا الوزير السابق وديع الخازن الامين العام للمجلس الماروني امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الملهم الذي اوصل المقاومة الى اسقاط مقولة العجز العربي.
إلى ذلك التقى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان بحضور المفتي الجعفري شيخ احمد قبلان وتم عرض الاوضاع المحلية والاقليمية على ضوء التطورات الاخيرة في المنطقة ولبنان، واستحضر الجانبان ذكرى العدوان الاسرائيلي على لبنان في يوليو 2006 وما انجزه من انتصار تاريخي بفضل صمود المقاومة وتضحياتها والموقف الشعبي، واكد الجانبان على وجوب التصدي لشبكات التجسس بكل قوة وحزم لردع المتورطين ضد بلدهم وشعبهم ومعاقبتهم على جرائمهم.