- جنود الاحتلال رفعوا في وجهي الرشاش أثناء ذهابي للصلاة وأخذوا 20 مصلياً من المسجد
- في منطقتنا بـ «الشعب» عذبوا 9 شهداء وقتلوهم في العراق.. وأخذوا أخي إلى السجن في الكويت
- لم نهتم بتلون ملابسنا من آثار حرق النفط وخرجنا نوزع الحلوى ونرفع الأعلام ونجوب شوارع الكويت
- جمعت منطقة الشعب كل الأطياف الذين تكافلوا وتعاونوا معاً
- أقول للجيل الجديد: ابتعدوا عن المشاحنات وتعلموا من الدرس
ليلى الشافعي
يتذكر نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الشعب التعاونية مطلق عبدالله السويلم ذكريات لا تمحوها السنوات، فيقول: قال الله تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)، وقال: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)، وأقول في البداية عن يوم التحرير هذا اليوم الذي كتب الله تعالى لنا فيه النصر، شعور لا يوصف شعرت بأنني ولدت من جديد واختلطت مشاعري بين السعادة والبكاء والتهليل والتكبير، كنا والأهل مرابطين طوال الليل والنهار نسمع الأخبار من الإذاعات المختلفة، الراديو لم يفارقنا من محطة الى محطة لنعرف الأحداث حتى بداية الضربة الجوية في 15/1 تسارعت الأحداث وكلنا أمل ان الكويت ستعود حرة، ويوم الانسحاب كان صوت الآليات غير طبيعي وجنود الاحتلال يحاولون الهروب وكان كل جندي يفتح اي سيارة ويحاول ان يهرب بها. طلعنا والأهل فوق الأسطح نكبر ونشكر الله تعالى ونهلل: اتحررت الكويت، يا الله، فيوم 26/2/1991 محفور في ذاكرتنا وفي قلوبنا يوم تحرير بلدنا الحبيب، وهل يصدق أحد ان يتحرر بلد في 7 أشهر تقريبا. وهذا بفضل أعمال الخير والتي يتميز بها أهل الكويت وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء».
وحول ما قام به يوم التحرير قال السويلم: وقتها شعرت بشعور لا يوصف اختلطت مشاعري بين السعادة والبكاء والتكبير والتهليل وخرجت مع الأهل في مسيرة الانتصار نعبر عن سعادتنا الغامرة بالتحرير. والفرصة كانت كبيرة لا توصف عندما دخلت قوات التحالف غطت الفرحة وقتها كل المآسي التي صادفتنا قبل التحرير
ولا أنسى ردة فعل الأهل وهم يضحكون ويبكون ويهللون ويكبرون، ونضم بعضنا البعض، وأسرع الأهل الى تنظيف المناطق السكنية من مخلفات الأسلحة وروحنا نطوف في الشوارع وأعلام الكويت كانت تزين السيارات والأبنية، وكنا نطلق الهرن تعبيرا عن الفرحة، والأطفال حملوا علم الكويت، وقمنا بتوزيع الحلوى على السيارات المارة حتى بعد ان تلونت السيارات من دخان النفط المحروق والدشاديش البيضاء اسودّت من الدخان وخرجنا نعبر عن فرحتنا.
وفي أسى، تذكر السويلم وقت الغزو الغاشم حين بدأ عمله في الجمعية ليساعد أهالي منطقة الشعب التي هي سكنه ويوصل الطعام للكويتيين في بيوتهم وتحدى القوات العراقية وفي طلعة له للذهاب للصلاة وكان في منطقة الرميثية عند اهل زوجته رفع جندي عراقي الرشاش في وجهه وقال لي امش وإلا اضربك الحين بالرشاش، ووقتها بلغني الاخ المسبحي الا اذهب للمسجد حيث اخذوا 20 مصليا من المسجد بالرميثية.
وكذلك في اول الغزو في 9/8 دخلوا البيت وأخذوا ابن عمي احمد السويلم وبعد التحرير وبعد المفاوضات رجع احمد.
ومن المواقف الأخرى كنا متواجدين في ديوانية الوالد في الشعب نسمع الأخبار طلبوا منا ألا نتواجد ورفض والدي وظلت الديوانية مفتوحة.
كما كان لدينا في منطقة الشعب 9 شهداء تعذبوا في العراق منهم مشعل الخليفي وطارق الياقوت وقتلوهم في العراق. كما اخذوا اخي للسجن في الكويت في شهر 11 لأنه قطع الحظر وطلع من البيت وتعرض للتعذيب 10 أيام.
وأضاف، موقف آخر عندما دخلوا شقتي وفتشوها كلها يسألون أين تضع الذخيرة.
ويوجه السويلم رسالة للشعب الكويتي قائلا: حافظوا على الكويت الأرض المباركة، أنعم الله تعالى عليها بموقعها الفريد بالبر والبحر، والحمد لله كل خير موجود بالكويت، حافظوا على النسيج الكويتي فنحن مررنا بغزو فتعلموا الدرس واتعظوا وحافظوا على درة الخليج بلدكم الكويت.
وشكر الدول الصديقة والشقيقة على دورها في تحرير الكويت وعلى رأسهم السعودية ومصر وأميركا. وقال: لا أنسى كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله - (إما نموت سويا أو نحيا سويا) ولا ننسى موقف الأمم المتحدة التي وقفت احتراما للشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، وسط التصفيق له. الحمد لله الذي قال (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) أراد الطاغية صدام الشر بالكويت ولكنه انقلب عليه وتم اصطياده من حفرة ثم السجن ثم الإعدام.
وأشار السويلم إلى أن منطقة الشعب كما جاء في احصائية كانت متجانسة يجمع بين سكانها التعاون والحب والتكافل الاجتماعي بين اطياف المجتمع وكانت كويتا مصغرة ومثالا يحتذى.
ونتمنى من الحكومة الرشيدة ان يكون اداؤها افضل للكويت وللشعب الكويتي وأدعو الشعب الكويتي للمحافظة على بلده وألا يتأثروا بالأحداث الإقليمية.
ونقول للجيل من مواليد 80-90 النعمة زوالة فابتعدوا عن المشاحنات والتراشق بالكلمات الذي يؤثر على نسيج الكويت، ونحن تعرضنا لدرس عرفنا منه العدو من الصديق فأرجو أن تكونوا يدا واحدة.
اقرأ أيضاً: