غزة تلك البقعة العزيزة من الأرض والتي حمل اسمها عبر الدهور معاني تدل على ما تعرضت له طوال تاريخها من المنعة والحصانة والتصدي للغزاة، حتى أصبح اسمها أكبر دلالة على تاريخها.
إلى هذه الأرض العزيزة كان لابد أن يقودنا الواجب والشوق كما يقودنا المصير، لنجد أنفسنا فيها للمرة الثانية خلال عام واحد.. وفد من جمعية «الصحافيين» يمثل تيارات وتوجهات متنوعة من فئات الشعب الكويتي اجتمعت على هذه البقعة العزيزة من الارض بدافع الواجب وبدافع الرغبة في تقديم العون ومد يد المساعدة لا كعمل خيري لكن كما تمتد يد الجسد لتداوي الجرح.
بدأت الرحلة من مطار القاهرة إلى مدينة العريش انتهاء بمعبر رفح البري حيث استقبلتنا السلطات المصرية المختصة بالترحاب وسهلت مهمتنا بما رفع من توقعاتنا وزاد من آمالنا في نجاح المهمة التي اضطلعنا بأدائها في غزة، فلها كل الشكر. وقد سارت الأمور على خير ما يرام نتيجة للتنسيق الذي قامت به السفارة الكويتية في القاهرة في التجهيز الاستباقي للزيارة، وهو جهد يستحق التقدير.
تمثلت مهمتنا في الاقتراب من الاوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في ظل الحصار الإسرائيلي الظالم المفروض عليه، ورؤيتها رأي العين لنطلع عليها ونحدد ما الذي يمكننا أن نقدمه لتخفيفها بانتظار زوالها.
وعندما أصبحنا داخل غزة، استقبلنا الغزاويون بحفاوة بالغة وابتسامات صادقة على الوجوه، لدرجة أن كثيرا من الغزاويين رفعوا العلم الكويتي فوق أسطح منازلهم تعبيرا عن شكرهم وحفاوتهم بالوفد الكويتي وما يمثله أميرا وشعبا وحكومة.
ومن حسن الحظ تزامن الزيارة مع افتتاح عدة مشاريع إغاثية واسكانية في القطاع قامت بها هيئات كويتية خيرية هي: الهيئة الخيرية الاسلامية وجمعية احياء التراث الاسلامي وجمعية الاصلاح الاجتماعي، من خلال جمعية الرحمة العالمية وجمعية دار الكتاب والسنة في قطاع غزة. منذ بداية وصولنا، سعينا الى اقامة اتصالات ولقاءات مع مختلف القوى والفئات التي تعيش في قطاع غزة، لنتفهم احتياجاتهم ونطمئنهم بأننا سنبذل أقصى ما يمكننا لنمنحهم ما يحتاجون من إصلاح وأعمال ومساعدات إغاثية.
أما ما تم تقديمه وانجازه من مشاريع فقد قامت به جمعيات وهيئات خيرية كويتية في مجالات مختلفة تتراوح بين بناء وترميم المنازل وإنشاء مخابز ومساجد ومدارس ومزارع تعين أهالي قطاع غزة على الصمود وتسد احتياجاتهم الحياتية.
عموما ما شاهده أعضاء الوفد الصحافي الكويتي على أرض الواقع يثلج الصدر لأنه نابع من إحساس الكويت وأهلها بالواجب والمسؤولية العربية والاسلامية إزاء القضية الفلسطينية بشكل عام.