إعداد: محمد ناصر
تعتبر الكويت من أكثر الدول المانحة للمساعدات للشعب الفلسطيني على مدى الـ 60 عاما الماضية على مستوى القيادة السياسية والحكومية والشعب الكويتي على السواء.
ولا تقتصر مساعدات الكويت للفلسطينيين على الشعارات والكلام فقط كحال البعض بل تجد الشعارات طريقها للواقع عندما يرتبط الأمر بالكويت التي لم تنقطع يوما عن الدعم المادي والمعنوي للفلسطينيين رغم الخلافات السياسية الحادة في بعض المراحل.
فالقضية الفلسطينية وما يتعرض له الفلسطينيون هناك ظلت في قلب كل مواطن كويتي اذ تنوعت المساعدات التي قدمت بين مساعدات وهبات ومنح اضافة لمساعدات طبية واغاثية وغذائية ايمانا من الكويت بوحدة القضية.
فخلال 7 سنوات من قمة بيروت عام 2002 وحتى قمة دمشق 2008 تم تقديم 554 مليون دولار لدعم الشعب الفلسطيني وسنستعرض في هذا التقرير أبرز المساعدات التي قدمتها الكويت للفلسطينيين بدءا من عام 1993 حتى يومنا هذا.
- ـ 25 مليون دولار للمساهمة في تنمية وإعمار الأراضي الفلسطينية اثناء الاجتماع الاول للمجموعة الاستشارية الخاصة بالأراضي المحتلة في المقر الأوروبي للبنك الدولي في نوفمبر 1993.
- ـ مليون دولار للمساهمة بتمويل مشروع كندي يهدف الى لم شمل العائلات الفلسطينية في مخيم تل السلطان في غزة عام 1995.
- ـ 25 مليون دولار كمساعدة لمشاريع التنمية.
- ـ 80 مليون دولار كمساعدة في مؤتمر المانحين في واشنطن عام 1998.
- ـ 150 مليون دولار لصندوقي الأقصى والانتفاضة الفلسطينيين اثناء قمة القاهرة الطارئة في عام 2000.
- ـ 21 مليون دولار مبالغ حملة التبرعات لنصرة الشعب الفلسطيني عام 2002.
- ـ مليونا دولار مساعدات ومعونات انسانية عام 2004.
- ـ 3 ملايين دولار مساهمة لبناء مساكن لإيواء الأسر الفلسطينية التي تضررت بفعل الانتهاكات الاسرائيلية عام 2004.
- ـ 124 مليون دولار أثناء القمة العربية في الجزائر عام 2005.
- ـ 46 مليون دولار للمساهمة في صرف سلفات لموظفي الحكومة الذين لم يتقاضوا رواتبهم عام 2006.
- ـ 30 مليون دولار لمساعدة الشعب الفلسطيني عام 2006.
- ـ منحة 300 مليون دولار مساعدات للفلسطينيين في مؤتمر الدول المانحة في باريس عام 2007.
- ـ 80 مليون دولار بموجب اتفاقية وقعتها الكويت مع البنك الدولي لتقديم مساهمة لصالح صندوق دعم الفلسطينيين الذي يديره المجلس الدولي.
- ـ 34 مليون دولار لتغطية احتياجات منظمة الاونروا ضمن القمة العربية الاقتصادية في الكويت عام 2009.
- ـ 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية في مؤتمر اعادة اعمار غزة في شرم الشيخ في مارس 2009.
- ـ مليون دولار لتمويل عمل مؤسسة اغاثة اميركية للاطفال في غزة.
- ـ 50 مليون دولار لصالح صندوق للبنك الدولي لدعم الاصلاح وبرامج التنمية الفلسطينية في الشهر المنصرم تكون الكويت الثالثة عالميا والاولى عربيا بين ممولي هذا الصندوق.
وقد فصّل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح حجم المساعدات في اجابته عن سؤال النائب د.وليد الطبطبائي عندما أوضح ان المساعدات بلغت 554 مليون دولار خلال 7 سنوات، فقال: قامت الكويت بتسديد دفعات من هذا المبلغ وعلى فترات امتدت منذ عام 2002 وحتى تاريخه بلغ مجموع هذه الدفعات 196 مليون دولار، وعليه فإن المتبقي من هذا المبلغ هو 358 مليونا و400 ألف دولار لم تسدد، مع العلم ان دول مجلس التعاون وبعض الدول العربية الاخرى القادرة على السداد قد قامت بتسديد اجزاء كبيرة من حصصها المقررة.
مضيفا: خلال مؤتمر المانحين لدعم السلطة الفلسطينية الذي عقد في باريس بتاريخ 17/12/2007 تعهدت الكويت بتقديم منحة بمبلغ 300 مليون دولار لدعم مشاريع التنمية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال: قام الصندوق الكويتي للتنمية بوضع تصوره لكيفية سداد هذا المبلغ، وذلك على النحو التالي: 80 مليون دولار يتم سدادها وفق آلية البنك الدولي للاعمار والتنمية وهي هيئة دولية ذات خبرة عريقة في مجال التنمية والاعمار في الدول النامية. 80 مليون دولار وفق آلية الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي، حيث ان خبرته طويلة في التعامل مع منظمات المجتمع المدني ngo's.
90 مليون دولار وفق آلية البنك الاسلامي للتنمية وهي جهة ذات خبرة واسعة في تمويل المشاريع الخاصة بالحفاظ على الهوية الاسلامية والعربية في الاراضي الفلسطينية، خاصة في مدينة القدس، كما انها الجهة التي تدير صندوق الاقصى والانتفاضة، مشيرا الى ان جميع هذه المبالغ لتمويل مشاريع تنموية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويكون الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ممثلا عن حكومة الكويت في مقابل هذه الجهات.
وقال: بالنسبة للبنك الدولي للإعمار والتنمية فإن لديه صندوقا منشأ هو صندوق خطة الاصلاح والتنمية الفلسطينية، وهو صندوق خاص لتمويل خطة الاصلاح والتنمية التي وضعتها السلطة الفلسطينية في 17/12/2007 والتي تغطي 3 سنوات تمتد من 2008 الى 2010 ولتحويل مبلغ 80 مليون دولار، فقد تم توقيع اتفاقية ادارية مع البنك الدولي بحيث يمثل الكويت الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وتشمل هذه الاتفاقية جميع التفاصيل الخاصة بالاهداف وأوجه الصرف وطريقة الصرف والامور التي لا تدخل ضمن عمل الصندوق.
هذا بالاضافة الى الدعم الملتزمة به الكويت للمنظمات الإغاثية الفلسطينية ولتبرعات الهلال الأحمر النقدية والعينية ومختلف المساعدات من جمعيات خيرية وغيرها من التبرعات التي تضع الكويت على رأس قائمة الدول المساعدة للفلسطينيين.
تاريخ العلاقات
فتاريخ العلاقات الكويتية – الفلسطينية يعود لسنوات طويلة وبحسب دراسة للدكتور فلاح المديرس عن الموضوع: للقضية الفلسطينية دور مؤثر في تطور العلاقات الكويتية – الفلسطينية وفي تطور الوعي القومي بين أبناء الشعب الكويتي، ومنذ منتصف العقد الثاني من الثلاثينيات أيد الشعب الكويتي الانتفاضات المسلحة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية ضد سلطات الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية، وقد عبر الكويتيون عن هذا التأييد بتشكيل لجان تضامنية مع الحركة الوطنية الفلسطينية، كذلك عبروا عن احتجاجهم بكل الوسائل على السياسة البريطانية عن طريق اقامة المهرجانات الخطابية وارسال برقيات للحكومة البريطانية. وبعد نكبة فلسطين 1948 استقبلت الكويت عشرات الألوف من الفلسطينيين النازحين من أراضيهم الذين ساهموا في بناء الكويت الحديثة مع الكويتيين.
وبعد استقلال الكويت عن بريطانيا عام 1961 تعززت العلاقة بين الشعبين واحتضنت الحكومة الكويتية منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل المقاومة وقدمت لهما المساعدات المادية والمعنوية، كما تضامنت الحكومة الكويتية ومؤسسات المجتمع المدني مع الشعب الفلسطيني في رفضه للحلول الاستسلامية ووقفت معه في جميع معاركه التي خاضها مع الأنظمة العربية من أجل تجريد المقاومة الفلسطينية من السلاح، لاسيما في الأردن أو في لبنان.
وعندما تعرضت الكويت للعدوان العراقي وما أعقبه من احتلال دام 7 أشهر بدأت العلاقات الكويتية – الفلسطينية في التوتر على المستوى الرسمي والشعبي الى درجة القطيعة.
ومع ذلك استمرت الكويت في تأييدها لنضال الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه، وقاومت مساعي التطبيع مع العدو، هذا التطبيع الذي قامت به دول محسوبة على ما يسمى بالدول التقدمية.
وعلى خلاف ذلك تم عقد أول مؤتمر تأسيسي لمقاومة التطبيع في منطقة الجزيرة والخليج في الأراضي الكويتية، واستمرت المبادرات التضامنية مع فلسطين كما سبق وذكرنا.
وعلى الصعيد الرسمي حضرت الكويت مؤتمرات القمة المخصصة لبحث أوضاع الأراضي المحتلة وأرسلت الحكومة المساعدات المادية للشعب الفلسطيني، ان مساندة الكويت رسميا وشعبيا لانتفاضة القدس التي لها أبعاد ومنطلقات قومية ودينية تتعلق بالقضية الفلسطينية.
لقد كانت هناك علاقات تاريخية تربط الكويتيين بالفلسطينيين المقيمين في الكويت منذ الخمسينيات التي امتدت طوال أكثر من 50 عاما، حيث ان معظم هؤلاء ولدوا فيها وتعلموا في مدارس مشتركة مع الكويتيين ويعمل قسم كبير منهم في مؤسسات البلاد، الرسمية وكان لكثير منهم علاقات اقتصادية، وثمة مشاركة للكثير من الكويتيين والفلسطينيين في الشركات التجارية، ويملكون العقار بأسماء كويتية ويرتبطون مع الكويتيين بعلاقات اجتماعية عن طريق التزاوج، وبعضهم يحمل الجنسية الكويتية واتخذوا مواقف معارضة للنظام العراقي المقبور.
واقرأ ايضاً:
الطبطبائي: سأكون جزءاً من أي حملة قادمة وأتمنى ذهاب وفد نيابي رسمي للتضامن مع غزة
لجنة القدس تثمّن مسعى أبطال الكويت في أسطول «الحرية»
تركيا شيّعت شهداء «الحرية» وتنتظر «المفقودين».. وإسرائيل ترفض التحقيق الدولي
رائد صلاح: كوماندوز إسرائيلي أراد قتلي فأودى بشبيهي
وزراء الخارجية العرب يطالبون بلجنة دولية مستقلة للتحقيق في الجريمة الإسرائيلية بحق قافلة «الحرية»
الكويت من أكثر الدول المانحة للمساعدات للشعب الفلسطيني على مدى الـ 60 عاماً
«إحياء التراث»: نصرة الشعب الفلسطيني نصرة لأرض المسلمين وحماية لمقدساتهم