- تركي: أرضينا جميع الأذواق من خلال التحميص المحترف لأنواع القهوة النيبالية والهررية والتركية
محمد راتب
في عالم القهوة، يصعب إرضاء جميع الأذواق، فالطعم الذي يستهوي بعض الضيوف لا يعني بالضرورة أن يرضي البعض الآخر، لكن ثمة عوامل تجعل من القهوة التي نقدمها عنوانا للمذاق الفاخر والنكهة الأخاذة، وفي هذا السياق، حققت مطاحن نسيم الصباح نجاحا في إرضاء أذواق المجتمع الكويتي من مواطنين أصليين ومقيمين وافدين، فمجموعة المحامص والمطاحن التي أسست عام 1982 كشركة متخصصة في القهوة والهيل، استطاعت ببراعتها وخبرتها الوصول إلى كل ديوانية في أرجاء الدائرتين الخامسة والرابعة، وها هي اليوم تتوسع في فروعها لتصل إلى المناطق الداخلية من الكويت وذلك بعد السمعة الطيبة التي حققتها على مدار العقود الثلاثة الماضية.
ويشير مدير عام مطاحن نسيم الصباح محمد عبدالهادي عايض تركي في لقائه مع «الأنباء» إلى أن القهوة العربية تأخذ الجاذبية الرئيسية في الجزيرة العربية ودول الخليج والدول العربية الشقيقة، بل ان للقهوة ارتباطها التاريخي بكرم الضيافة وما تحمله من معان عديدة سامية توارثها العرب منذ قديم الزمان، ومن ثم اصبح فنجان القهوة العربية هو أول ما نستقبل به الضيوف في جميع المناسبات الخاصة والعامة.
ويلفت تركي إلى أن الحفاظ على تراث القهوة العربية وقبوله في أوساط المجتمع الكويتي والخليجي بات أمرا ملموسا من قبل النساء ولم يعد حكرا على الرجال، لأن هذه القهوة باتت تمثل طابعا تراثيا يعطي دلالة على الترحيب بالضيوف وإظهار الحفاوة بهم لاسيما إذا كان ذلك مقترنا بالبشاشة في وجه الضيف والتي ترتسم مع تقديم فنجان القهوة الفواحة.
ويشير تركي إلى أن الشركة سارت منذ افتتاحها على تقديم أعلى معايير الخدمة إلى الزبائن مما مكنها من استقطاب الكثير من هواة القهوة بجميع أنواعها، ومع مرور السنوات تم تأسيس أكثر من 5 فروع في الجمعيات التعاونية، وشعار مطاحن النسيم هو «أجود أنواع البن الطازج يوميا»، كما أننا برعنا في طحن البذور والحبوب وعرق الهيل والكركم والزنجبيل والحنا والسدر والمشاط وجميع البهارات.
ويضيف أن افتتاح المحلات التجارية لمطاحن النسيم باستمرار إنما يعتبر بمنزلة إرسال مفاهيم جديدة للتسويق وتلبية تطلعات الزبائن من مختلف الأعمار والفئات، مؤكدا حرصه على الوصول إلى المستهلك والتقرب منه لتوفير ما يحتاج إليه بدون عناء، وهذا ما دعاه إلى التوسع من خلال الجمعيات التعاونية لقربها من المواطنين.
شغف الزبائن
وعن بدايات الشركة يذكر تركي أن محامص ومطاحن نسيم الصباح تأسست منذ 1982 في سوق الفحيحيل عن طريق والده، حيث كان قائما على البيع والمنتجات وعلى العمل ككل، إلى أن توفي سنة 2003 فقام من بعده بإدارة المحلات، وتم في سنة 2004 افتتاح منفذ للبيع في جمعية الصباحية التعاونية، وآخر في القيروان سنة 2006، وبعدهما تم افتتاح محل في ضاحية عبدالله المبارك، وآخر في ضاحية صباح السالم، ومحل في ضاحية فهد الأحمد، وفي السنة الحالية 2011 افتتحت الشركة فرعها في أبوحليفة، وخلال مايو الجاري تم افتتاح فرع في كيفان.
ويضيف تركي ان الشركة تتطلع حاليا إلى افتتاح فرع في ضاحية السلام لتغطي منطقة جنوب السرة، ومن ثم تفكر في مناطق المرقاب والقادسية لتغطي المناطق الداخلية بعد أن تم استيعاب الدائرتين الخامسة والرابعة، معتبرا أن هذا ليس إلا دلالة واضحة على تقبل الزبائن لهذه القهوة، فعندما يتم تقديم المنتج بالشكل الأفضل، فإن الزبون يستقبله بشغف ويسأل عنه في كل مكان، وهذا ما جعل الشركة تتقرب إلى الزبون في مكان سكنه، حيث إن أفضل مكان للتواصل معه هو الجمعيات التعاونية.
القهوة الشقراء
وعن ميزات القهوة بأنواعها يذكر تركي أن القهوة العربية «الشقراء» تتميز بطريقة التحميص ومذاقها المميز كقهوة عربية أصيلة، بخلاف القهوة التركية والفرنسية والأنواع الأخرى، كما أن مطاحن ومحامص نسيم الصباح تتميز بالقهوة الهررية التي يتم استيرادها من الحبشة وتشهد إقبالا لافتا من الزبائن في مناطق الفحيحيل والصباحية وعبدالله المبارك، إضافة إلى القهوة البرية اليمنية والتي لها محبوها المميزون لأن طريقة عملها وتحميصها خاصة جدا، بالإضافة إلى الهيل الهندي الأصلي النقي وجميع أنواع الهيل الأميركي ودرجاته المختلفة لرضاء المستهلك.
ويؤكد تركي أن القهوة العربية تأتي في المقدمة، وبعدها جاءت القهوة التركية لتضيف نكهة جديدة وأساسية إلى عالم القهوة، ثم تعرف الناس إلى القهوة الفرنسية لتفوح برائحتها المميزة، كما أن هناك القهوة الإيطالية واليونانية.
ويضيف أن أكثر ما يقبل عليه الزبائن هو القهوة النيبالية، والتي لها زبائنها والمعروفة في الكويت منذ زمن بعيد، حيث كان التجار يستوردونها عن طريق الهند، ثم توارثها الآباء عن الأجداد، وهو تراث لا يمكن الاستغناء عنه.
منافسة شديدة
وفي ظل وجود سوق يعج بالمطاحن في الكويت مما أدى إلى حدوث منافسة شديدة، يلفت تركي إلى أن لكل مطحنة ذوقها وزبائنها الذين لهم اختياراتهم، مؤكدا أن الطعم المميز في القهوة والطريقة الخاصة في التحميص والطحن، «هو ما يميزنا عن الآخرين» وهذا ما جعلنا نرضي جميع الأذواق بالنسبة للقهوة، لافتا إلى أن جميع الفروع تبيع مختلف أنواع القهوة إضافة إلى الهيل الأميركي وكذلك الهيل الهندي الذي له زبائنه، نظرا لطعمه المميز تماما وعبقه الأخاذ مقارنة بالهيل الأميركي، في حين أن بعض الفروع تبيع المكسرات لكنه ليس خط إنتاج رئيسيا بالنسبة للشركة.
ويوضح تركي أن العديد من المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة وكذلك فنادق من فئة الـ 5 نجوم القريبة من المركز الرئيسي للمطاحن مثل الهيلتون وغيره، مشيرا إلى أن الشركة تأمل الوصول إلى المؤسسات الحكومية والشركات التي تتخذ من «الديرة» مقرا لها، مع افتتاح عدة أفرع في المناطق الداخلية قريبا.
وفي ختام حديثه، توجه تركي بالشكر إلى رؤساء مجالس إدارات الجمعيات التعاونية والمؤسسات الحكومية ووزارات الدولة على تعاونهم مع مطاحن ومحامص نسيم الصباح.