- السلمي: الأسعار حالياً بالبورصة مغرية للشراء.. وفرصة للمستثمرين لاقتناصها
- الصانع: الحذر ومتابعة الأوضاع بكل دقة قبل اتخاذ القرارات الاستثمارية
- الموسى: لا يمكن التنبؤ بكيفية تعويض هذه الخسائر خلال الفترة المقبلة
طارق عرابي ـ مصطفى صالح
أرجع عدد من الاقتصاديين لـ «الأنباء» تراجعات أسواق الأسهم بالمنطقة خلال الجلستين الماضيتين إلى الهجمات الأخيرة على منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو السعودية، حيث أدت الهجمات إلى توقف إنتاج نحو 5.7 ملايين برميل نفط من الإنتاج السعودي اليومي، مشيرين الى أن تأثر أسواق الأسهم بالمنطقة بشكل مباشر، يعود إلى اعتماد دول الخليج على النفط كمصدر أساسي لإيراداتهم.
ويؤكد الخبراء أن الأحداث السلبية التي أثرت على ثقة المستثمرين بأسواق الأسهم كثيرة، متمثلة في الصراعات والنزاعات الجيوسياسية، بالإضافة إلى الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وأيضا توقعات حدوث ركود عالمي وأزمة مالية جديدة، وهي جميعها عوامل أدت الى تراجع ثقة المستثمرين بأسواق الأسهم، ولجوئهم إلى الملاذات الآمنة الأخرى حفاظا على استثماراتهم.
ويتوقع الاقتصاديون أن تعود الأسواق الى سابق عهدها خلال الفترة القصيرة المقبلة، مؤكدين أن أسعار الأسهم الحالية فرصة جيدة لمن يريد اقتناصها، قبل أن تعود الأسعار للارتفاع من جديد.. وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، أكد وزير التخطيط الأسبق علي الموسى ان الأحداث السياسية الأخيرة بالمنطقة التي تعرضت لها السعودية، كان لها تأثير مباشر على السوق الكويتي خاصة ان الأمر يتعلق بالنفط، الذي يعد مصدر الدخل الأساسي للكويت ودول الخليج بشكل عام، مبينا ان أسعار النفط اصبحت مهددة بسبب تلك الأحداث.
وأضاف الموسى ان السعودية فقدت حاليا نحو 5.7 ملايين برميل نفط من انتاجها النفطي اليومي، وانه لا يمكن لأحد التنبؤ بالخطوة التالية والمتعلقة بكيفية تعويض هذه الخسائر خلال الفترة القليلة المقبلة، مما جعل أسواق الأسهم بالمنطقة تتفاعل مع هذه الأحداث كلا من جانبه.
وحول تأثير الأحداث الأخيرة على الأسواق الخليجية، قال الموسى: «تأثير الهجمات الأخيرة لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، ولكنه يمتد ليشمل الجانب الأمني، خاصة أنه من حق السعودية الرد على مصدر تلك الطائرات أيا كان، لحسم المسألة أمنيا واقتصاديا».
تراجع الثقة
من جانبه، قال رئيس الجمعية الاقتصادية الكويتية مهند الصانع إن الأحداث الأخيرة في المنطقة وآخرها الهجمات على مواقع نفطية تابعة لشركة أرامكو السعودية، من الطبيعي أن يكون لها تأثيرات سلبية على نفسية المستثمرين في أسواق الأسهم بالكويت والخليج، وان هذه التأثيرات السلبية كانت السبب الرئيسي وراء تراجعات البورصات الخليجية لجلستين متتاليتين.
ويضيف الصانع أنه خلال الأشهر القليلة الماضية كانت جميع المؤشرات جيدة لبورصة الكويت بشكل خاص، حيث شهدت بورصة الكويت الترقية لمؤشر «MSCI» للأسواق الناشئة، بالإضافة الى وجود تدفقات أجنبية كبيرة دخلت الى السوق الكويتي، ولكن الأوضاع الجيوسياسية والهجمات الإرهابية على المواقع النفطية في السعودية، أدت الى اضعاف ثقة المستثمرين بأسواق الأسهم وألقت بظلالها على الوضع الاستثماري العام.
ويتحدث عن العوامل السلبية التي أدت الى تراجع أسواق الأسهم بالمنطقة، قائلا: «خلال الفترة الماضية ظهرت العديد من المؤشرات السلبية على الأسواق العالمية وأسواق المنطقة، فهناك الحديث عن أزمة مالية قادمة، وهو امر استبعده شخصيا، وهناك الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة الى التوترات الجيوسياسية، فجميع هذه العوامل والمؤشرات السلبية أدت الى اهتزاز ثقة المستثمرين بأسواق الأسهم، وهروبهم الى الملاذات الآمنة الأخرى، وهو ما أدى الى تراجع أسواق الأسهم بالمنقطة بهذا الشكل الكبير خلال الجلسات الماضية». وينصح الصانع المستثمرين بضرورة التريث والحذر ومتابعة الأوضاع والأحداث بالمنطقة بكل دقة، وعدم الاستعجال في اتخذا قرارات استثمارية متسرعة، قد يكون لها أثر سلبي على استثماراتهم بالمستقبل.
هبوط غير مبرر
وفي المقابل، يرى الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات المالية الدولية القابضة «إيفا» صالح السلمي ان هبوط السوق الكويتي لا يرتبط بالأحداث الجيوسياسية الأخيرة، مشيرا الى ان سوق الأسهم السعودي، البلد الذي تعرض للهجمات، عاد أمس الى الارتفاع وعوض بعضا من خسائره في الجلسات السابقة.
وأشار السلمي الى ان الأسعار حاليا في بورصة الكويت مغرية للشراء، وفرصة للمستثمرين لاقتناص هذا التراجع، حيث من المتوقع ان تعود هذه الأسهم الى الارتفاع من جديد خلال الفترة المقبلة، مع هدوء الأحداث الإقليمية.