أعلنت كل من الخطوط الجوية القطرية وواحة العلوم والتكنولوجيا وقطر للبترول امس أنها ستقوم بتحليل هندسي واقتصادي مشترك والانتقال إلى مرحلة تطوير وقود حيوي مشتق وأنها ستقوم بدراسة طرق لإنتاجه وتوريده بدعم من شركة إيرباص.
وتأتي هذه المبادرة، التي تخرق كل الأنماط التقليدية وتعتبر الأولى من نوعها في العالم، بعد أشهر من نجاح الناقل الوطني لدولة قطر من تحقيق إنجاز تاريخي في صناعة السفر عندما قامت بتسيير أول رحلة تجارية في العالم باستخدام خليط من وقود الغاز المسال في شهر أكتوبر الماضي. وقد أثبتت هذه التجربة أهميتها في مجال استخدام الوقود البديل.
وصرح الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر قائلا: «بعد نجاح تحالف مشروع الغاز المسال، نسير قدما للبناء على هذه التجربة والانتقال إلى المرحلة التالية لتطوير الوقود البديل مع الاستمرار في الوقت ذاته في تطوير الغاز المسال. وفي الوقت الذي يقوم به الآخرون بمجرد الكلام، نقوم نحن باتخاذ خطوات عملية».
وقد انطلقت قبل 7 أشهر كل من الخطوط الجوية القطرية وواحة العلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع شركة فيرنو سيستيم الأميركية في دراسة جدوى شاملة ومفصلة لمدى إمكانية استخدام وقود مشتق من الكتل الحيوية المسالة والمنتجات الجانبية المستخرجة منه، مثل الديزل الحيوي. وقد بحثت هذه الدراسة على جميع المواد الحيوية الأولية التي لا تؤثر على الغذاء أو المياه العذبة. كما شملت الدراسة تكنولوجيا الإنتاج المتوافرة حاليا والمستقبلية مع تحليل كامل لمدى جدواها.
وبناء على نتائج هذه الدراسة العميقة، اتفق الشركاء فيها على تأسيس «برنامج قطر المتطور للوقود الحيوي» الذي سيقود عددا من النشاطات في المجالات الأربعة الآتية: خطة تطبيق تفصيلية لإنتاج وقود حيوي مشتق وقابل للتطبيق، استراتيجية للاستثمار في الوقود الحيوي، برنامج لتطوير تكنولوجيا متقدمة وتحليل مستمر للسوق والاستراتيجيات.
وسيتم التركيز على هذه النشاطات وتحفيزها في المقام الأول بهدف تنفيذ مشاريع متقدمة للوقود الحيوي ـ وستكون مبدئيا الخطوط القطرية المستخدم الأول لمثل هذا الوقود.
كما سيتم هيكلة «برنامج قطر المتطور للوقود الحيوي» بحيث يمكن توسعته ليشمل مشاريع وتكنولوجيا واستثمارات وشراكات عالمية إضافية.
وسيتبع «برنامج قطر المتطور للوقود الحيوي» نهج البورتفوليو/المحفظة في مشروع تطوير وقود حيوي متطور حيث سيتم دراسة المواد الأولية والتكنولوجيا والجغرافيات لأجل تحقق أهداف قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى.
وقد تم تحديد مواد أولية يمكن تطويرها ومعالجتها بهدف الحصول على وقود للطائرات مشتق من الكتل الحيوية المسالة للطائرات يمكن للقطرية استخدامه.
وقال الباكر «ان الخطوط الجوية القطرية تعتبر أقل بصمة كربون على البيئة في صناعة السفر ويعود ذلك لاستثمارها الهائل الذي يبلغ مليارات الدولارات للحفاظ على أسطول حديث ومتطور من الطائرات. ومع دخولنا في مرحلة إنتاج وتوريد وقود الطائرات الحيوي، سنتمكن في المستقبل القريب من تحقيق النمو المتعادل للكربون الذي يدور الحديث عنه كثيرا حاليا». وتهدف القطرية بالتعاون مع المؤسسات الوطنية مثل واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا وقطر للبترول وشركة إيرباص الرائدة في تصنيع الطائرات، إلى تحويل قطر إلى دولة رائدة في مجال تطوير الوقود الحيوي.
ومن جانبه، قال رئيس شركة إيرباص ورئيسها التنفيذي توم إندرس: «باتباعنا خارطة طريق إيرباص للوقود البديل، وبإطلاق هذه المبادرة الجديدة مع الخطوط الجوية القطرية، نجحنا باتخاذ خطوة هامة أخرى نحو تحقيق النمو المتعادل للكربون في قطاع الطيران مع حلول العام 2020. وهذا التعاون الواسع في صناعة الطيران سيحقق تطورا حقيقيا لإيجاد وقود بديل مشتق».