- 191 ألف مليونير سعودي بنمو 7%.. والإمارات تخرج من قائمة أكبر 25 دولة
- ثروات منطقة الشرق الأوسط تخالف التوجه العالمي وترتفع خلال 2019
محمود عيسى
احتفظت الكويت بالمركز الـ 17 عالميا والثاني عربيا، على مؤشر تقرير الثروات العالمي الصادر عن شركة كابجيميني الفرنسية للخدمات المالية، حيث سجلت نموا بنسبة 8% في عدد الاشخاص الذين تتجاوز ثروة الواحد منهم مليون دولار، ما يعادل 304.5 آلاف دينار، ليرتفع العدد من 174 الف شخص في عام 2018 الى 188 الف شخص في 2019، كما سجل اجمالي ثروات هؤلاء نموا بنسبة 6%. ويقل العدد بواقع 3 آلاف شخص عن عدد الاثرياء في السعودية ـ التي جاءت قبل الكويت مباشرة - وبنسبة لا تتجاوز 1.59%.
وجاء في التقرير ان الكويت والمملكة العربية السعودية، وهما من الاقتصادات الرئيسية في الشرق الأوسط اظهرتا نموا ملحوظا على خلفية تحسن نمو الناتج المحلي الإجمالي وقوة أداء السوق المالي.
وفي المملكة العربية السعودية التي حافظت على ترتيبها في المركز الـ 16 عالميا والاول عربيا، ارتفع عدد الاشخاص ذوي الثروات العالية جدا بنسبة 7% من 179 ألف شخص الى 191 الف شخص، وارتفعت قيمة ثرواتهم بنسبة 4%، بينما كانت الصورة غير مواتية بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي انخفض عدد الاثرياء فيها وثرواتهم بنسبة 6% و9% على التوالي، ويرجع ذلك أساسا إلى انخفاض الرسملة في الاسواق المالية الاماراتية، وبالتالي فإن الامارات لم تتمكن من تأمين مركز لها على قائمة اكبر 25 دولة من حيث الثروات.
واشار التقرير الى ان منطقة الشرق الأوسط كانت النقطة الوحيدة المضيئة في التقرير والتي شهدت نموا كبيرا في اجمالي ثروات الاغنياء برغم التراجع الذي اظهره السيناريو العالمي للثروات العالمية وقد ضمت عددا هائلا من الافراد ذوي الثروات العالية جدا، كما سجل هؤلاء نموا في تعدادهم، بينما كانت اوروبا ومنطقة آسيا باسيفيك هي الاكثر تراجعا.
وقال التقرير ان تحسن أسعار النفط فضلا عن الإصلاحات المالية والهيكلية المهمة لمواجهة تأثير انخفاض أسعار النفط ساعدت المنطقة على الاحتفاظ بوضعها كمنصة اقتصادية عالمية تتمتع بثروات عالية جدا.
وقال التقرير انه بعد أداء ممتاز في عام 2017، واجهت أسواق الأسهم العالمية عاما مضطربا، وفي غمرة تقلبات عالية، انخفضت القيمة السوقية العالمية للاسواق المحلية بنسبة تقريبية بلغت 15% في عام 2018 فيما ادت عوامل متعددة ـ مثل الاقتصاد العالمي المتعثر والصراعات التي تشهدها التجارة الدولية، وتزايد المخاوف بشأن تشديد السياسات النقدية الى زيادة محفزات اضطراب الاسواق. وقد واجهت الاسواق في كل الاقاليم ـ باستثناء الشرق الاوسط انخفاض القيمة السوقية فيما سجلت منطقة آسيا باسيفيك اكبر تراجع وبنسبة24% تقريبا.
أميركا.. الأولى عالميا
وعلى المستوى العالمي حلت الولايات المتحدة في المركز الاول حيث بلغ عدد الاثرياء فيها 5.322 ملايين شخص مقارنة بـ 5.285 ملايين شخص في العام الماضي، وتلتها اليابان والمانيا والصين في المراكز الثاني والثالث والرابع بواقع 3.151 ملايين و1.350 مليون و1.189 مليون شخص على التوالي.
ونظرا لانخفاض تعداد السكان في منقطة آسيا باسيفيك بنحو 2%، وما يقرب من 5% من تراجع في ثروات الاغنياء فيها، فقد ساهمت هذه المنطقة بنحو 50% من التراجع الذي اصاب الثروات العالمية لهذا العام والذي بلغ تريليوني دولار.
وقد ظلت هذه المنطقة طوال السنوات السبع الماضية محركا لنمو ثروات الاغنياء حيث سجلت معدل نمو إجمالي قدره 92% منذ عام 2011، مقارنة بمتوسط النمو العالمي البالغ 62%.
وقد ادى تراجع الثروات في هونغ كونغ في وقت لاحق الى التأثير بشكل ملحوظ على نمو الثروات العالمية عموما، وذلك نظرا لما تتمتع به هونغ كونغ باستمرار من حساسية تجاه اسواق الأسهم، كما سجلت أعلى المكاسب وأشد الانخفاضات في الثروات في حالات ازدهار الاسواق وحالات ركودها على التوالي. وانسجاما مع هذا السلوك، شهد هذا السوق الانخفاضات الحادة في مؤشر ثروات الافراد بواقع 13% وفي عدد الاثرياء بواقع 10% في عام 2018 في جميع أنحاء العالم.
وقد ساهمت الصين بما يقرب من 53% من إجمالي تراجع الثروات في منطقة آسيا والباسيفيك، وبالتالي فقد ساهمت في انخفاض الثروات العالمية بأكثر من 25%. وفقدت الأسواق الصينية أكثر من 2.5 تريليون دولار من قيمتها السوقية نتيجة حالات عدم اليقين في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين والضغط على اليوان. كما أظهرت الاقتصادات الكبرى الأخرى انخفاضا في ثروات الأفراد ومنها اليابان والهند اللتان سجلتا معدلات نمو سلبية بلغت حوالي 3% و6% على التوالي.
أوروبا تتراجع
من ناحيتها، كانت أوروبا مسؤولة عن تراجع الثروات العالمية بنسبة 24% وبنحو 500 مليار دولار من اجمالي التراجع العالمي البالغ تريليوني دولار، كما شهدت انخفاضا بنسبة 0.5% تقريبا في عدد الاثرياء و3% في قيمة ثرواتهم. وقد تلقت المملكة المتحدة ضربة كبيرة نتيجة انخفاض بنسبة 6% في ثروات الافراد، في حين نما الاقتصاد بنسبة تزيد قليلا على 1% في عام 2018 وهو أدنى مستوى له منذ عام 2012، وقد أدى الشلل السياسي نتيجة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الى خلق حالة من عدم اليقين في السوق ما أدى الى تراجع في القطاعات الرئيسية مثل التصنيع والبناء.
وقد شهت ألمانيا أيضا تراجع في تعداد الاثرياء وقيمة ثرواتهم نتيجة تراجع الصادرات الالمانية وتعرض قطاع صناعة السيارات الى صعوبات نتيجة فرض معايير متشددة تتعلق بالانبعاثات.
وقال التقرير ان أميركا الشمالية كانت واحدة من ثلاث مناطق في العالم التي سجلت زيادة في عدد الاثرياء وبنسبة 0.4%، على الرغم من تراجع طفيف في ثرواتهم في الولايات المتحدة بنسبة 1%. وقد تفوق اداؤها على اداء الكثير من الدول المتقدمة نتيجة النمو الاقتصادي القوي الذي ادى الى زيادة الناتج المحلي الاجمالي بواقع 3% في 2018 مقارنة مع 2% في العام الذي سبقه نتيجة لتقلص معدلات البطالة.
وفي أميركا اللاتينية، حيث سيطر الافراد بالغو الثراء على المشهد العام، تراجعت قيمة الثروات بنسبة 4% على الرغم من زيادة عدد الاثرياء بنسبة 2% في عام 2018. وشهد أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية وهو البرازيل، اكبر زيادة في اميركا اللاتينية في عدد الاثرياء بنسبة 8% في حين انخفضت ثرواتهم بنسبة 3% في عام 2018.
أرقام ذات دلالة
اظهر التقرير معدلات نمو ثروات الاغنياء العالية جدا في مختلف اقاليم العالم للربع الاول من 2019، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام السابق، حيث نمت ثروات منطقة الشرق الاوسط 4.3%، فيما انخفضت ثروات كل من: اميركا اللاتينية 3.6%، وثروات أوروبا 3.1%، واميركا الشمالية 1.1%، ومنطقة آسيا الباسيفيك 4.8%.وأوضح تقرير «كابجيميني» ان فئات الثروات للربع الاول من 2019 موزعة كالتالي: من مليون الى 5 ملايين دولار، بنسبة 42% من الاثرياء، ومن 5 ملايين الى 10 ملايين دولار، بنسبة 21%، ومن 10 ملايين الى 20 مليون دولار، بنسبة 22%، ومن 20 مليون دولار فما فوق، بنسبة 15%.
اما من حيث الفئات العمرية، فقد قسمها التقرير الى أصحاب الأعمار حتى 45 سنة، يستحوذون على 49% من الثروات، وأصحاب الأعمار من 45 سنة فما فوق، يستحوذون على 51%، ومن حيث الجنس، فقد اظهر التقرير ان نسبة الاناث بين الافراد ذوي الثروات العالية جدا تبلغ 13% مقابل 87% للذكور.