محمود عيسى
ذكرت مجلة «ميد» أن العمل عن بعد أصبح يشكل مخاطر على طلب المكاتب في المستقبل، حيث يمكن ان تتراجع شهية استئجار العقارات التجارية بشكل ملحوظ في الوقت الذي يتزايد فيه عدد العاملين من المنازل في أوساط الموظفين من مختلف القطاعات.
وقالت محررة العقار في المجلة نيها باتيا إن جائحة كورونا فرضت إجراء مزيد من النقاش حول نماذج العمل من المنزل على المدى البعيد وتأثيرها على العقارات التجارية.
واضافت انه في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا (مينا)، على سبيل المثال، تم حظر الحركة الخارجية في معظم فترات الربع الثاني من 2020، باستثناء القطاعات الأساسية على نحو استدعى مراجعة لأنماط العمل داخل المكتب، وقد سارعت شركات تكنولوجيا مثل فيسبوك وتويتر وغوغل ومايكروسوفت في تبني واعتماد أنظمة العمل من المنزل لاستباق الاتجاهات المستقبلية في مكان العمل.
غير ان طريقة تكيف الصناعات التقليدية كالبناء والمرافق والنفط والغاز كانت متباينة وجرت بطرق مختلفة.
استمرار العمل عن بُعد
ولما كانت هذه الصناعات الاساسية مؤهلة في معظم أسواق «مينا»، فقد استمرت في ممارسة نشاطاتها في المواقع مع تنفيذ الاعمال المهمة في المكتب على الرغم من عمليات الإغلاق، ولكن مع تطبيق الاجراءات الاحترازية.
ورغم ذلك، فإن غالبية الموظفين الإداريين خارج مواقع العمل لدى هذه الشركات بمن فيهم المصممون، ورسامو الخرائط، والمتخصصون في شؤون المناقصات والعطاءات، عملوا عن بعد إلى حد كبير منذ مارس الماضي. ومن المقرر أن يبدأ الموظفون بالعودة إلى العمل في معظم اقتصادات «مينا» هذا الشهر.
ومع ذلك، وفي ضوء استمرار المخاوف بشأن مخاطر الأمن البيولوجي التي يشكلها انتشار الوباء، رجحت المجلة ان تتزايد اعداد الموظفين الراغبين في مواصلة العمل عن بعد لبضعة أشهر قادمة لا سيما في القطاعات غير الأساسية.
ومن شأن توسيع نظام العمل من المنزل أيضا المساعدة على تحسين التوازن بين العمل والحياة بالنسبة للموظفين ذوي الدخل المنخفض والمتوسط الذين غالبا ما يقطنون في منازل بأسعار معقولة تكون في العادة بعيدة عن المناطق التجارية ذات الأسعار المميزة.
ويستمد نظام العمل عن بعد زخما من خلال انخفاض التكلفة التشغيلية التي يتكبدها أرباب العمل، والذين قد يتجهون نحو تقليص المساحة المكتبية وتوفير نفقات الإيجار أو الصيانة.
ويمكن بعد ذلك استخدام جزء من الوفورات التي يحققونها لتعويض موظفيهم عن التكاليف التي يتكبدونها أثناء العمل من المنزل على غرار ما أعلنته شركة غوغل مؤخرا.
وتوقعت المجلة ان يشهد الطلب على العقارات التجارية انخفاضا كبيرا في اقتصاد ما بعد الفيروس إذا وجد المزيد من أرباب العمل أنفسهم مضطرين للاستجابة لطلب موظفيهم باستخدام خيارات العمل عن بعد.
وعلى المدى القصير، فمن المرجح أن يظهر في منطقة «مينا» نموذج مختلط ومرن يجمع بين العمل عن بعد وفي المكتب والموقع.
ومع ذلك، فإنه يتعين على اصحاب العقارات في المنطقة الاستعداد لمواجهة التحول في الطلب على المساحات المكتبية على المدى المتوسط إلى الطويل نتيجة فيروس كورونا.