عمر راشد
واصل سوق الكويت للأوراق المالية ارتفاعاته للجلسة الرابعة على التوالي، مستعيدا جميع خسائره في الأسبوع الماضي، ليقترب من تجاوز الحاجز النفسي 8000 نقطة، بدعم من تنوع الشراء على الشركات القيادية والتي شهدت تبديل في مراكز القيادة لأداء الأسهم المتداولة.
فقد ارتفع المؤشر العام 16.8 نقطة ليستقر عند 7924 نقطة، فيما واصل المؤشر الوزني ارتفاعه بواقع 2.14 نقطة ليستقر عند 467.6 نقطة في إشارة واضحة لاتجاه السوق لمرحلة الاستقرار مدعوما بالتحرك الملحوظ على الشركات القيادية.
وشهدت فترة التداول، خاصة في اغلاقات الثواني الأخيرة، عمليات تبديل واضحة في المراكز على الأسهم القيادية بين المستثمرين وكبار المضاربين، من خلال تفضيل الدخول على أسهم قطاع البنوك التي تتميز بقدر كبير من الاستقرار مع التحرك على بقية الأسهم ذات الأداء التشغيلي الجيد خاصة اسهم زين وأجيليتي وصناعات.
ومع استقرار أداء السوق في اتجاه الصعود المتدرج فإن السوق في اتجاه الدخول في مرحلة الاستقرار والتي جاءت بعد فترة تذبذب عاشها السوق بين الانخفاضات الحادة والتي عادة ما تعقبها فترات حادة وهي المرحلة الثالثة التي تعيشها أسواق المال العالمية.
ومن المتوقع أن تشهد تداولات نهاية الأسبوع اقتراب السوق من اختراق حاجز الـ 8000 نقطة، مع تخلي المستثمرين عن حذرهم في الشراء على أسهم رخيصة منتقاة، مع استمرار تركز الشراء على الأسهم القيادية ذات الأداء التشغيلي الجيد.
ومع اقتراب انعقاد عمومية «زين» التي من المقرر إقامتها الاثنين المقبل، تجاوز سعر السهم حاجز الدينار ونصف الدينار ليستقر عند دينار و540 فلسا للسهم، إلا أن ضغوط بيعية قوية جعلت السهم يستقر عند نفس مستوى إغلاقه السابق عند دينار و480 فلسا للسهم متصدرا بذلك الأسهم المتداولة بقيمة 31.12 مليون دينار بلغت نسبتها 28.7% من إجمالي القيمة.
إقفالات الثواني الأخيرة
استمر أداء المؤشر السعري متدرجا في الأداء الصعودي بنقاط ضئيلة خلال فترة التداول مقارنة بإغلاقه السابق، وفي الثواني الأخيرة ارتفع المؤشر من 3.5 نقاط إلى 16.8 نقطة ليستقر عند 7924 نقطة، وهو ما يعطي إيحاء بأن صانعي السوق يرغبون في تصعيد بعض الأسهم استعدادا لجني أرباح عليها، ولاتزال الاغلاقات المتعمدة هي من تقود مزاجية صناع السوق لإيهام صغار المتداولين بالشراء في اليوم التالي ليقوموا بعمليات جني أرباح على تلك الأسهم خلال فترات التداول وهو ما يجعل الحذر في سلوك المتداولين هو السائد لدى أوساط المستثمرين.
ومع غياب إدارة السوق، لاتزال بعض التلاعبات قائمة في السوق خاصة في الثواني الأخيرة والقيام بالتحرك على بعض الأسهم لتحقيق مكاسب سريعة عند مستويات سعرية أعلى دون تفسير واضح لطبيعة تلك التداولات حتى ولو كانت مضاربية، الأمر الذي رآه البعض ضرورة واضحة لسرعة صدور قانون هيئة سوق المال الذي يعد صمام أمان لتحفيز المتداولين على تنوع الشراء بين الشركات القيادية والرخيصة وعدم اقتصار تداولات السوق على مجموعة محددة من الأسهم لا يزيد عددها عن 25 سهما من إجمالي 203 شركة مدرجة في السوق الرسمي.
نتائج الربع الثالث
من الثابت أن سلوك المستثمرين يبدأ في الحركة والنشاط بعد نهاية الربع الثاني وبدء الربع الثالث، ومع قرب انتهاء الأزمة المالية العالمية على الانتهاء وتفاؤل الأوساط الاقتصادية باستمرار الشركات في تحقيق أرباح معقولة في الربع الثالث، بدأ العديد من المستثمرين في دراسة سلوك بعض الأسهم القيادية وذلك للدخول عليها بعد أن أثبتت تلك الشركات قدرتها على تجاوز الأزمة المالية وهو ما يؤهل السوق للدخول وبقوة في مرحلة الاستقرار لأداء السوق باتجاه الصعود المتدرج، ومع استمرار المؤشر الوزني للصعود وبوتيرة متدرجة، فإن السوق يتجه وبقوة لاختراق حاجز الـ 8000 نقطة.
للجلسة الثانية على التوالي، قادت تداولات قطاع البنوك السوق نحو الارتفاع بقيادة واضحة من بيت التمويل الكويتي والبنك الوطني، حيث ارتفع كل منهما بواقع وحدة سعرية، حيث استقر البنك الوطني عند دينار و280 فلسا للسهم بكمية تداول بلغت 6.8 ملايين سهم، وبقيمة إجمالية 8.7 ملايين دينار نفذت من خلال 157 صفقة، وقد تحرك السهم بين دينار و280 فلسا كحد أعلى ودينار و240 فلسا كحد أدنى وقد بلغت نسبة تداولات «الوطني» على 8% من إجمالي قيمة الأسهم المتداولة.
وجاءت الارتفاعات التي شهدها السهم، بسبب عمليات تبديل الشراء على الأسهم القيادية التي شهدتها الجلسة خلال فترة التداول، مدعومة بتحرك المحافظ والصناديق بالشراء عليه.
واستمرارا لارتفاعه لليوم الثاني على التوالي، أغلق سهم بيتك بارتفاع 20 نقطة ليستقر عند دينار و320 فلسا للسهم، بكمية تداول 14.7 مليون سهم نفذت من خلال 636 صفقة قيمتها الإجمالية 19.3 مليون دينار، مدعومة بالشراء القوي من المحافظ والصناديق الاستثمارية، وقد استحوذت تداولات السهم على 17.8% من إجمالي القيمة المتداولة، واستحوذت تداولات الوطني وبيتك على 25.8% من إجمالي القيمة المتداولة.
وفيما استقر سعر أسهم الخليج والتجاري وبوبيان والأوسط عند نفس مستويات الإغلاق السابق، شهد سهما الدولي وبرقان تراجعات متباينة بين 2 فلس لسهم الدولي الذي استقر عند 246 فلسا للسهم، و5 فلوس لسهم برقان الذي أغلق عند 370 فلسا للسهم. وقد احتلت قيمة تداولات قطاع البنوك المرتبة الثانية بين قطاعات السوق الثمانية بقيمة 29.9 مليون دينار بنسبة 27.6% من الإجمالي.
وقد سيطر اللون الأحمر على معظم تداولات أسهم الاستثمار التي شهدت عمليات جني أرباح واضحة، فقد تراجع سهم «استثمارات» للمرة الأولى ومنذ فترة طويلة بمقدار 20 فلسا للسهم ليستقر عند 620 فلسا للسهم، فيما استمر سهم الساحل في الارتفاع بالحد الأعلى بالغا 168 فلسا للسهم، وقد شهدت أسهم الصفاة والمدينة عمليات جني أرباح محدودة أدت لتراجع أسعار أسهمها، استقر أداء سهم المجموعة الدولية عند حاله دون تغيير.
وفي قطاع العقارات تصدر سهم المستثمرون حجم النشاط على مستوى الأسهم التي تم التداول بكمية بلغت 21.16 مليون سهم ليغلق عند مستوى 59 فلسا للسهم، بتراجع فلس واحد عن الإغلاق السابق وبلغت قيمة التداولات 1.2 مليون دينار.
وواصل سهم مجموعة الصناعات الوطنية ارتفاعه لليوم الثاني على التوالي، محققا مكاسب سوقية قدرها 10 فلوس للسهم الواحد، ليغلق عند 475 فلسا للسهم بهامش حركة تراوحت بين 480 فلسا كحد أعلي و465 فلسا كحد أدنى بكمية تداول بلغت 12.7 مليون سهم، قيمتها الإجمالية 6 ملايين دينار، كما واصل سهم أنابيب ارتفاعه بالحد الأعلى مستقرا عند 250 فلسا للسهم ليحقق بذلك أعلى مستوياته السعرية في 10 شهور.
وقد أغلق سهم أجيليتي عند نفس مستوى الإغلاق السابق بعد تراجعات شهدها سعر السهم خلال جلسة التداول بواقع وحدة سعرية ليستقر عند دينار و280 فلسا للسهم، بكمية تداول 5.6 ملايين سهم بقيمة 7.1 ملايين دينار نفذت من خلال 200 صفقة، وجاءت تحركات السهم خلال التداول بعد عمليات تبديل في الشراء من قبل المضاربين والمستثمرين دفعت السهم للحفاظ على مستوياته السعرية في الإغلاق السابق بعد تراجع طوال فترة التداول، كما دعم سعر السهم ما أعلنته الشركة على موقع السوق بأنها وكالة الدفاع اللوجيستية قد قامت بمنح الشركة سنة اضافية جديدة لعقد خدمات التخزين والتوزيع في «مجمع مستودعات التوزيع الدفاعي في الكويت وجنوب غرب آسيا. وقد حقق سهم زين مستويات سعرية جديدة بوصوله إلى مستوى دينار و540 فلسا للسهم كحد أعلى خلال التداول، حيث استقر السهم عند هذا المستوى لمدة كبيرة، بعدها تراجع السهم بمقدار 3 وحدات سعرية دفعة واحدة ليستقر عند دينار و480 فلسا للسهم وهذا التراجع تم آخر الجلسة.
وقد استحوذت أسهم زين وبيتك ووطني وأجيليتي وصناعات واستثمارات على 74.76 مليون دينار بلغت نسبتها 69% من إجمالي قيمة الأسهم المتداولة، كما استقر حجم النشاط على 293.7 مليون سهم.
أرقام ومؤشرات
- سهم زين أغلق عند دينار و480 فلسا للسهم، بقيمة تداول بلغت 31.12 مليون دينار مثلت 28.7% من إجمالي قيمة الأسهم المتداولة.
- استحوذت أسهم 6 شركات على 74.76 مليون دينار بلغت نسبتها 69% من إجمالي القيمة.
- تصدر سهم شركة المستثمرون القابضة نشاط الأسهم التي تم التداول عليها بكمية تداول بلغت 21.1 مليون سهم من إجمالي كمية الأسهم المتداولة بنسبة 7.2% من إجمالي النشاط.
- تصدر قطاع الصناعة ارتفاع مؤشرات قطاعات السوق الثمانية حيث حقق ارتفاعا بمقدار 89.9 نقطة، تلاه في المركز الثاني قطاع التأمين بمقدار 28.3 نقطة وجاء قطاع غير الكويتي في المركز الثالث بارتفاع 23.1 نقطة.