بقلم:أمل إسماعيل الأنصاري
أستاذ مساعد بقسم الإدارة والتخطيط التربوي بكلية التربية - جامعة الكويت
التعليم هو أساس ومحور التغيير في كل مجتمع، لن أستخدم مصطلح الدول المتقدمة، بل سأستخدم مصطلح الدولة المتطلعة الهادفة ذات الرؤية الموجهة لما تريد الوصول إليه من خلال نظامها التعليمي، والسبب في ذلك أن الجهود العالمية في المجال التربوي لم تقف كما السابق بتوافر الموارد المالية والمادية، بل أصبح وفق مبدأ جودة التحسين والإبداع في التغيير بالاستخدام الأمثل للموارد المتاحة.
أين الكويت من هذه الفلسفة؟! ونحن كتربويين نرى كل يوم تخبطاً في القرار التربوي، وزادت تخبطاً في ظل الأزمة الصحية العالمية الحالية، قرارات يقف العقل مذهولا بإقرارها، تجعلني أتأسف على حال الطاقم المدرسي الذي أنهكته هذه القرارات العشوائية من دون دراسة إمكاناتهم لدى التطبيق، وحال أولياء الأمور التي أصبحت شكواهم وتذمرهم سواء.
بدأ النظام التعليمي في الكويت بجهود شخصيات كويتية في سنة 1935 بمجلس تربوي مكون من ثلاثة عشر فردا، ولكن كانوا يمتلكون الرؤية والشغف نحو نشر العلم وفلسفة التعلم في المجتمع الكويتي، الذي دفع الدولة لاحقا في البدء بتأسيس قواعد النظام التعليمي في الكويت، بقيادات كانت لا تملك كل المعرفة والخبرة، ولكن امتلكت الرؤية والإحساس بالمسؤولية نحو تعليم كل طالب في الكويت بلا استثناء، استعانوا بأصحاب الخبرات المهنية المتمكنة في التخطيط والتنفيذ وليس بالخبرات الشكلية كما يحدث في الوقت الحالي.
إخفاقات وفشل وزارة التربية مستمر باستمرار القصور في الاهتمام باختيار قيادات تربوية لا تصلح لقيادة التعليم، والاستمرار أيضا في عدم وجود الرغبة الفعلية في إجراء إصلاحات تربوية وفق منهجية استراتيجية تتماشى مع تطلعات ورؤية الكويت المستقبلية.
الإصلاح التربوي قرار حان الوقت لاتخاذه مهما كلف الأمر، أعلم أنه ليس بالأمر الهين، ولكن مع وجود خطة تربوية قابلة للتنفيذ والتطبيق سنستطيع تحسين جودة التعليم في مدارسنا.