صرح الرئيس التنفيذي لشركة بلوبرينت القابضة م.مشعل الملحم بأن أول التقارير الراصدة لحركة أسعار العقارات البريطانية بعد الاستفتاء التاريخي بالخروج من الاتحاد الأوروبي قد ظهرت مؤخرا بنتيجة إيجابية، وكشف التقرير الذي يصدر عن مؤسسة الرصد العقاري عن نمو معدل الأسعار في عشرين مدينة بريطانية بنسبة 3.25% في الربع الأخير المنتهي في نهاية يوليو المنصرم وبنسبة 9.5%عن الاثني عشر شهرا المنتهية في يوليو ذاته، وكشف المؤشر تباطؤ النمو في أسعار عقارات العاصمة لندن إلى أدنى مستوياتها خلال السنة ونصف الأخيرة، إلا أنها حافظت على نمو إيجابي بمعدل 2% في الربع الأخير.
وقال إن مؤشر الراصد يصدر عن مؤسسة الراصد العقاري ويراقب اتجاهات أسعار العقارات السكنية في عشرين مدينة بريطانية في أسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية وانجلترا وهي الدول التي التزمت بنتيجة التصويت الذي يلزمها بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وكشف أن على المستثمر التمييز بين مجموعتين من القطاعات العقارية في لندن، فهناك شريحتان شهدتا انخفاضا وهما شريحة المساكن النخبوية الفاخرة في مناطق المي فير وكينسينجتون وشريحة المشاريع التي تحت التطوير التي بادر بعض مطوريها على عرض خصومات كبيرة تصل إلى 10% للمشترين الجدد.
أما المجموعة العقارية الثانية فهي العقارات القائمة وعقارات المناطق الواقعة خارج الويست إيند التي استطاعت أن تحافظ على تماسك أسعارها وثقة ملاكها والمستثمرين فيها بل إنها شهدت ارتفاعا في الأسعار.
وقال إن مدن الشمال البريطاني وعلى رأسها ليفربول ومانشستر لم تتأثرا البتة بقرار الانفصال، إذ شهدت ليفربول ارتفاعا بلغ 4.5% خلال الربع الأخير، تلتها مانشستر بمعدل نمو بلغ 3.5% عن الفترة ذاتها.
وأكد الملحم أن هذا يؤكد ارتباط لندن بشكل كبير بثقة ومزاج المستثمر الدولي وارتباط المدن الانجليزية الأخرى بشكل كبير بثقة وتوجهات المستثمر المحلي بالإضافة إلى الطلب المحلي المتنامي على المساكن في تلك المدن الشمالية.
وكشف التقرير أن 19 مدينة من أصل 20 ارتفعت أسعار العقارات فيها في الاثني عشر شهرا الماضية بمعدل نمو بلغ 9.5% وخرجت من هذا التوجه الإيجابي مدينة أدنبرة.
أما بالنسبة لنتائج الربع الأخير، فقد ارتفعت أسعار العقارات في 19 أيضا وتخلفت مدينة واحدة أيضا كانت هي المدينة الجامعية التاريخية (كامبردج) التي انخفضت فيها أسعار العقارات بنسبة 1%.
وأوضح التقرير أن مدينة بريستول التي تبعد عن لندن العاصمة مسافة ساعتين تقريبا إلى جهة الغرب قد تصدرت القائمة بنمو بلغ 14% حتى نهاية الاثني عشر شهرا المنصرمة تلتها لندن بنسبة نمو بلغت 11% عن الفترة ذاتها.
وأكد أنه بعد مرور شهرين على التصويت بالخروج اتضح جزء غير بسيط من الصورة وأن الحكومة البريطانية قد استخدمت أدواتها المالية بعناية للحفاظ على تماسك الاقتصاد، وهذا بلا شك أدى إلى تماسك أسواق المال وأسواق العقار، بل إن جزءا كبيرا من المؤسسات المالية العالمية قد وجدت فرصة للدخول في الأسواق العقارية البريطانية في ظل انخفاض سعر صرف الجنيه الإسترليني وانخفاض أسعار التمويل العقاري.
وكشف التقرير عن ملاحظة مهمة تتمثل في أن عقارات مدينتي أدنبرة وغلاسغو الأسكتلنديتين ارتفعتا بشكل فجائي في الربع الاخير المنتهي في نهاية يوليو الماضي، بعد ان كان نموهما في الأشهر التسعة السابقة للربع الأخير 0%.