بإسدال الستار على تداولات سوق الكويت للأوراق المالية الأسبوعية وضح جليا سيطرة حزمة من العوامل الفنية والنفسية والشائعات على منوال الأداء، الأمر الذي أثر سلبيا في القيم الثلاث المتعلقة بالقيمة النقدية وكميات الأسهم واعداد الصفقات المبرمة.
وقال محللان ماليان ومسؤول في شركة استثمارية لـ «كونا» أمس ان خسائر السوق خلال الأسبوع كانت كبيرة ولم تستطع اعلانات أرباح بعض الشركات المدرجة لاسيما البنوك انتشال حالة التردي التي شهدتها خصوصا ان آمال بعض المستثمرين كانت معولة على أسهم تشغيلية وقيادية.
وأضافوا انه على الرغم من التداولات الضعيفة الانتقائية على عدد محدود من الأسهم فإن السوق مازال يبحث عن طوق نجاة يعيد آلية ارتفاعاته السابقة ولم يتأت ذلك سوى بضخ السيولة واعادة الثقة مجددا الى السوق الذي كان على مشارف تخطي الحاجز النفسي إلا أن هناك تحديات فنية واجهته.
وقال مدير ادارة الأصول في شركة مرابحات الاستثمارية فهد البسام ان السوق تأثر خلال الاسبوع بثلاثة أسباب، هي ملف اتمام صفقة «زين» من عدمه وارباح الشركات للربع الثالث وأخيرا الكلام عن المخصصات لاسيما البنوك التي اعلنت معظمها عن ارباح ايجابية.
واضاف البسام ان 27 شركة أعلنت حتى أمس الاول عن ارباح في الربع الثالث بلغت نحو 155 مليون دينار بنسبة ارباح 40% مقارنة مع العام الماضي فيما حققت هذه الشركات خلال الاشهر التسعة أرباحا بلغت نحو 540 مليون دينار بنسبة زيادة بلغت 43% ومع ذلك لم يتحرك السوق كثيرا.
وتوقع ان تعوض الشركات المدرجة خسائر الربع الرابع من العام الماضي بنمو في اقفالات العام الحالي مشيرا الى ان نقطة ايجابية ساهمت في هذا النمو هي ارتفاع أسعار النفط مما يعطي دلالة على حالة من التعافي ستشهدها السوق مطلع العام المقبل.
وعزا رئيس فريق دريال للتحليل الفني محمد الهاجري تراجع اداء السوق الى عوامل عديدة، منها بيع اسهم الخزانة لقطاع البنوك على ضوء نتائج غير مرضية للمساهمين وارتفاع نسبة التحوط لبند المخصصات والخوف من مفاجآت مغامرات غير محسوبة.
واضاف الهاجري ان امتعاض المساهمين وملاك أسهم الشركات من انعدام الرؤية الواضحة لقانون الاستقرار المالي خاصة لشركات الاستثمار المتعثرة كان عاملا مؤثرا في الاداء العام. واشار الى ان لتأرجح أسواق المال العالمية خاصة الاميركية نتيجة لانخفاض أسعار المساكن دورا في هذا التراجع على سوق الكويت للاوراق المالية كما كان للشائعات حول تأجيل اتمام صفقة زين أو الغائها ردة فعل سلبية على عموم المستثمرين.
ورأى ان تأخر الشركات الـ46 في قطاع الاستثمار بالافصاح عن ارباح الربع الثالث كان له دور أيضا في ارق المساهمين والأمر ينطبق كذلك على بعض البنوك التي تأخرت في الاعلانات على الرغم من انها دائما كانت سباقة مما ادخل الخوف على المتداولين من مغامرات غير محسوبة.
وقال مسؤول في احدى الشركات الاستثمارية ان السوق مازال متعطشا الى السيولة المالية التي بدأت تنضب لمصلحة جهات استثمارية ساهمت مرات عدة في وصول السوق الى هذه الحالة المتردية كي تضغط على المتداولين لبيع أسهمهم بأسعار متدنية ومن ثم يقومون بعمليات التجميع للأسهم.
وأعرب هذا المسؤول عن أمله في ان تسرع الشركات التي لم تعلن عن أرباحها في كشف بياناتها المالية أيا كانت سلبية أو ايجابية حتى يكسر السوق حال الترقب والجمود اللذين ألقيا بظلالهما على منوال الأداء خلال الاسبوع الذي من المتوقع ان يظل على حاله حتى انقضاء مهلة الافصاحات منتصف نوفمبر.