فواز كرامي
قالت نائب الرئيس التنفيذي في بنك الكويت الوطني شيخة البحر ان التنامي المطرد للعلاقات القائمة بين تركيا والكويت والأهمية الحيوية التي تحظى بها هذه العلاقات بصورة واضحة تأتي على ضوء الزيارة التي قام بها الرئيس التركي غول الى الكويت في ديسمبر الماضي والتي كانت الزيارة الأولى من نوعها لرئيس تركي خلال السنوات الـ 12 الماضية وقد بدأنا نشهد في ظل قيادة الرئيس غول اضطلاع تركيا ونهوضها بدور استراتيجي على المستويين السياسي والاقتصادي في المنطقة كما نشهد على المستوى الداخلي في تركيا وبصورة مواكبة للإصلاحات والتبدلات في البيئة الاقتصادية والاستثمارات المتنامية من جانب الكويت وبلدان الخليج الأخرى في تركيا.
البحر وخلال حديثها أمس في اللقاء الكويتي ـ التركي المشترك لتشجيع الاستثمار والتعاون بين البلدين ضم وفدا اقتصاديا تركيا رفيع المستوى استضافه بنك الكويت الوطني، أضافت ان هذه الندوة التي ربما تكون اول ندوة للشركات التركية تعقد في الكويت على مستوى تجاري، ولا ريب في ان الفضل في هذه المبادرة وتحقيق هذا اللقاء يرجع الى القرار الخاص الذي اتخذه كل من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد والرئيس التركي عبدالله غول خلال زيارة الرئيس التركي الى الكويت في ديسمبر الماضي، ونحن ننتهز هذه المناسبة لنرفع لصاحب السمو الأمير والرئيس غول أرفع آيات الشكر والامتنان لإتاحتهما الفرصة لتحقيق هذا اللقاء التجاري الهام على أرض الواقع اليوم.
واشارت الى حرص البنك الوطني على ترويج وتعزيز العلاقات والتبادلات التجارية بين الكويت والبلدان الأخرى في المنطقة. والذي شكل على امتداد السنوات النموذج الرئيسي لأعماله وكان السبب الحقيقي لنجاحه الباهر والمكانة التي تبوأها حاليا بالسوق.
وتابعت البحر في اللقاء الذي حضره عدد من كبار مسؤولي بنك الكويت الوطني يتقدمهم الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني ابراهيم دبدوب ورئيس وكالة دعم وتشجيع الاستثمار في تركيا ورئيس الوفد الزائر الباسلان كركوماز: ان الكويت تقف اليوم ايضا أمام مفترق طرق، وبعد سنوات من النمو والنشاط المتباطئ، تبدو الكويت متأهبة للانطلاق ببرامج وخطط طموحة تكرسها كمركز مالي وتجاري رئيسي على المستوى الإقليمي، ويتوقع ان تكون السنوات الـ 5 المقبلة الحقبة الأكثر نشاطا وديناميكية، وتشتمل الخطة الخمسية التي تبدأ اعتبارا من عام 2010 على مشاريع في قطاعي النفط والغاز تصل قيمتها الى 83 مليار دولار، اضافة الى مشاريع في قطاع الخدمات المدنية والبنى التحتية تربو قيمتها على 120 مليار دولار، ويمكن بالطبع للشركات التركية ان تستفيد من المشاركة في هذه المشاريع، واختتمت البحر حديثها بالقول إن بنك الكويت الوطني يعتز بعلاقاته التاريخية الطويلة مع تركيا، وتعود بي الذاكرة الآن الى بداية الثمانينيات حينما كنا نتولى إدارة عمليات تمويل النفط لصالح توبراس، ولعل تواجدنا الحالي في تركيا سواء عبر البنك التركي او شركتنا الاستثمارية التابعة (ان بي كيه كابيتال) خير دليل على علاقاتنا الوثيقة واهتمامنا الكبير بتركيا.ويحدونا كبير الأمل في ان يتمكن الطرفان خلال اليومين القادمين من الاستفادة بصورة مشتركة ومتبادلة.
بدوره قدم رئيس وكالة دعم وتشجيع الاستثمار في تركيا ورئيس الوفد الزائر الباسلان كركوماز عرضا عن الاقتصاد التركي ومحفزات الاستثمار في تركيا، حيث بين ان الاقتصاد التركي يحتل المرتبة 15 على خارطة الاقتصاد العالمي كما يضم أعلى نسبة شباب في العالم بينهم 20 مليون في مراحل التعليم المختلفة حاليا.وبين كركوماز أن البضائع التركية معفية من الضرائب في الاتحاد الاوروبي كما ان 58% من صادرات تركيا تكون في نطاق قريب من اسطنبول، مشيرا الى اللقاء الذي جمعه مع الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني ابراهيم دبدوب صباح امس واتفقوا فيه على أن البلدين خسروا الوقت في السنوات الماضية لعدم قيامهم باستثمارات مباشرة مشتركة وأملوا ان تنشأ أعمال مشتركة في المرحلة القادمة.
من جهته قدم نائب مدير عام دائرة البحوث الاقتصادية في بنك الكويت الوطني د.إلياس بيخازي عرضا عن الاقتصاد الكويتي تضمن بعض المعلومات والارقام عن الاقتصاد ومساهمة القطاع النفطي بالناتج الإجمالي المحلي.
وقال بيخازي ان عدد سكان الكويت وصل الى 1.1 مليون نسمة في منتصف العام الماضي بنسبة نمو سنوي تصل إلى 3%، 5% منهم من هو تحت سن 20 عاما، ولافتا إلى تزايد حصة الاناث في الوظائف في القطاعين العام والخاص خلال السنوات العشر الماضية.وبين ان الازمة المالية العالمية أثرت على الاقتصاد الكويتي حتى جهة انخفاض نسبة النمو انخفاض في قيمة الاسهم والاصول إلا أنه الرد الحكومي السريع من خلال المحفظة الوطنية ودعم القطاع المصرفي كان له دور كبير وإيجابي على الاقتصاد.وتوقع بيخازي ان يتجاوز معدل النمو في الناتج الاجمالي المحلي 3%، لافتا إلى الخطط طويلة الامد الموضوعة للكويت والتي تتضمن جعل القطاع الخاص المحرك الرئيسي لعجلة النمو الاقتصادي وذلك من خلال عمليات الخصخصة المزمع تنفيذها بالكويت كخصخصة الخطوط الجوية الكويتية، أو من خلال مشاريع b.o.t أو مشاريع p.p.p. وعدد المشاريع الضخمة المزمع طرحها خلال العام الحالي والتي يبلغ حجمها 20 مليار دولار بما فيها مدينة صباح الأحمد، ومدينة الخيران ومنتجع جزيرة بوبيان، ومنتجع جزيرة فيلكا، وميناء الاحمدي ومستشفى جابر الأحمد الجابر الصباح. وبين أن الكويت تعرضت الى الازمة بمستويات أقل من غيرها ووضعت خطة للانطلاق باقتصادها بعيدا عن العائدات النفطية.من جهته قدم براديب هاندا من بنك الكويت الوطني شرحين منفصلين تناول الاول نشاطات بنك الكويت الوطني والنجاحات التي استطاع تحقيقها في ظل الازمة.
اما العرض الثاني فقدم فيه انشاء وتنفيذ الاعمال بالكويت من حيث الضرائب وآلية دخول الشركات الأجنبية الى السوق الكويت.
الحوكمة وإدارة المخاطر ومعرفة السوق وراء «نتائج الوطني المذهلة»
قالت شيخة البحر ان ادارة المخاطر ونظام الحوكمة المتبعين في بنك الكويت الوطني اضافة الى المعرفة الكافية بالسوق المحلي والعالمي جعلتا «الوطني» يتجاوز الازمة المالية ويحقق نتائج ايجابية جدا خالفت التيار المصرفي محليا وعالميا. وفي اجابتها عن اسئلة احد المستثمرين الاتراك عن السبب الكامن وراء تمكن «الوطني» من تحقيق نتائج ايجابية حتى في ظل الازمة، قالت انه في الوقت الذي انشغل فيه العالم كله بجمع الاموال في فترة الطفرة الاقتصادية تابعنا في البنك اسلوبنا المعتاد في التركيز على الدراسات والفرص الاستراتيجية التي تحمل في طياتها اكثر من الأرباح المالية السريعة بالاضافة الى التعاون والتشاور الدائم بين المساهمين وادارة البنك ما جعلنا نقدم هذا الاداء المتميز.