تعـــــددت الأسبــاب والنتيجة واحـــــدة «خسـائر».. بتلك الجملة بدأ التقرير الأسبوعي لشركة وضوح للاستشارات الاقتصادية مستندا إلى استمرار الأداء السلبي لسوق الكويت للأوراق المالية وذلك للأسبوع الثاني على التوالي، حيث أغلق المؤشر هذا الأسبوع على نحو سلبي وذلك عند مستوى 7.254.8 نقطة محققا خسائر أسبوعية بمقدار 129.7 نقطة أي ما يعادل 1.76% وذلك بالمقارنة مع إغلاق الأسبوع السابق والذي كان عند مستوى 7.384.6 نقطة.
وذكر أنه لو نظرنا إلى الأداء العام للسوق هذه السنة نجد أن أعلى المكاسب التي حققها المؤشر كانت 8.1% وذلك عندما بلغ المؤشر مستوى 7.575 نقطة في السابع من شهر أبريل الجاري، وبعد أن أقفل مؤشر السوق في آخر جلسة له عند مستوى 7.254 نقطة، يكون المؤشر قد فقد ما مقداره 320 نقطة وما نسبته 4.22% وذلك من أعلى نقطة بلغها خلال هذا العام، وليكون إجمالي المكاسب التي تحققت منذ بداية العام حتى آخر إغلاق 3.6%.
واللافت للنظر في تداولات الأسبوعين الماضيين تسارع وتيرة تراجع المؤشر ليكون الهبوط بشكل رأسي بدلا من التراجع التدريجي، ليعيد إلى الأذهان الأيام العصيبة التي شهدها السوق في العامين الماضيين. أما عن الأسباب وراء هذا التسارع فذكر التقرير أن التراجعات لاتزال قائمة.
ومن الأسباب التي أدت إلى تسارع وتيرة البيع أيضا تعرض السوق للعديد من المفاجآت السلبية مثل عدم توصل أجيليتي للتسوية مع الحكومة الأميركية، وفشل مجموعة الرابطة في الفوز بالمناقصة المطروحة من قبل القوات الأميركية، وغير ذلك من الأحداث السلبية التي حدثت مؤخرا والتي أدت إلى تعزيز حالة عدم الثقة وإلى إشاعة أجواء التشاؤم وبلوغها الذروة بين أوساط المتعاملين، وكنتيجة لذلك وتجنبا لفقدان معظم المكاسب وقبل العودة مرة أخرى إلى مستويات العام 2009، أصبح هناك توجه عام لدى المتعاملين نحو التسابق تجاه البيع للخروج بأقل الخسائر ومحاولة الاسترداد والشراء مرة أخرى بأسعار رخيصة أو على الأقل حتى تتضح الرؤية مرة أخرى حول النتائج المالية والتوجهات السعرية للأسهم.
النظرة الفنية للسوق
التقرير السابق لـ «وضوح» حاول الإجابة عن سؤال مهم يدور حول: أين سيتوقف الهبوط؟ وذكر أن الهدف القادم سيكون تحديدا عند مستوى 7.220 نقطة وبالفعل تراجع المؤشر من مستوى 7.384 نقطة وتم الإغلاق في الجلسة الثالثة من تداولات الأسبوع عند مستوى 7.240 نقطة.
فنيا كان الضعف واضحا على أداء السوق على مدى شهر بدءا من عدم قدرة المؤشر على تجاوز مقاومات رئيسية بالإضافة إلى التحرك بشكل عرضي ضمن نطاق ضيق، ولكن ما عزز تسارع وتيرة التراجعات هو أن المؤشر لم يكن محمولا على متوسطات أساسية مثل 50 و100 و150 حتى 200 يوم وبالتالي أصبح دعم المتوسطات مفقودا تماما. ولذلك كان الارتداد هذه المرة قاسيا وحادا.
إن المعطيات الفنية قد تغيرت خصوصا بعد كسر المؤشر نزولا عند مستوى 7.430 نقطة للقناة الصاعدة التي تشكلت من بداية شهر ديسمبر الماضي الأمر الذي يتطلب القيام بإعادة نظر وبشكل كامل حول نظرتنا الفنية للمرحلة القادمة، وعلى الرغم من تلك التغيرات فإنه من المرجح تعرض المؤشر لموجات تصاعدية مؤقتة تستهدف الوصول إلى مستوى 7.350 نقطة مرة أخرى إلا أن ذلك لن يدوم طويلا وسرعان ما سيعود المؤشر ويستأنف الموجات الهبوطية التصحيحية التي تستهدف مستوى 7.192 نقطة بصفة مبدئية، علما بان تلك التراجعات تأتي تحت بند التحركات التصحيحية المؤقتة، التي يتوقع أن تنتهي ويعاود المؤشر الارتفاع مرة أخرى عندها سيكون لنا حديث آخر ولن نستبق الأحداث.