أشارت شركة الأولى للوساطة المالية في تقريرها الأسبوعي إلى أن سهم شركة الاتصالات المتنقلة «زين» استحوذ وحده على 20% من إجمالي قيمة تداولات سوق الكويت للأوراق المالية خلال جلسات الأسبوع الماضي، بما يعادل 26.6 مليون دينار من إجمالي 131 مليونا. فيما شكلت «زين» وشركة الساحل نحو 25% من قيمة التداولات، بقيمة 32.2 مليون دينار، وهو ما رأى فيه التقرير انه يحمل بين طياته تأكيدا إضافيا من أن «زين» تقود السوق صعودا ونزولا.
وقال التقرير إن ما يمكن استنتاجه من نشاط عمليات تداول الشركة التي ساهمت في اضافة نحو 257 مليون دينار إلى القيمة السوقية للبورصة خلال هذه الفترة ليرتفع إجمالي القيمة السوقية إلى 31.132 مليار دينار بما نسبته 1.33% مقارنة بنهاية الأسبوع قبل الماضي، أن هناك تركزا بدأ يتزايد أخيرا على السهم من قبل بعض المحافظ المالية والمستثمرين أصحاب النفس الطويل.
وأضاف التقرير أن المستثمر استجاب للتوقعات باسترداد آفاق التعافي المرتقبة لسهم «زين» حتى نهاية العام دون التقيد بحال السوق ما إذا كان سيتناغم مع توقعات كهذه أم سيجنح عنها. وبين أن عمليات الشراء على سهم الشركة استمرت طوال الأسبوع بالتركيز نفسه تقريبا، خصوصا ان الاقفالات المدفوعة من صناع السوق والتي قد بدأت مبكرا هذا الشهر ساهمت من ناحيتها في الحفاظ على ثبات السهم.
وأفاد التقرير بأن تحرك سهم «زين» النشط خلال الأسبوع الماضي اتكأ على أكثر من معطى، بعضه مقرون بتصريحات موثقة على لسان مسؤولين في الشركة تتعلق بإستراتيجية التوزيعات النقدية عن العام الحالي، وخطة طموحة لتطوير النشاط التشغيلي. وقال التقرير ان ارتفاع معدلات الأصول السائلة في يد الشركة عبر مستويات السيولة المتأتية من انجاز صفقة بيع أصول إفريقيا، عكس إشارات مغرية حول مستويات العوائد المجزية التي سيحصل عليها مساهمو «زين» خلال العامين المقبلين، تلك الإشارات تعاظمت ردتها أخيرا بعد أن أكدها رئيس مجلس الإدارة اسعد البنون خلال مؤتمر الإعلان عن إتمام الصفقة ان توزيعات 2010 ستتجاوز 200 فلس للسهم الواحد. وهو ما دعا العقليات الاستثمارية التي تجد صعوبة في المساهمة في أسهم غير واضحة إلى التحول لـ «زين» وشركاتها التابعة بشكل اكبر، مفضلة بدل الراحة الوهمية السعي وراء الربح السريع والتركيز أكثر على الأسهم المبشرة بالخير.
وأوضح تقرير الشركة أن صانع السوق كان له دور في تعاملات «زين»، فمن نافلة القول ان شركة الاستثمارات الوطنية لديها محافظ نشطة وتتمتع بثقة كبيرة من المستثمرين، وهو ما أنتج تكوينا بين الأخبار الايجابية على الشركة والقاعدة العريضة من المستثمرين حيث تمت الاستفادة بزيادة عمليات الشراء على سهم الشركة.
وأضاف التقرير أن ارتفاع القيمة السوقية لـ «زين» ساهم من ناحيته في استحواذها على خمس تداولات السوق، فمع نهاية تداولات جلسة الخميس بلغت القيمة السوقية للشركة نحو 4.9 مليارات دينار، لا يمكن إغماض العين عنه، كما أن بعض التغيرات التي جرت على ملكيات الشركة كان لها تأثيرا في كثافة التداول بغض النظر عن الجهة التي اشترت السهم.
وأفاد التقرير بأن من الاعتبارات التي عززت المراكز التي حققها سهم «زين» طوال جلسات الأسبوع الماضي والأسهم التابعة تجاوز الشركة لمخاطر الائتمان مقابل العديد من الشركات التي لاتزال تعاني من ضيق السيولة بعد أن شهد معيار الرفع المالي ما بين حجم الالتزامات القائمة على الشركة وحقوق المساهمين لديها تحسنا ملحوظا بإتمام صفقة أصول «زين أفريقيا»، وتخفيض معدلات انكشافها على الجهات الدائنة المحلية والخارجية بمعدل قارب 4 مليارات دولار. وهو ما زاد من قناعة المستثمر بان من يدخل «زين» ليس عليه إبقاء أحزمة الأمان مشدودة.
وقال التقرير إن ارتفاع مستويات السيولة وان كان استثنائيا حقق درجة من الاطمئنان لدى المستثمر حول قدرة الشركة في مواجهة أي التزامات طارئة تتعلق بالنشاط التشغيلي، وهنا قد يجني المستثمر بعض العوائد الإضافية من وراء القدرة على استمرار التوسع في النشاط التشغيلي غير تلك المتوقعة على لسان المسؤولين.