- مستثمرو الشرق الأوسط يملكون 30% من العقارات الرئيسية في لندن
محمود عيسى
حذر محافظ بنك إنجلترا المركزي مارك كارني من ان قيمة الجنيه الاسترليني قد تنخفض «ربما بحدة» اذا صوتت بريطانيا على الانسحاب يوم 23 الجاري.
وقالت صحيفة غلف بيزنس: انه يجري في الوقت الحاضر تشجيع المستثمرين الخليجيين ذوي الحيازات والاستثمارات الكبيرة في المملكة المتحدة على التحوط في مواجهة انخفاض محتمل لقيمة الجنيه، فيما يقترب موعد إجراء الاستفتاء في البلاد على تخلي بريطانيا عن عضوية الاتحاد الأوروبي، مشيرة الى ان سعر صرف الجنيه الاسترليني انخفض الى أدنى مستوى في 7 سنوات من 1.39 دولار في فبراير الماضي.
الانسحاب والضعف
من جانبه، قال مدير الاستثمار والثروات الخاصة في بنك فالكون البريطاني ديفيد بينكرتون «ان الإجماع العام في الآراء هو أن الجنيه سيضعف إذا صوتت المملكة المتحدة على الانسحاب، وذلك لأن المستثمرين لا يريدون ان يتضرروا بتخفيض قيمة العملة، ولهذا فقد نسحب المستثمرون في أسواق الأسهم بعيدا عن المملكة المتحدة».
وقالت الصحيفة ان تخفيض قيمة الجنيه سيضر بشدة بالمستثمرين الخليجيين، الذي استثمروا بصورة جماعية المليارات من الجنيهات في اسواق العقار البريطانية.
وقد أظهر تقرير صدر مؤخرا عن مؤسسة سي بي ار اي ان المشترين من الشرق الاوسط ربما يكونون مسؤولين عن شراء 30% من العقارات الرئيسية في العاصمة البريطانية.
مراكز التحوط
وأضاف التقرير ان لندن كانت هدفا لنحو 24% من الأموال التي ضخها مستثمرون من الشرق الأوسط في أسواق العقار العالمية والبالغة 11.5 مليار دولار.
وقال بينكرتون: «ان لدينا عملاء كثيرين يمكنهم ان يتخذوا مراكز تحوط في مواجهة تخفيض قيمة الجنيه، وإذا كانت لديهم مراكز انكشاف كبيرة على الاسواق البريطانية وتراجعت قيمة الجنيه، فإنهم سيخسرون على صعيد القوة الشرائية العالمية، وبالتالي فإن هذا ما يجب ان نتنبه لها بالنسبة لعملاء معينين».
وأعرب مدير الاستثمارات عن اعتقاده ان البريطانيين عندما يصوتون سيأخذون في الاعتبار مصالحهم الاقتصادية، لاسيما بعد التوقعات من قبل وزارة الخزانة البريطانية بان البلاد ستدخل مرحلة من الركود الاقتصادي لمدة عام إذا ما صوتت لصالح الانسحاب من الاتحاد، مع توقع تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 3.6% و6%، وهو ما يعني خسارة نحو 820 ألف وظيفة مصحوبة بانخفاض في متوسط الاجور واسعار المساكن.
ظرف صعب
وحــذر بينكرتــون المستثمرين على مستوى عالمي من «هذا الظرف الصعب» حاثا إياهم على التزام الحيطة والحذر مع احتمال إعادة تسعير الأصول الاستثمارية في بريطانيا.
وعلق على ذلك بالقول: «لا أنصح بأن يقتصر الاستثمار على الأموال النقدية السائلة، حيث ان لدينا أوراقا مالية مقيمة بأقل من قيمتها الحقيقية، ولدينا السندات والذهب، وبالتالي فإن اللجوء الى تنويع الأصول الاستثمارية أمر مهم، ولكن بصورة عامة فإننا نعتقد اننا نجتاز فترة ترقب لإعادة تسعير الأصول، وبعدها ستكون فرصة للاستثمار».