- المستثمرون الكويتيون أبدوا رغبتهم للاستثمار في مشروعات تم طرحها في المناطق الساحلية
بشرى الزين
اكد المدير العام للتطوير والتسويق السياحي في وزارة السياحة السورية بسام بارسيك ان بلاده تعد مقصدا سياحيا صاعدا وتتوفر على مؤهلات جذب كبرى في هذا القطاع وفقا للمؤشرات والتقارير التي اعلنت عنها منظمة السياحة العالمية. واوضح بارسيك فـي حديث لـ «الأنباء» ان الازمة المالية العالمية لم يكن لها تأثير يذكر على قطاع السياحة في سورية، مبينا انه سجل نموا من بين 35 دولة بلغ 12%، مشيرا الى ان الاعتماد المالي المخصص للموازنة الاستثمارية في القطاع السياحي بلغ نحو 700 مليون دولار للخطة الخمسية المقبلة تشمل تطوير البنى التحتية واعداد دراسات للمناطق السياحية الجديدة ومجال الترويج، مشيرا الى وجود توجه لتنمية مناطق اخرى سياحيا، خصوصا ان التركيز على 6 محافظات فقط لا يخدم السياحة بشكل عام ما يفرض زيادة الاهتمام بها. وذكر بارسيك ان الاهتمام الحكومي بتطوير السياحة نابع من اعتبار القطاع احد محركات الاقتصاد الوطني، اضافة الى ان النجاحات الديبلوماسية التي حققتها سورية كان لها الأثر في زيادة اعداد السياح والاستثمار في هذا القطاع. واذ لفت بارسيك الى ان قطاع السياحة هو مجال معقد وتتداخل في تطويره عدة جهات ووزارات الا ان الوزارة تقوم بمجهودات كبرى للترويج واقامة الحملات الدعائية في عدد من الدول العربية والاوروبية، مشيرا الى ان سورية تعد الأولى في جذب السياح العرب عالميا، مبينا ان بلاده استقبلت 6 ملايين سائح، متوقعا 8 ملايين زائر العام الحالي . واشار بارسيك الى ان عددا من المستثمرين الكويتيين ابدوا رغبتهم في الاستثمار في المشاريع التي تم طرحها خلال منتدى الاستثمار السوري – الكويتي الذي عقد في الكويت الاسبوع الماضي تشمل عدة فنادق ومنتجعات سياحية خاصة في المناطق الساحلية. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
ما أهم مقومات السياحة في سورية؟
المنتج السياحي السوري يعتمد على التنوع الطبيعي والثقافي والتفرد بعدة معالم حضارية، وخلال العام الماضي استقبلت سورية 6.1 ملايين سائح والعام الحالي يتوقع ان يتجاوز 8 ملايين سائح والقسم الاكبر من السياحة السورية يعتمد على السياحة العربية، فسورية هي مقصد السياح العرب وتعتبر الدولة العربية الأولى وفي العالم التي تستقطب اكبر عدد من السياح العرب.
ما مرتكزات التسويق للمنتج السياحي في سورية؟
لدينا خطط ترويج تركز على الاسواق الرئيسية التي تصدر سياحة الى سورية وتتبادل هذه الخطط الدول العربية والاوروبية وبالنسبة لاوروبا شملت إنجلترا وفرنسا والمانيا وايطاليا وروسيا وتركيا، اما الدول العربية فقد قمنا بتنظيم قوافل ترويجية في الاردن والكويت ودول الخليج العربي، إضافة الى الانشطة السياحية التي نظمت في الكويت على هامش زيارة رئيس الوزراء محمد ناجي عطري الذي ترأس الوفد السوري في اجتماعات اللجنة العليا السورية ـ الكويتية، وتضمنت هذه الأنشطة معارض واعلانات في مختلف وسائل الإعلام وعروضا في عدد من المراكز التجارية تشمل اعمالا للصناعات التقليدية والحرفية، وهي فرصة للترويج السياحي، وقريبا في بداية الربع الأول من العام المقبل وضمن الخطة الترويجية ستكون هناك حملة أخرى اعلامية في الكويت ودول الخليج العربية للتعريف أكثر بمقومات السياحة في سورية.
يلاحظ في هذه الحملات الترويجية التركيز على دول قريبة جغرافيا من سورية لماذا؟
قمنا بحملة في الأردن وتركيا ولاشك ان الغاء التأشيرة بين تركيا وسورية ساهم في رفع الاعداد السياحية ووزارة السياحة قامت بمجهود كبير في هذا الترويج حيث تشارك في معرض اسطنبول سنويا أكبر معرض سياحي في تركيا، والعام الماضي كانت سورية ضيف شرف وخلال هذا العام كان هناك جناح ضخم جدا ضم منتوجات الصناعة التقليدية وعروضا للفنون الشعبية وحملات دعائية في وسائل الإعلام التركية كما كانت مشاركة ايضا في أنقرة وازمير.
إلى أي حد تنعكس هذه المشاركة في جذب تنوع سياحي الى تركيا؟
النتيجة المباشرة هي زيادة اعداد السياح بشكل كبير والأثر الآخر هو زيادة نسبة الاستثمارات ايضا سواء كانت من تركيا او الدول العربية، وأشير هنا الى ان عددا من المستثمرين الكويتيين أبدوا رغبتهم في الاستثمار في عدة مشاريع في مناطق متعددة، ووزارة السياحة تقوم بعمل ممنهج ومنظم، وتطرح مشاريع حقيقية بدراسة كاملة حول أراض مملوكة للوزارة او جهات عامة اخرى ويتم تحضير برنامج توظيفي ودفتر شروط يعرض على المستثمر ليتقدم مباشرة للاستثمار عبر الـ b.o.t وحجز المشروع وخلال هذا المنتدى تم طرح مواقع في ريف دمشق المرغوبة لدى السياح العرب والخليجيين وكذلك في المنطقة الساحلية خاصة في اللاذقية وطرطوس وأيضا في حلب، والخطة القادمة للوزارة هي اطلاق مقاصد سياحية جديدة مثل تدمر وحلب والمنطقة الساحلية كوجهات جديدة للسياحة.
ما طبيعة هذه المشروعات المطروحة أمام المستثمرين الكويتيين في سورية؟
هناك مناطق تحتاج الى تطوير عبر مشاريع صغيرة ومتوسطة وأخرى كبرى وبحاجة الى شركات تطوير في مدينتي اللاذقية وتدمر وإعداد مخطط توظيفي أولي يتناول النقاط الرئيسية، وللمستثمر الحرية في ان يضع البرنامج التوظيفي لكن الوزارة تضع مؤشرات يستطيع ان يتحرك المستثمر ضمنها وهناك مشروعات تشمل فنادق ومنتجعات وغيرها، وكذلك تم طرح مشاريع تهتم بالسياحة الجبلية والصحراوية والعلاجية في مناطق متعددة وكذلك سياحة المدن.
عادة ما تطرح هذه المشاريع ضمن ما يسمى بالقطاع الخاص والمجال ليس مفتوحا أمام الخصخصة هل يعوق هذا جذب مستثمرين بشكل أكبر؟
وزارة السياحة تملك مثلا عدة فنادق سياحية لكنها لا تقوم بإدارتها وتطرح هذه الفنادق للإدارة من شركات متخصصة والوزارة لا تتدخل في ادارة العمل، والتجربة كانت ناجحة في سورية، ومشاريع الـ b.o.t هي أيضا تقوم على أراض مملوكة للدولة لكن المستثمر يستثمر فيها لفترة 45 سنة وهو صاحب القرار في مشروعه، وتوجد عدة اشكال للاستثمار غير الـ b.o.t أثبتت نجاحا كبيرا.
هل كان للأزمة المالية العالمية أي تأثير على القطاع السياحي في سورية؟
بالعودة الى تقرير المنظمة العالمية للسياحة الذي نشر نهاية العام الماضي نلاحظ ان حركة السياحة في العالم انخفضت بنسبة 4%، كما أوضح التقرير ان 35 دولة استطاعت ان تسجل نموا في القطاع السياحي وسورية كانت من بين هذه الدول وحققت نموا بنسبة 12% رغم هذه الأزمة المالية والتأثيرات الاقتصادية على الدول التي تعد مصدرا للسياح، وسورية الآن هي مقصد صاعد للسياحة ولديها مؤهلات جذب سياحة كبيرة جدا وبناء على المؤشرات المحققة حتى الآن يتوقع جذب 8 ملايين سائح العام الحالي.
عادة ما يرافق هذه المقومات السياحية عامل أساسي يخدم القطاع السياحي وهو الأمن، والزائر لسورية يلمس هذا الأمر بشكل واضح، بنظرك إلى أي حد يساعد هذا على استقطاب السياحة إلى سورية؟
وفقا لتقارير مجلس السياحة والسفر العالمي، أوضح ان تأثير الجريمة أو الارهاب على السياحة في سورية كان صفرا وكانت الدولة رقم 1 عالميا، حيث أكد على وجود أمن وأمان في سورية، وأشير هنا إلى أن هذا العامل مهم جدا فالسائح يجب أن يشعر بالأمان في البلد الذي يزوره وهذا التقرير بين بشكل واضح ومن جهة مستقلة وحيادية انه لا يوجد أي تأثير من الناحية الأمنية على الاعمال السياحية.
هناك مؤهلات سياحية كبرى في سورية، لكن هناك نقصا في تطويرها ما المعوقات التي تحول دون ذلك؟
قطاع السياحة هو قطاع معقد وصعوبة العمل في هذا القطاع تكمن في أنه يتشابك مع قطاعات أخرى بشكل كبير وإذا تحدثنا على سبيل المثال عن المعابر الحدودية والمطار فهذه لا تتبع لوزارة السياحة والوصول إلى هذه المرافق يرسم الانطباع الأول لدى السائح إن كان جيدا أو العكس وهذا من الصعب تغييره لكن أي أثر إيجابي سيغطي على أمور أخرى إن حدثت.
وحاليا في سورية هناك المجلس الأعلى للسياحة برئاسة رئيس الوزراء م.محمد ناجي عطري ويضم جميع الوزارات المعنية بالسياحة، والمجلس اضافة الى اللجنة الدائمة للسياحة يقومان بحل أغلب المشاكل التي ترتبط بقطاع السياحة والمتعلقة بقطاعات أخرى وتقع تحت سلطة هذا القطاع، ومشكلة المعوقات لا تقتصر على السياحة في سورية فقط فهي موجودة في كل الدول التي يتداخل فيها عمل وزارة السياحة مع عدة وزارات أخرى وهذا يفرض التنسيق الكبير مع هذه الجهات ونحتاج إلى عمل كبير لتحسين واقع الخدمات وكذلك الرفع من الوعي العام لدى المواطن أيضا والوزارة تعمل على برنامج مخصص لهذا الغرض والزيادة من مستوى المعرفة والاهتمام بالسياحة لخلق جو مناسب للسائح، علما أن الإنسان السوري بشكل عام يتميز بموروث ثقافي وحضاري وود وحفاوة اكتسبها بالطبيعة وأصبحت هذه سمات أساسية تميز المجتمع السوري.
ما حجم الاعتماد المالي المخصص للخطة الخمسية المقبلة لتطوير القطاع السياحي في سورية؟
تم تخصيص نحو 33 مليار ليرة سورية لهذا القطاع أي ما يعادل 700 مليون دولار تقريبا، وهذه الموازنة الاستثمارية تشمل الترويج واعداد دراسات للمناطق السياحية الجديدة وتنفيذ هذه الدراسات وايضا تطوير البنى التحتية في المناطق التنموية، حيث نواجه مشكلة تكمن في تركز الاستثمارات السياحية في 6 محافظات وباقي المناطق تشملها نسبة 6% من هذه الاستثمارات رغم انها تمتاز بتنوع طبيعي ووجود الآثار المختلفة، لكن لا توجه فيها استثمارات ما سيزيد الاهتمام بها وستقوم الوزارة بإعداد دراسة للبنى التحتية وبعد ذلك سيتم طرح الاراضي كمشاريع للقطاع الخاص ما سيجلب سياحة اكثر لها.
نلاحظ توجها للاهتمام بقطاع السياحة في سورية خلال السنوات الأخيرة ما سر هذا التوجه؟
الاهتمام الحكومي يبين أن الاعتماد على ان القطاع السياحي هو محرك للاقتصاد الوطني منذ 6 سنوات ما يفرض اهتماما كبيرا وزيادة في الموازنات وحل مشاكل هذا القطاع وغيرها، إضافة إلى النجاحات الديبلوماسية الكبرى لسورية التي ساهمت في هذا التطور الذي حدث في الاستثمار السياحي في سورية.
طريق الحرير
قال المدير العام للتطوير والتسويق السياحي في وزارة السياحة السورية بسام بارسيك ان مهرجان طريق الحرير الذي دأبت الوزارة على تنظيمه منذ 9 سنوات هدف الى إبراز ان سورية وتدمر خاصة محطة للقاء القوافل التجارية التي كانت تعبر الى الصين واليابان وشبه الجزيرة العربية وشمال اوروبا وكذلك القوافل البحرية من أوروبا والقادمة من الشرق فكانت هذه القوافل تضم الشعراء والموسيقيين والتجار والفلاسفة، مضيفا ان هذا التجمع يسمح بوجود حوار ثقافي وحضاري للاستفادة وتبادل التجارب، مشيرا الى ان الهدف من إقامة هذا المهرجان هو لقاء الموسيقيين من دول «طريق الحرير» لعزف موسيقى بطريقة ارتجالية، حيث تم في مهرجان العام الماضي دعوة عدد كبير من الفنانين من مختلف المشارب الموسيقية لإحياء ما كان يكتنزه طريق الحرير، مؤكدا ان نتائج المهرجان كانت باهرة فنيا وجماهيريا.