لا يتخيل الكثيرون حياتهم من دون الجوال حاليا وتعددت فوائده من إجراء الاتصالات وتفحص البريد الإلكتروني إلى الاطلاع على الأخبار، ودخل في معظم جوانب المعيشة وأدى إلى تحسين كفاءتها، ولكن تقريرا نشرته «التليجراف» تناول مدى تأثير الجوال على إنتاجية الموظفين.
ومع هذه الفوائد، زادت الأحاديث مؤخرا عن أضرار الجوال وانصراف مستخدميه عن أعمالهم والتسبب في إزعاج وغضب لأصحاب العمل، وفي جهات كالمكتبات والجامعات مثلا، حتى اضطرت بعض الجهات إلى طلب تسليم الأشخاص لجوالاتهم.
وكشفت دراسة أن الشخص الذي يدقق في جواله يتطلب منه الأمر 25 دقيقة إضافية لاستعادة تركيزه على العمل أو المهمة التي كان بصدد تنفيذها قبل الإمساك به، وربما يؤدي الأمر إلى تداعيات خطيرة على الشركات والأعمال.
تقليل الإنتاجية
وقال أحد الأشخاص إنه نسي جواله أثناء تنقله بأحد القطارات في المملكة المتحدة، واستغرق الأمر أسبوعا حتى استرجاعه، لكنه لاحظ أن معدل إنتاجيته في العمل قد قفز إلى 3 أضعاف خلال تلك الفترة القصيرة نتيجة عدم تفقده للجوال.
رغم ذلك، رأى مسؤولو شركات للأغذية والوجبات الخفيفة أن الجوالات ضرورية لزيادة إنتاجية الموظفين لتحقيق المرونة بين العمل والحياة الشخصية من خلال التحقق من رسائل البريد الإلكتروني والرد عليها دون الحاجة لحمل حواسب نقالة مثلا.
ويبدو من ذلك أن تأثير الجوال سلبي على إنتاجية الموظفين، ولكنه يختلف من شخص لآخر، فهناك من يصرف نظره ويشتت انتباهه ويفقد تركيزه بسبب كثرة استخدام الجوال، وغيره من يقدر على إحداث توازن بين العمل والاستخدام.
ويجب الأخذ في الاعتبار أن إنتاجية العمالة مؤشر حيوي للاقتصادات وناتجها ويؤثر في الأجور والرخاء على المدى الطويل، وخلال العقد الماضي - بالتزامن مع الثورة الرقمية التي قادتها زيادة مبيعات الجوالات - تضررت الإنتاجية نوعا ما.
ولا يجب إغفال المكاسب التي حققتها الشعوب والاقتصادات من التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في عدة أدوات من بينها الجوال، كما أن إحصاءات قياس الإنتاجية والناتج المحلي الإجمالي قديمة وصممت منذ عقود طويلة سبقت العصر الرقمي.
وقد أسهمت التكنولوجيا والجوالات في إجراء وإبرام صفقات بمنتهى السرعة واقتناص مكاسب وأرباح لم يكن يتسنى للكثيرين تحقيقها قبل هذا العصر، فضلا عن تنوع الخدمات التي تقدمها مثل البيع والشراء والدفع والأعداد الهائلة للتطبيقات متعددة الاستخدامات.
ومن الضروري تحديث إحصاءات قياس أداء الاقتصادات والإنتاجية مع دخول أدوات تقنية حديثة لا يمكن قصر الحديث عنها على تشتيت انتباه الموظفين رغم المكاسب الضخمة التي تتحقق من ورائها.