- المصاريف الاستهلاكية والدراسة والأقساط تلتهم الرواتب.. وتضخم الأسعار خفّض من قيمتها
باهي أحمد
الراتب يعد الشغل الشاغل للمواطن شهريا.. فإلى أين يذهب؟ وكيف يقسمه المواطن؟ وهل أصبح الراتب يكفي المواطن للمحافظة على مستوى حياة كريمة كان يتمتع بها منذ فترة ليست بالقصيرة، أم أنه باتت هناك صعوبة كبيرة لتحقيق ذلك، خاصة بعد ارتفاع الأسعار بشكل كبير في السنوات الأخيرة، غير أن الحكومة قامت بمراعاة تلك المسألة في ميزانيتها الجديدة، حيث إن إجمالي الرواتب أصبح يشكل 11.5 مليار دينار من أصل 18 مليار دينار إيرادات للدولة، فبذلك تسيطر على 63.8% من إجمالي الإيرادات.. فهل تلك النسبة كافية للمواطنين؟ «الأنباء» قامت بجولة ميدانية مع المواطنين الذين أكدوا أن الرواتب في الفترة الأخيرة أصبحت غير كافية بشكل كبير، خاصة أن ارتفاع الأسعار والمستلزمات التي يحتاجون إليها في المنزل باتت تسيطر على 50% من إجمالي الرواتب خاصة للعائلات، أما الأشخاص غير المتزوجين فإن الملابس والسفر والمستلزمات الشخصية هي أبرز الأسباب لالتهام الراتب.
في البداية، أكد المواطن علي السبيعي أن الجمعيات التعاونية هي الجهة التي تستهلك الجزء الأكبر من مدخوله الشهري، حيث إنها تستهلك ما يزيد على 40% من إجمالي راتبه شهريا، وذلك لشراء مستلزمات البيت من طعام وشراب وأن زيادة أسعار تلك المنتجات إضافة إلى مصاريف الأولاد في المدرسة والدروس الخصوصية هما ما يستهلكان راتبه، موضحا أن انتظار الراتب أصبح شيئا روتينيا لأنه في معظم الأحيان لا يكفي التزاماته التي يحتاج إليها شهريا، مشيرا إلى أن تأسيس عمل حر يعد خطوة مهمة لأنه «اللي ينتظر المعاش.. ما عاش».
وأضاف أن هناك أنشطة كان يقوم بها قبل الالتزامات التي تقع على كاهله حاليا كالسفر إلى دولة خليجية قريبة منه أصبح شيئا صعبا عليه في ظل ظروف المعيشة الحالية وأنه بات يخطط لتلك الخطوة منذ فترة ليست بالقصيرة ويقوم بتجميع الأموال لها قبل السفر.
من جانبه، أوضح سالم العنزي أن المواطنين في الشهر الجاري عانوا بشكل طفيف بسبب تأخر الرواتب، حيث إنها أودعت قبل عطلة الأعياد الوطنية وبذلك فإن انتظار الراتب لمدة ازدادت عن الشهر أثر على حياتهم والتزاماتهم، مضيفا أن الراتب يصرف في عدة جهات أبرزها ايجار المنزل والأقساط، حيث انه إلى الآن لم يتحصل على منزله من الدولة لذلك يضطر إلى دفع ايجار للمنزل يستهلك 30% من راتبه وأن الباقي يقسمه ما بين مصاريف للاستهلاك وما بين السفر حيث إنه يقضي عطلاته بشكل منتظم في النمسا مع أهله، لذلك يضطر لأن يدخر جزءا من راتبه من أجل السفر.
بدوره، شدد جابر البحيري على أن الرواتب أصبحت لا تكفي المواطنين في الآونة الأخيرة، وذلك بسبب ازدياد المصاريف على كاهلهم وبسبب الغلاء الذي يعيشون فيه حيث إن الراتب لم يعد به بركة على حد قوله، موضحا أن ارتفاع أغراض السلع الاستهلاكية بات كبيرا جدا، حيث إنه في السابق كان ملء عربة من الأغراض الاستهلاكية لا يكلف 30 دينارا، أما في الوقت الراهن فقد تضاعف المبلغ المطلوب لشراء نفس الأغراض بنسبة 400% وهو ما جعل قيمة الراتب تقل حيث إن الرواتب لم تزداد والأغراض الأساسية للحياة ازدادت بشكل كبير.
وبين أن معظم المواطنين يقومون بصرف رواتبهم على أقساط قاموا باقتراضها وهو ما دفعني لعدم الاقتراض منذ 5 سنوات، حيث إنني شاهدت معاناة العديد وعدم قدرتهم على سداد تلك القروض، فقررت أن المعاش يصرف للأغراض الرئيسية فقط.
من جانبه، قال وائل بورسلي إن مصاريف الأولاد من غذاء ودراسة وترفيه هي ما تستقطع جزءا كبيرا من راتبه شهريا وأن تأخير الرواتب الذي حدث في الشهر الجاري أثر عليه تأثيرا طفيفا لأنه عانى من تلك المشكلة من قبل وقام باتخاذ احتياطاته، حيث إنه ادخر جزءا من أمواله في فبراير ليقوم بصرفها في شهر مارس وبذلك لم يعان كثيرا في تلك الفترة.
وبين أن هناك عددا من الضيوف الذين يتوافدون عليه من دول مجاورة له تستقطع من راتبه أيضا وأن تبادل الزيارات بين تلك العائلات يكلفه مصاريف للتنقل إضافة إلى أموال لشراء الأغراض الاستهلاكية لذلك.
بدوره، قال بدر العنزي «كون أنني أعزب فليست لدي مصاريف إضافية لذلك فإنني أقوم بادخار جزء من راتبي إضافة إلى أنني أقوم بشراء ملابس وعطور وهو أكثر ما يستنزف راتبي إضافة إلى السفر، حيث إنني أسافر بشكل دائم للعديد من الدول خاصة الآسيوية».