محمد هلال الخالدي
استذكر النائب السابق في مجلس الأمة سيف العازمي ذكريات الغزو العراقي الغاشم على الكويت في أغسطس 1990، واسترجع مع «الأنباء» الكثير من الذكريات حول مأساة الغزو وفرحة التحرير.
وقال العازمي: انه تلقى خبر الغزو فجر الخميس الدامي مثل معظم الكويتيين بصدمة وحزن، وحاول مع بعض الأقارب أداء الواجب الوطني حيث توجهوا للمخفر طلبا للسلاح أو أداء أي واجب يطلب منهم، ثم انشغل مع والده في تأمين متطلبات الحياة في بداية الأمر، إلى أن اضطروا للخروج من الكويت إلى المملكة العربية السعودية، والتي كانت نعم الأخ الأكبر في تلك المحنة الكبيرة، وقال إن أهل الكويت جميعا لا يمكن أن ينسوا الموقف التاريخي الكبير للملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، حين فتح قلبه وبلاده لنا، وسجل بأحرف من نور كلمته المشهورة حين قال «يا ترجع الكويت وإلا تروح السعودية معها»، كما لا ينسى أهل الكويت الموقف الكريم من أشقائنا في السعودية وبقية دول الخليج، حين فتحوا لنا بيوتهم وأكرمونا حتى لم نشعر بأي غربة، بل كنا بين أهلنا فعلا.
الكويت والسعودية
وأضاف العازمي أن يتذكر حين رافق خاله والتقوا بأمير المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية آنذاك سمو الأمير محمد بن فهد آل سعود، واستمع لكلماته المؤثرة والتي أثبت فيها أن الكويت والسعودية شعب واحد وبلد واحد.
كما استذكر استشهاد أعز أصدقائه وهو الشهيد مشعل سعود العازمي الذي توفي بسبب قصف الصواريخ التي أطلقها المقبور صدام حسين على الرياض خلال فترة الاحتلال.
وحول ذكريات التحرير، قال العازمي كنا نسكن في إسكان القطيف التي منحتها للكويتيين الحكومة السعودية مشكورة، وكنا نتابع أولا بأول مجريات الأحداث، ولا شك أننا فرحنا أشد الفرح عند بدء الهجوم الجوي، وفرحنا فرحة لا توصف عندما أعلن عن تحرير الكويت، مضيفا أن الإنسان بلا وطن لا قيمة له، والكويت هي أمنا ووطننا الغالي الذي نفديه بالروح والأموال والأولاد، فليس هناك أغلى من الكويت على قلوبنا.
تجربة مؤلمة
وتابع أنه حاول دخول الكويت منذ الأيام الأولى للتحرير، لكن تم منعهم بسبب خطورة الوضع خاصة مع انتشار الأسلحة والألغام وكذلك بسبب الدخان الكثيف الناتج عن حرق الآبار.
ويضيف العازمي: إن أبرز ما لفت انتباهه بعد دخول الكويت بعد التحرير هو كثافة الدخان الأسود، وكذلك انتشار المخلفات العسكرية العراقية على جوانب الطرق، وانتشار نقاط التفتيش العسكرية والتي لم نتعود عليها في الكويت، فالكويت بلد مسالم وأهل الكويت أهل محبة وسلام.
وقال العازمي: انه بعد عودتهم للكويت باشر تفقد الجيران وأهل المنطقة بعد أن انقطعت الاتصالات بهم منذ الاحتلال الغاشم. وحول جهود إعادة الإعمار وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد التحرير، قال العازمي إن تجربة الاحتلال العراقي الغاشم لا شك أنها كانت مؤلمة وتسببت في كثير من الدمار، ولكن بفضل الله عز وجل ثم جهود المخلصين من أبناء الكويت وبتعاون كبير من أهلنا في الخليج والدول الصديقة، استطاعت الكويت أن تعود أفضل مما كانت عليه قبل الاحتلال، وتمكنت الفرق العاملة من إطفاء حرائق آبار النفط وتنظيف البلد من المخلفات العسكرية والألغام وإعادة إعمار الكويت بكل مؤسساتها ومبانيها التي تضررت، واستعدنا حياتنا ووطننا، وهذه نعمة كبيرة من الله عز وجل.
بطولات كبيرة
وأضاف العازمي أن تجربة الاحتلال العراقي والتحرير تستوجب علينا أن نذكر البطولات الكبيرة لكل من ساهم في تحرير الكويت، وعلى رأسهم أبطال التحرير صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، وسمو ولي عهده آنذاك الأمير الوالد رحمه الله الشيخ سعد العبدالله، وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي أرسى قواعد الديبلوماسية الكويتية منذ كان وزيرا للخارجية، وكانت لجهود سموه الأثر الأكبر لوقوف دول العالم معنا.
خطاب تاريخي
واستذكر العازمي كذلك الخطاب التاريخي لصاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، ووقوف ممثلي دول العالم في الأمم المتحدة وتصفيقهم الحار لسموه، قائلا إن هذا أكبر دليل على نجاح السياسة الخارجية للكويت. كما أكد أن أهل الكويت أثبتوا أنهم شعب واحد متحد وأنهم على يد واحدة خلف قيادتنا الحكيمة ومعدنهم يظهر عند الشدائد، وكان مؤتمر جدة خير دليل على وحدة الشعب أبناء الكويتي وتماسكهم وولائهم للكويت وحكامها.
اقرا ايضا