- مشاكل الاستحقاقات ستدفع الشركات العقارية إلى إعطاء مميزات كبيرة حتى تتمكن من سد الشواغر في أقرب وقت
توقع تقرير للشركة الكويتية التخصصية للاستشارات العقارية أن يتوقف السوق العقاري الكويتي عن إنشاء ناطحات السحاب والبنايات العملاقة خلال السنوات الخمس المقبلة نظرا لتجاوز المعروض من المساحات التجارية المطلوب بنسبة تجاوزت 50%.
وأشار التقرير إلى أن ناطحات السحاب والبنايات الشاهقة الجديدة في الكويت التي وصل عددها إلى ما يقارب الـ 55 ناطحة سحاب وبناية يتجاوز عدد طوابقها الـ 15 طابقا، أغلبها قيد التنفيذ والبعض الآخر بدأ فعليا العمل على تأجيرها.
ولفت التقرير إلى أن الشركات المطورة للمشاريع العقارية من المؤكد أنها ستواجه مشكلة كبيرة في تسويق المساحات التجارية خلال النصف الثاني من 2010 نظرا لأن أغلب المشاريع العملاقة سترى النور وسيكون من المرجح أن تلعب شركات التسويق دورا في خطف أبصار المستأجرين لمميزات عقاراتهم سواء بالعروض أو الأسعار.
تحديات جديدة
وتعليقا على ذلك قال رئيس مجلس الإدارة في الشركة محمد سلطان إن السوق العقاري الكويتي مازال صامدا أمام التحديات التي من شأنها ان تؤثر على قطاع يعتبر من أهم القطاعات الحيوية في البلاد، وذلك رغم التراجع الملحوظ سواء في عمليات البيع أو الشراء خلال النصف الأول من العام الحالي، ورغم ضآلة السيولة فلاتزال تشكل هاجسا، بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي في البلاد، وتوجه كثيرا من الشركات إلى تخفيض تكاليفها وشح السيولة المتوافرة، بالاضافة إلى ما تم تشريعه من قوانين أعاقت حركة التداول في السوق.
ورجح سلطان أن تحمل المرحلة المقبلة الكثير من التعقيدات في القطاع رغم محاولات الحكومة تعديل المسار للقطاع ممثلة في وزارة التجارة والصناعة بتشكيل لجنة تختص بدراسة تنظيم السوق وتطويره.
مشاكل السوق العقاري
وأكد أن أبرز المشاكل التي ستؤثر على القطاع العقاري «العقار التجاري» تتمثل في ضخامة المعروض من ناطحات السحاب الجديدة قيد التنفيذ والتي تمثل نقــلة نوعية في تاريخ الكويت المعماري، وسيكون على مطوري تلك الأبراج البحـــث عن مســــتأجرين من شركات وأفراد في مصارعة الاقتصاد للخروج من الركود والأزمة وصعوبة التمويل.
وذكر أن أكثر البنوك الكويتية نشاطا وخبرة في دراسة أوضاع سوق العقار توقعت زيادة المعروض من المساحات المكتبية على الطلب خلال العام الحالي قبل أن تكون الأزمة المالية العالمية وتداعياتها المحلية في مدار التوقعات، فكيف ســيكون الحال بعد الأزمة؟ خصوصا عند الأخذ في الاعتبار أن مستــويات الإيجارات هوت بشدة خلال أشهر الأزمة، حتى قبل أن تدخل دفعات كبيرة من المســاحات الجديدة من المشاريع قيد التطوير إلى سوق المعروض، مما يدفع إلى الاعتقاد بأن المزيد من فائض المعروض سيــظهر إذا لم تسجل زيادة كبيــرة للغاية في الطلب، والتي لا تعوض الانخفاض الذي سجل خلال الأزمة فحسب بل تواكب الزيادة في المعروض أيضا.
وأكد أن مئات الآلاف من الأمتار المربـــعة من المساحات تضاف إلى المعروض فيما أن زيادة الطلب لا تتجاوز 50 ألف مــتر سنويا، وأن استيعاب المعــروض الجديد من المستحـــيل أن يتحــــقق دون تشـــجيع الاستثمار الأجنبي، خصوصا أن الطلب على العقار التجاري انخفض خلال العامين الماضيين بأكثر من 30%.
متوسط إيجار المتر
وأشار سلطان إلى أن متوسط إيجار المتر المربع المكتبي انخفض إلى 6 دنانير ويمكن أن ينخفض أكثر إذا ظلت الأوضاع على حالها خلال العام الحالي.
وأكد سلطان أن شركات التسويق العقاري ستواجه تحديا جديدا من نوعه خلال النصف الثاني من العام عندما ستكلف بعمل خطط مناسبة لسد الشواغر الموجودة حاليا وبكثافة في البنايات وناطحات السحاب الشاهقة.
وبين سلطان أن الشركات العقارية ستسعى خلال حملة تسكين شواغرها إلى إعطاء مميزات كبيرة حتى تتمكن من سد الشواغر في أقرب وقت ممكن لتفادي مشاكل قد تكون في غنى عنها، ومنها مشاكل الاستحقاقات.