أسامة أبوالسعود
على انغام «ست الحبايب يا حبيبة.. يا أغلى من روحي ودمي.. يا حنينة وكلك طيبة.. يا رب يخليكي يا أمي» كان يوم الوفاء لمن ضحت بزهرة شبابها وأفنت عمرها في خدمة ابنائها، انها الأم ومهما بلغ التكريم فلن يفيها حقها، لكنها لمسة وفاء وعرفان بالجميل نظمتها لجنة المرأة بمجلس الجالية المصرية على مسرح البابطين مساء امس الأول تقديرا واجلالا لدور ست الحبايب.
وبهذه المناسبة القى القنصل حمدي شعبان كلمة نيابة عن السفير صلاح الوسيمي القنصل العام المصري بحضور السفير المصري طاهر فرحات واركان السفارة والقنصلية ومجلس الجالية وأبناء الكنانة في الكويت قال فيها: يشرفني في هذه المناسبة الجليلة – الاحتفال بتكريم الأم – ان اتوجه اليكم نيابة عن القنصل العام السفير صلاح الوسيمي قنصل عام جمهورية مصر العربية لدى الكويت والذي يعتذر عن عدم حضور هذا الحفل نظرا لظروف طارئة.
وتابع شعبان: ان احتفالنا اليوم يعتبر محاولة ولو بسيطة للتعبير عن مكانة الأم وفضلها، الأم التي حضت كل الأديان السماوية على اكرامها واجلالها وفاضت في الكلام عن خصالها وفضائلها الألسنة والكتب.
واكد ان الام هي مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حدود هي الايثار والعطاء والحب الحقيقي الذي يمنح بلا مقابل ويعطي بلا حدود، هي المصدر الذي يحتوينا ليزرع فينا بذور الأمن والطمأنينة، هي البلسم الشافي لجروحنا والمخفف لآلامنا، هي اشراقة النور في حياتنا، هي الرحمة المهداة من الله تعالى، ولن تكفينا سطور وصفحات لنحصي وصف الأم وما تستحقه من بر وتكريم وعطاء امتنانا لما تفعله في كل لحظة.
وتابع القنصل حمدي شعبان: ولقد عني القرآن الكريم بالأم عناية خاصة وقد أمر الله سبحانه وتعالى ببرها وحرم عقوقها وعلق رضاه برضاها كما أمر الدين بحسن صحبتها ومعاملتها بالحسنى ردا للجميل، قال تعالى (وقضى ربك الا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احسانا).
وختم كلمته بالقول: في الختام اوجه تحية اجلال واكبار، تحية حب ووفاء – من خلال الامهات الفاضلات المكرمات اليوم – لكل أم ضحت من أجل ابنائها وكافحت من اجل اسرتها وقامت بالدور الذي جعلها تحتل هذه المكانة العظيمة.
ومن جانبه القى الأمين العام لمجلس الجالية المصرية م.علي العلمي كلمة قال فيها: بادئ ذي بدء اعبر لكم عن سعادتي لوجودي بينكم للمشاركة في احتفال ذي نكهة خاصة، والذي يحرص مجلس الجالية على تنظيمه سنويا، وذلك لتكريم كوكبة من الامهات المثاليات، وتجسيد الاعتراف من خلال تكريمهن بفضل الام، هذا الفضل الذي اقرته الشريعة الإلهية واتفقت عليه كل الاديان السماوية ورسخه الذكر الحكيم والسنة النبوية.
وتابع العلمي: اننا عندما نتكلم عن الأم فانما نعني الوالدة والاخت والزوجة والابنة والعمة والخالة، فكل منهن ام وكل ام بالفطرة نبع للعطاء، وكل ام اذا ما اعددناها جيدا فقد اعددنا شعبا طيب الاعراق، نعم، فالمرأة هي نصف المجتمع، وهي في الوقت نفسه صانعة ومربية للنصف الآخر ولا يمكن للحياة ان تستقيم من دونها، ومن المستحيل الاستغناء عن دورها ولهذا فقد اعلى الله تعالى من شأنها وجعل الجنة تحت اقدامها.
واضاف: اقول للأمهات المثاليات المكرمات الليلة: ان ما تلقينه هنا من تكريم انما هو تعبير بسيط عن الامتنان والتقدير لجهدكن الذي بذلتنه عن طيب خاطر ودون انتظار لأجر واستطعتن ان تتحدين الظروف في صلابة وقوة مقرونة بالعزة، فحق علينا تكريمكن، واعذرونا ان كان التكريم رمزيا، لكنه يبقى رسالة امتنان منا لدوركن مع اولادكن فشكرا لكن من عمق القلوب، ويطيب لي من خلالكن ان اتوجه لكل ام مصرية بالتحية والتقدير اعترافا مني بدورها في المجتمع، وبكفاحها مع أسرتها، اما التحية الكبرى فهي للأم الكبيرة والعظيمة مصر الحبيبة التي انجبت العظماء رجالا ونساء واسهمت في حضارة العالم شرقا وغربا وجنوبا وشمالا وندعو الله تعالى ان يحميها من كل سوء ومكروه وان يديمها وطنا يعيش فينا مهما ابتعدنا عنه باجسادنا وان يجعلها دار أمن وأمان يدخلها الناس من كل فج ان شاء الله تعالى آمنين.
وهنأ العلمي جموع المصريين بعودة الرئيس حسني مبارك سالما معافى لارض الوطن الحبيب.
من جانبها القت مقررة لجنة المرأة عزة فؤاد كلمة قالت فيها: اهلا بكم في الامسية الطيبة التي تفوح جمالا وحنانا، فحسبي اننا جميعا نستشعر هذا الجمال وذلك الحنان في هذا المكان، وكيف لا والمناسبة التي نحتفل بها هي ادفأ مناسبة يمكن ان يجتمع عليها بشر، انها ذكرى يوم الأم، الأم التي اتى على ذكرها الذكر الحكيم، واوصى بها رسول البشرية الامين صلى الله عليه وسلم، وجادت لأجلها قريحة الشعراء بكل ما هو ثمين، وانحنى الكثير من الرجال العظام لها تقديرا وتوقيرا وتبجيلا، فتحية لكل أم مصرية شربت من نهر النيل فاعطت عطاءه، واكلت من نبت ارض وطنها فاطعمت فلذات اكبادها وفاء وحبا وحنانا.
واضافت: اعتدنا وتعودنا منذ سنوات ان تقوم لجنة المرأة في مجلس الجالية باعداد هذه المناسبة السنوية وسيكون هذا الاحتفال هو الاخير للجنة المرأة في ظل مجلس الجالية الحالي، الذي قاربت مدته على الانتهاء، وأملنا ان يستمر هذا التقليد الجميل الذي له من الدلالات الشيء الكثير، والذي يعني لنا جميعا ترسيخ قيمة انسانية كبيرة ويعكس قيم الوفاء، ويجسد معاني الحب الذي لا مثيل له، ولا يفوتني في هذا المقام ان استذكر بالحب والتقدير والرحمة انسانة عزيزة على قلوبنا جميعاً وهي الاخت سناء بدوي الأم التي لم تكن مثالية لاولادها فحسب، بل كانت كذلك لكل من كان يلجأ اليها من العمال البسطاء طالبا انصافه او مستجيرا بها بعد الله تعالى، فاللهم ارحمها واعف عنها وأسكنها فسيح جناتك.
واخيرا اتقدم بالتهنئة للاخوات الامهات المثاليات اللاتي استوفين شروط المسابقة وخضعن لتحكيم موضوعي وعادل وشفاف، وليتنا استطعنا تكريم كل الامهات، انطلاقا من قناعتنا بأن كل أم هي بالضرورة مثالية.